الجمعة، 4 مايو 2012

ملكات حكمت مصر الملكه شجره الدر


شجرة الدّر ( الأميرة التي حكمت مصر 80 يوماً )

الكل منا سمع عن شجرة الدر..فهي أول ملكة في الإسلام...1257 ميلادية

نقره على هذا الشريط لتصغير الصوره



شجرة الدر ، جارية من جواري الملك الصالح ، اشتراها الملك نجم الدين. اختلف المؤرخون في تحديد جنسيتها ،
فمنهم من قال إنها تركية ومنهم قال إنها جركسية ،أو رومانية. ولكن لم تكن شجرة الدر كباقي الجاريات



بل تميزت بالذكاء الحاد ، والفطنة ، والجمال كما أنها نالت الإعجاب بفتنتها وفنها ، إذ كانت متعلمة ،
تجيد القراءة ، والخط ، والغناء.




أعجب بها الملك نجم الدين واشتراها ، ولقبها بشجرة الدر. أنفرد بها ، وحظيت عنده بمنزلة رفيعة ،
بحيث أصبح لها الحق في أن تكون المالكة الوحيدة لقلبه وعقله ، وصاحبة الرأي ثم أصبحت الشريكة الشرعيةوأم ولده.



أرسل الأمير نجم الدين بأمرٍ من والده ، إلى حصن كيفا، لولاية وحكم هذا الحصن(وهو حصن من حصون المشارق يقع على حدود تركستان).






ثم وردت إليه أنباء من القاهرة ، تقول بان أباه الملك الكامل قد عين أخاه الصغير أبا بكر(الملك العادل)
ولياً للعهد بدلاً منه، وكانت أمه اقرب إلى قلب الملك من أم الأمير نجم الدين.





غضب الأمير نجم الدين من تصرف الملك ؛ لأن أخاه كان طائشاً ، ولأن الدولة كانت في خطر من كل الجوانب ،
ويتربص بها الأعداء من الصليبين والمغول. أقسم الأمير نجم الدين أن الخلافة لن تكون لغيره بعد أبيه.
وبدأ بالمقاومة ، لأنه أرشد من أخيه ، وأحق منه في الخلافة.

وفي هذه الأثناء كانت شجرة الدر نعم الزوجة ، حيث قامت بتشجيع وتأييد زوجها ،
فساعدته في الوصول إلى حقه المغتصب. وفي هذه الفترة أنجبت له ولداً أسماه خليل.

توجه الأمير نجم الدين إلى القاهرة ، ومعه زوجته شجرة الدر ، وأبنهما ،
وبطانته المؤلفة من عشرات الجنود فقط ،وبعض المماليك ، وعلى رأسهم ( بيبرس،وأيبك،وقلاوون،وآق طاي).




وبينما هم في طريقهم انقض عليهم جيش الملك الناصر داوود ،
وهم ابن عم نجم الدين والي إمارة الكرك والشوبك ،
وما يليهما من أرض الأردن. وأسرهم في قلعة الكرك عام (63)هـ ،

ثم أرسل إلى الملك العادل يخبره بما حدث ويطلب منه ثمن جلوسه على عرش الشام.
استمر سجنهم سبعة أشهر ، كان الملك الناصر خلالها يساوم الملك العادل في القاهرة
على الأمير نجم الدين ، أما زوجته شجرة الدر فقد وفرت له كل أسباب الراحة ، وبثت التفاؤل في نفسه ، خلال مدة الأسر.


قامت بوضع خطة مع زوجها ، وذلك باتفاق زوجها مع خصمهِ الملك الناصر ،
على أن يطلق سراح نجم الدين ليستولي على عرش مصر ومن ثم ، يقدم له عرش
الشام ونصف الخراج. ثم سار الملك الصالح زوجها إلى القاهرة وهزم أخاه العادل نجم الدين
، وأسره في قلعة صلاح الدين. وهكذا بلغت شجرة الدر مرادها ، حيث قاسمت زوجها المجد والسلطة.

وكانت شجرة الدر قادرة على تسيير الجيوش للحرب وذلك عندما تعرضت مصر لحملة الصليبيين .
يقال ان الملك لويس التاسع شن الحملة ليوفي بنذره ، حيث نذر بانه اذا شفي من مرضه فسوف يشن
حملة على مصر .فجهز جيشا وابحر من مرسيليا عام 1249 وفي هذه الاثناء كان الملك الصالح مريضا ،
الا انه استعد للامر ،وتخذ من المنصورة مركزا للقيادة العامة ،وولاها للامير فخر الدين نزولا عند رغبة شجرة الدر ،التي اثبتت على انها قادرة على مواجهة الصعاب ،واقسمت على ان الصليبيين سيقتلون في حملتهم.
وبعد وصولالغزاة الى مصر عام 1249 .

ظهرت حكمة وذكاء شجرة الدر ،حيث اخفت نبأ وفاة الملك،لعدة اسباب
اهمها الخوف من حدوث البلبلة في الدولة وبخاصة صفوف الجيش ، وحتى تتغلب على العدو ،وكذلك حتى لا
ينصرف اهتمام أمراء بني ايوب والمماليك الى تولي العرش ، وساعدها على ذلك الامير فخر الدين .
واستمر الحال في القصر الملكي كالسابق.

ولكن عندما لاحظت شجرة الدر ان خبر وفاة زوجها اوشك ان ينكشف وان العدو ايضا على وشك الانهزام .
قامت باستعاء ،ابن زوجها (تورانشاه )وامرت رجال الدولة والجيش ان يحلفوا له يمين الولاء ،وان يدعى لها
على المنابر في المساجد ،وذلك لتبقى السلطة في يدها وتعرف امور الدولة كما تشاء .وذلك ان دل فيدل على ذكائها ودهائها .

وقبل وصول توانشاه ،قامت شجرة الدر بوضع خطة حربية مع القوات ،وامراء المماليك وظلت تشرف
على تنفيذها ،ومراقبة سير المعركة في المنصورة عن قرب . وبلغ من حماسها أنها كانت تعاون الاهالي
مع الجنود في صد هجمات الاعداء والرد عليهم .حتى انتصر المسلمون عام 1250 لم يدم حكم توانشاه
اكثر من شهرين وذلك لفساده وطغيانه .




وقام بابعاد رجال الدولة الاكفاء ،واخذ يهدد زوجة ابيه شجرة الدر ،ويطلب ما تبقى من ثروة ابيه ولم
يكتف بذلك بل قام باستفزاز مماليك البحرية حتى لقي مصرعه على يد بيبرس .وافق الكل في مصر على
تولي شجرة الدر العرش .بعد مصرع توانشاه.

كان عهد شجرة الدر زاهيا وزاهرا اظهرت خلاله قدرتها وجدارتها في الحكم.وتنعم الفقراء بحسناتها ،
اذ كانت ملكة عاقلة لبيبة ،على علم تام بنفسية الشعب ومتطلباتهم . لم تكن حكومتها استبدادية ،
ولا تشرع في عمل من الاعمال حتى تعقد مجلس المشاورة ولا تصدر قرارا الا بعد اخذ راي وزرائها
ومستشاريها .

وقامت بنشر راية السلام ايضا فامن الناس خلال فترة حكمها .في عصرها نبغ العديد من الشعراء والادباء
المصريين مثل (بهاء الدين زهير )وجمال الدين بن مطروح وفخر الدين بن الشيخ ) وفي عهدها ايضا قامت
بعمل جيد وهو تسيير المحمل كل عام من مصر الى الحجاز في موسم الحج ،فهو يذهب كل عام بكسوة
الكعبة والمؤن والاموال لاهل البيت مصحوبا بفرقة من الجيش لحماية الحجاج.


هذه الصورة مصغره ... نقره على هذا الشريط لعرض الصوره بالمقاس الحقيقي ... المقاس الحقيقي 546x344 .


عرفت شجرة الدر بعدة القاب خلال حكمها مثل الملكة عصمة الدين ،والملكة ام خليل ،واخيرا الملكة
شجرة الدر ام الخليل المستعصمية نسبة الى الخليفة المستعصم وذلك خوفا من ان لا يعترف بها
الخليفة العباسي ،والذي كان يجلس على عرش العباسيين في بغداد انذاك. ودعي لها على المنابر
كدعاء الخطباء كل جمعة في المساجد كما اصبحت الاحكام تصدر باسمها ،ونقش اسمها على الدراهم والدنانير .




ولم يرق للعباسيين ان تتولى امراة عرش مصر .مما ادى الى نشوب الكثير من الخلافات بين الامراء والزعماء
في مصر والشام ولذلك اتخذت من الامير عزالدين ايبك مقدما للعساكر ثم تزوجته ،وبفعلتها هذه امنت كلام
الناس واعتراض العباسيين لها . وقبل ان يعقد عليها اشترطت عليه ان يطلق زوجته ويتخلى عن ولده المنصور علي ، حتى لاينتقل العرش الى ابنه واطلق عليه اسم الملك المعز .



مرت الايام الى ان اصبح زمام الامور داخل مصر وخارجها ،في يدزوجها الملك المعز .
وبلغها ان زوجها يريد خطبة ابنة الملك بدر الدين لؤلؤ ،صاحب الموصل .فساءت العلاقات
بين شجرة الدر وبين الرجل الذي وثقت به ،وجعلته ملكا .وكادت تفقد عقلها من شدة الحقد والغيرة .

وعلمت ايضا انه ينوي انزالها من قصر القلعة الى دار الوزارة في القاهرة ،وذلك ليتفادى الجدل والخصام
معها ،وحتى يتم تهيئة القلعة لاستقبال العروس الضرة . غضبت شجرة الدر غضبا شديدا لما فيه من جرح
لشاعرها وكبريائها .وخاصة بعد تاكدها من عزيمته في التخلص منها .فكان لابد من التخلص منه فدعته ذات
يوم واستقبلته بصدر رحب وبشاشة وكأن شيئا لم يحدث بينهما ، حتى شعر بالطمأنينة ودخل الحمام ، ونقض
عليه خمسة من غلمانها الاقوياء وضربوه الى ان مات ، ثم اذيع بان الملك المعز توفى فجأة ولكن لم يصدق الناس هذا النبأ .

حاولت شجرة الدر ان يجلس احد الامراء المماليك على العرش لكي تحتمي به ،الا ان محاولاتها بائت بالفشل ،
والتجأتالى البرج الاحمر في القلعة عام 1257 ميلادية .ولكنها لم تنج بفعلتها حيث تم القبض عليها من قبل
الامراء المناصرين لزوجها القتيل ،وفرض عليها السجن المنفرد ،ولاقت فيه الوانا مختلفة من العذاب والهوان .
ومن ثم تدخلت ضرتها ام علي وهي زوجة الملك المعز الاولى وحرضت ابنها علي على قتلها انتقاما لابيه .
وهناك مراجع اخرى تقول بانه تم قتلها على يد الجواري اللاتي واصلن ضربها بالقباقيب الى ان فارقت الحياة .
وهكذا عاشت شجرة الدر مكرمة وجليلة ذات نفوذ وقوة ولكنها ماتت ميتة
ذليلة ومهينة 
.
 يتبع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق