جلت الحملة الفرنسية عن مصر بعد بدايتها بثلاثة أعوام وشهرين وتنازع السلطة فى مصر آنذاك ثلاثة قوى مختلفة المصالح كانت قد اتحدت فيما قبل على محاربة الفرنسيين ثم بدأت كل قوة تعمل علي تحقيق اطماعها الخاصة فى وادى النيل .
القوة الاولى هى تركيا التى فتحت مصر بحد السيف قبل ثلاثة قرون فأرادت أن تبقى مصر كإحدى ولايات السلطنة العثمانية.
والقوة الثانية هى انجلترا التي كانت تطمع فى احتلال المواقع الهامة على شواطىء مصر فى البحرين المتوسط والأحمر لتضمن لنفسها السيادة فى البحار فى طريقها إلى الهند.
أما القوة الثالثة فكانت المماليك الذين سبق لهم حكم مصر قبل الفتح العثمانى ، كما كانت لهم قوة لا يستهان بها أثناء الحكم العثمانى نفسه .
وكما يقول عبد الرحمن الرافعى فقد تجاهلت هذه القوى الثلاث فى تنازعها على السلطة العامل القومى ولم تحسب حسابه لكن رجلا واحدا أدرك مدى تأثيرا هذا العامل لمن يستعين به وهو محمد على قائد الكتيبة الألبانية فى الجيش التركى فى مصر فتقرب إلى القوة الوطنية الشعبية .
وفى يوليو 1805 وصل محمد علي بفضل إرادة القوى الشعبية إلى منصب الوالى ولم يجد الباب العالى أمامه إلا إصدار فرماناً بذلك.
وهكذا أسس محمد على حكمه - وأسرته من بعده - لمصر ، الذى استمر حوالى قرن ونصف من الزمان ، وتتابع على حكم مصر 11 من الحكام منهم الوالى أو الباشا ومنهم الخديوى ومنهم
السلطان ومنهم الملك
* محمد على باشا :
عين واليا على مصر 17 صفر 1220هـ / 17 مايو 1805م حتى 2 شوال 1264/أول سبتمبر 1848 .
وتوفى بالاسكندرية فى 13 رمضان 1265هـ/ 2أغسطس 1849م ودفن بمسجد القلعة .
(مسجد محمد على بالقلعة )
ولد محمد على بمدينة قولة من موانى مقدونيا فى 1769 وفى سن الشباب انخرط فى سلك الجندية .
تزوج من مطلقة ذات ثروة واسعة وهى التى انجبت له إبراهيم وطوسون وإسماعيل ، وتفرغ لتجارة الدخان فربح منها .
عاد محمد على إلى الحياة العسكرية عندما أغار نابليون على مصر وشرع الباب العالى فى تعبئة جيوشه لمحاربة الفرنسيين
ووصل إلى مصر فى مارس 1801 كمعاون لرئيس كتيبة قولة وأظهر كفاءة فتدرج فى الترقية إلى أن خرج الفرنسيون فأصبح من الرجال المقربين للوالى الجديد خسرو باشا .
وفى مايو 1805 وصل إلى كرسى والى مصر بفضل القوى الشعبية المصرية وفى يوليو من نفس السنة وصل فرمان الباب العالى بتوليته مصر .
قضى على المماليك فى مذبحة القلعة الشهيرة 1811 .
أرسل جيشه إلى الحجاز فاستولى عليها ثم استولى على النوبة وعلى جزيرة كريت ثم على فلسطين والشام ..
وقد أدت هذه الانتصارات وهذا التفوق العسكرى إلى وقوف الدولة العثمانية وبعض الدول الأوروبية ذات المصالح ضده فاجتمعوا فى لندن فى يوليو 1840 ووقعوا المعاهدة التى منح بمقتضاها محمد على رتبة نائب الملك على مصر وأن تكون مصر بحدودها القديمة وراثية فى أسرة محمد على للأكبر سنا من الأولاد والأحفاد ، على أن تكون مصر جزءا من الدولة العثمانية وأن تدفع الجزية
سنويا للسلطان وألا يزيد جيشها عن ثمانية عشر ألفا وألا تبنى سفنا حربية .
انجازات محمد على باشا :
انشاء مدارس وتعليم ابناء البلد المصريين .
انشاء المدارس العليا التى تساوى الجامعات كمدرسة المهندسخانه ومدرسة الطب .
انشاء جيش كان اقوى من جيش الدولة العثمانية كلها مما اغضب اروبا واقلقها منه واتفقت على تحجيمه بمعاهدة لندن التى حدت من نفوذ مصر الى داخل حدودها و هذا الجيش الذى هزم اسطول الامبراطورية العثمانية كلها وكان على ابواب الاستانه ولولا اتفاق اوربا مع رجل اروربا العجوز لعادت الخلافة الاسلامية اقوى خلافه واصبح عصره عصرا ذهبيا ومع العلم كان الجيش من المصريين .
اعاد توزيع الارض بواقع خمسة افندنه للفلاح فيما يعرف باكبر اصلاح رزاعى شهده العالم ومع تمليك المصريين واعطاهم الصلاحيات لامتلاك المزيد .
اعاد الاهتمام بالنيل ورمم مقياس النيل وحفر القنوات مثل الابراهيمية وبحر يوسف .
زادت الرقعه الزراعية الى ملايين الافندنه بفضل سياسته الاصلاحية وانشاء القناطر الخيرية التى احيات الدلتا بعد ان سارت خرائب .
اعاد التقسيم الادارى لمصر واهتم بتقسيم الصعيد الى مديرات واعاد الحياة له .
انشاء الوزرات والدواوين .
تخلص من المماليك الذين اصبحوا عبئا على الدولة .
اعاد فتح السودان وضمة الى مصر وانشا الخرطوم وحاول اكتشاف منابع النيل واستثمار خيرات السودان .
من عبقريته استيراد انواع غير مالوفه من الزراعات مثل القطن وزرعه بمصر والسودان وهو عماد الاقتصاد المصرى الذى يعرف باسم القطن المصرى .
ارسال البعثات الى الخارج و الاهتمام بالترجمه والتى توقفت منذ عهد العباسيين .
محبتة لعلماء الازهر ورعايته لعلماء الدين .
احضر المطبعه وانشا اول جريده باللغه العربيه الوقائع المصريه والاهرام .
كانت مصر ملاذ الهاربون من طغيان العثمانين .
انشاء المستشفيات وعالج الامراض وردم المستقعات
زوجات محمد على :
كانت له زوجتان الأولى : أمينة هانم
وهي بنت علي باشا الشهير بمصرلي من أهالي قرية نصرتلي التابعة لدراما رزق منها محمد علي باشا الكبير خمسة أولاد ثلاثة أنجال وبنتين وهم: الأمير إبراهيم باشا ، الأمير أحمد طوسون باشا ، الأمير إسماعيل كامل باشا ، الأميرة توحيدة هانم ، الأميرة نازلي هانم .
الثانية : ماه دوران هانم أوقمش قادين و لم يرزق منها أولاد .
اما مستولداته فهن : ( المستولدة هى حليلته أو جاريته )
أم نعمان وقد رزق منها الأمير نعمان بك
عين حياة قادين وقد رزق منها محمد سعيد باشا والي مصر
ممتاز قادين وقد رزق منها الأمير حسين بك
ماهوش قادين وقد رزق منها الأمير علي صديق بك
نام شاز قادين وقد رزق منها الأمير محمد عبد الحليم
زيبة خديجة قادين وقد رزق منها الأمير محمد علي باشا الصغير
شمس صفا قادين وقد رزق منها بنتين الأميرة فاطمة هانم
الأميرة رقية هانم شمع نور قادين وقد رزق منها الأميرة زينب هانم
نايلة قادين لم يرزق منها أولاد
كلفدان قادين لم يرزق منها أولاد
قمر قادين لم يرزق منها أولاد
عزله أبناؤه في سبتمبر عام 1848 لأنه قد أصيب بالخرف. ومات بالإسكندرية في أغسطس 1849 ودفن بجامعه بالقلعة بالقاهرة .
* إبراهيم باشا ابن محمد على باشا :
(1789 - 10 نوفمبر 1848) قائد عسكري مصري، هو الابن الأكبر لمحمد علي، والي مصر. نصب كقائم على العرش نيابة عن أبيه من يوليو حتى 10 نوفمبر 1848. قاد حملة عسكرية على وسط الجزيرة العربية وقضى على الدولة السعودية الأولى.
ولد إبراهيم باشا عام 1789م ولد ابراهيم فى قولة - اقليم روملي فى اليونان ويقال ان محمد علي تبناه. (1204 هـ - 1265 هـ = 1789 - 1848م)، كان عضد ابيه القوي وساعده الأشد في جميع مشروعاته، كان باسلا مقداما في الحرب، لا يتهيب الموت، وقائدا محنكا لا تفوته صغيرة ولا كبيرة من فنون الحرب.
كان سريع الغضب، طيب القلب، عادلا في أحكامه، ويعرف الفارسية والعربية والتركية، وله إطلاع واسع في تاريخ البلاد الشرقية.
مسيرته وانجازاته
حين تولى محمد على حكم مصر استدعى ابنه ابراهيم من اسطنبول وأعطاه ادارة مالية مصر. ثم أرسله إلى الصعيد لإخماد تمرد المماليك والبدو.
عينه والده قائدا للحملة المصرية ضد الوهابيين (1816-1819م). في الحجاز أظهر ابراهيم سلوكاً حميداً جذب الأهالي له. فاخمد ثورتهم وقضى على حكمهم، وأسر أميرهم وأرسله لأبيه في القاهرة، فأرسله محمد علي إلى الأستانة، فطافوا به في أسواقها ثلاثة أيام ثم قتلوه، فنال إبراهيم باشا من السلطان مكافأة سنية وسمي واليا على مكة، ونال أبوه محمد علي لقب خان الذي لم يحظ به سواه رجل من رجال الدولة غير حاكم القرم.
ثم عين قائدا للجيش المصري ضد ثورة اليونانيين الذين خرجوا على تركيا للظفر بالاستقلال، فانتزع إبراهيم معاقلهم وأخمد ثورتهم (1825-1828). ولكن نزول الجنود الفرنسيين بالمورة أكرهه على الجلاء عن اليونان. وحين طمع محمد علي في ممتلكات السلطة العثمانية بالشام أنفذه مع جيش مصري قوي ففتح فلسطين والشام وعبر جبال طوروس حتى وصل إلى كوتاهية (1832-1833) وحينما تجدد القتال 1839 بين المصريين والأتراك انتصر إبراهيم في معركة نصيبين الفاصلة (يونيه 1839)، ولكن الدول الاوروبية حرمته من فتوحه وأكرهته على الجلاء عن جميع الجهات التي كان قد فتحها.
التكية المصرية في المدينة المنورة
بناها إبراهيم باشا بن محمد علي باشا في عهد أبيه في منطقة باب العنبرية ، وقد زودت التكية بالمخازن والافران والمطابخ ، وكان يأتيها رزقها رغدا من القمح والارز واللحم من ديوان الاوقاف المصرية ، وكانت تأتي مرتبات الناظر والموظفين الذين يعينون من قبل الحكومة المصرية وكانت التكية تفتح أبوابها يومياً للفقراء بدون إستثناء .
شهدت سورية الطبيعية خلال فترة حكم إبراهيم باشا إصلاحاتٍ شاملة أحدثت انقلابات جوهرية وثورةً اجتماعيةً سادت في كافة الأرجاء السورية وخصوصاً في دمشق، التي كانت حتى ذلك الحين منغلقةً على نفسها في قوقعةً يحكمها طغيان الولاة ومجون الجنود وتخلّف رجال الدين المسؤولين عن تنوير العقول!
ويسجّل لإبراهيم باشا قيامه بالعديد من الأعمال العمرانية ومنها بناء غرفٍ لسكن الراهبات، وذلك بناءً على طلب رئيسة الدير يومئذٍ كاترينا المبيض أثناء توقفه هناك خلال حملته لجمع الأسلحة من المسلمين والمسيحيين، ويروي أحد الإخباريين وهو مؤرّخ مجهول آثر عدم ذكر اسمه، وقد عاصر أحداث تلك الفترة وكان موظفاً في الحكومة:
"…توجّه إبراهيم باشا لناحية شمال وليلتها بات في منين على العين وثاني يوم توجه على صيدنايا وطلع إلى دير السيدة العامر واستقام نحو ثلاث ساعات في قصر البطرك، وحضرت الرئيسة وقبلت اتكه وأخذ وأعطى معها في الكلام بكل بشاشة وسألها على الراهبات وكم عدتهم وبأثناء الخطاب طلبت منه إنعام (رخصة) أن يتعمر في الدير كم قوضة (أوضة-غرفة) لأجل سكن الراهبات فقال لها حرري عرض (حال بذلك) وأرسليه لي إلى يبرود وهناك بعلم عليه (أصدّقه)، وركب ساعتها وبات في الثواني (قرية قرب صيدنايا) وثاني يوم توجه إلى يبرود واستقام كم يوم.
فبعدما توجه إبراهيم باشا حررت الرئيسة عرض حال واستدعت فيه بعمار خمسة عشر أوضة وأرسلته مع واحد حمصي اسمه أبو الياس المشاطي إلى الحكيم باشي فقال له (هذا الأخير) أنت روح (اذهب) إلى شغلك ومتى أنظر أفندينا مبسوط (رائق الذهن) بعرضه عليه وبرسله للشام مشروح عليه. وبعده الحكيم أعرض العرضحال على الوزير فأرسله إلى أبوه محمد علي باشا فشرح عليه سعادة المشار إليه طبق المرغوب، وأرسله إلى متسلم الشام فلما وصل إلى متسلم الشام علّم عليه وأرسله إلى وكيل البطرك.
وقد بعث إبراهيم باشا إلى حسين باشا في (29 جمادى الآخرة، سنة 1254 هـ/ 1838 م) برقيةً "يستطلع الرأي العالي في عريضة تقدمت بها الراهبة كاترينة رئيسة الدير، تسترحم فيها أن يؤذن لها بإنشاء بعض الغرف في الدير المشار إليه
فردّ محمد علي باشا بالإيجاب على هذا الطلب، حيث نقرأ في إحدى الوثائق الواردة في (22رجب، سنة 1254هـ/ 1838 م):
" محمد علي باشا إلى إبراهيم باشا، يُسمح بترميم دير صيدنايا وبإنشاء خمس عشرة غرفة فيه
عين إبراهيم باشا 1848 نائبا عن أبيه في حكم مصر، وكان أبوه إذ ذاك لا يزال حيا، إلا أنه كان قد ضعفت قواه العقلية وأصبح لا يصلح للولاية. ولكنه توفي قبل والده في نوفمبر من العام نفسه.
زوجاته ومستولداته
خديجة برنجي قادين ورزق منها الأمير محمد بك
شيوه كار قادين وقد رزق منها الأمير أحمد رفعت باشا
خوشيار قادين وقد رزق منها الخديوي إسماعيل
ألفت قادين وقد رزق منها الأمير مصطفى بهجت
كلزار قادين ولم يرزق منها أولادا
سارة قادين لم يرزق منها أولادا
وفاته
فى 10 نوفمبر 1848 مات ابراهيم باشا فى القاهرة. قتل ابراهيم باشا بالسم بعد ان تناول العشاء عند سليمان باشا في قصره وكانت المكيده من زوجة سليمان الثالثة خوفاً على السلطة لانه حصل على القاب السلطان وخافت ان يتولى السلطه بدل ابنها.
* عباس حلمى الأول ابن أحمد طوسون باشا ابن محمد على باشا واليا من 10 نوفمبر
1848 إلى 13 يوليو 1854 .
ولد سنة 1813 فى جدة ونشأ فى مصر . خلف عمه إبراهيم باشا فى تولى مصر 1848 ، هو حفيد محمد على وأبن أخ إبراهيم فى عهده اضمحل الجيش والبحرية فى مصر وأغلقت كثير من المدارس والمعاهد .
تولى عباس الأول حكم مصر وكان كثير من منشآت جده ومؤسساته لا تزال موجودة تؤدي وظيفتها، وكان عباس قد رأى مشروعات جده وما آل إليه أكثرها من تدهور، فما ما كان منه إلا أنه أخذ يقيس كل شيء بعبارته المشهورة « ينفع أو لا ينفع » وقد دخلت معظم المشروعات في طائفة ما لا ينفع لا لشيء إلا لأنها كانت تحتاج إلى إنفاق المال وقد ترتب على ذلك أن سرح الجيش وأغلق ما تبقى من المصانع، لكن تم استثناء مطبعة بولاق من كل ما سبق من الدور والمؤسسات، فلقد ظلت مفتوحة تعمل طول عهد عباس من غير انقطاع وقد طبع فيها في عهده بعض الكتب القيمة منها «مقامات الحريري» و«المستطرف» وقد طبعهما الشيخ التونسي على نفقته في مطبعة بولاق ثم «خطط المقريزي» في جزئين و«حاشية القسطلاني» في الحديث ولا شك في أن هذه الكتب الأربعة من أقوم وأهم الكتب التي أصدرتها المطبعة في مختلف عصوره. كان نشاط المطبعة مقصورًا على ما تحتاجه المدارس القليلة جدًا التي بقيت ثم على ما كانت مصالح الحكومية في حاجة إليه من السجلات، والدفاتر، والطوابع أما كتب الأدب وما شاكلها كان أكثر ما طبع منها كان على نفقة الملتزمين مثل «مقامات الحريري» و«المستطرف» و«خطط المقريزي» و«حاشية القسطلاني» وأقلها على نفقة الحكومة.
أمه كان اسمها بمبا قادن أما زوجاته ومستولداته فهن :
ماهوش قادين وقد رزق منها الأمير إبراهيم الهامي باشا
شازدل قادين الجركسية وقد رزق منها الأمير مصطفى والأميرة حواء
هواية قادين وقد رزق منها الأمير محمد صديق والأميرة عائشة
همدم قادين
برلانته هانم
عاش عيشة بذخ وأنصرف عن التفرغ لشئون الدولة ، ظل فى الحكم قرابة الخمس سنوات ، وأغتيل فى قصره فى بنها فى يوليو 1854
* محمد سعيد باشا
هو ابن محمد علي باشا، ولد سنة 1822م واختار له والده السلك البحري فدربه على فنون البحرية وجعل شأنه شأن تلاميذها، ولما أتم دراسته انتظم في خدمة الأسطول، واعتاد النظام الذي هو أساس الحياة العسكرية، وارتقي سعيد في المراتب البحرية حتى وصل في أواخر عهد أبيه إلى منصب "سر عسكر الدوننمه" أي القائد العام للأسطول. وقد امتاز سعيد بالعديد من الأخلاق الحميدة منها شجاعته وميله إلى الخير وتسامحه وحبه للعدل.
تولى سعيد باشا الحكم بقرار صادر من الباب العالى فى الأسيتانة وقد حكم فى الفترة ما بين 1854م حتى 1863م وقد ولد محمد سعيد باشا فى الإسكندرية فى عام 1822 م وأعتنى محمد على الكبير بتربيته ونشأته , وكان محمد سعيد يحب المصريين ويكره التراك والشراكسة , وكان يميل للأوربيين وخاصة الفرنسيين منهم وكان كوال فترة حكم والده محمد على باشا يعيش فى الأسكندرية وكان يعيش فى الأسكندرية فى ذلك الوقت بيت القنصل الفرنسى فى الأسكندرية وكان أبن نائب القنصل الفرنسى هو فردينان دي ليسبس , وكان سعيد اثناء طفولته يذهب للعب فى بيت هذا القنصل مع ابن النائب فتوطدت الصداقة بين أبن نائب القنصل فردينان دي ليسبس وسعيد , وحدث أن نائب القنصل الفرنسى نقل إلى فرنسا وبالطبع معه إبنه إلى باريس.
بالنسبة للعملة فعلي الرغم إنها لم تسك في مصر إلا أنها كانت شائعة ومتداولة بين المصريين, لذلك عددتها من العملات المصرية التداول تركية المنشأ. وال40 بارة لمن لا يعلم تساوي قرش واحد فقط, ومن الجدير بالذكر أن والي مصر وقت سك العملة كان محمد سعيد باشا بن محمد علي.
إنجازاته
ففي المجال الاقتصادي نجده قد خفض الضرائب على الأرض الزراعية ، وأسقط المتأخرات التي وصلت إلى 800.0000 جنيه فاستراح الفلاحون من أعباء الضرائب والمتأخرات التي كان عمال الجباية يرهقونهم للحصول عليها ، ومنح الفلاحين حق تملك الأرض طبقاً لقانونه الشهير "اللائحة السعيدية" الصادرة في 5 أغسطس سنة 1858 ؛ فشعر الفلاحون بالراحة والطمأنينة، علاوة على ذلك ألغى ضريبة الدخولية التي كانت تجبى على الحاصلات والمتاجر فكانت مصدر إرهاق للأهالي وتؤدي إلى ارتفاع الأسعار واشتداد الغلاء فكان إلغاؤه لها تخفيفا عن الأهالي وتحريرا للتجارة الداخلية. كما قام بتطهير ترعة المحمودية وإتمام الخط الحديدي بين القاهرة والإسكندرية الذي كان قد بدأه عباس باشا. كما مد الخط الحديدي بين القاهرة والسويس وفتح للمواصلات سنة 1858 فعاد على ميناء السويس وعمرانها بالفوائد الجمة. كما اهتم بالملاحة التجارية الداخلية والخارجية فأنشأ شركتين للملاحة أحداهما نيلية (1854) والأخرى بحرية (1857)
وفي المجال الاجتماعي والثقافي أصدر لائحة المعاشات للموظفين المتقاعدين وأصلح مجلس الأحكام بعد أن قام بعدة تغييرات في هيكله، كما أصلح القضاء الشرعي. كما منع نقل الآثار المصرية إلى الخارج التي كانت نهباً لتجار الآثار والمغامرين ، وجمعها في مخازن أعدت لها في بولاق. وأصلح جامع السيد البدوي في طنطا، وأصلح نظام الإدارة وأنهى الاختلاط الذي كان متبعاً في التقويم حيث كان هناك التقويم الهجري والميلادي والقبطي فحدد لكلٍ وظيفته.
أما عن إصلاحاته الحربية قام سعيد بتقصير مدة الخدمة العسكرية ثم عممها على جميع الشبان على اختلاف طبقاتهم، فجعل متوسط الخدمة سنة واحدة وبذلك أدخل في نفوس الناس الطمأنينة على مصير أبنائهم المجندين، وعلاوة على ما تقدم فإن سعيد باشا عنى بترفيه حالة الجنود والترفيه عليهم من جهة الغذاء والمسكن والملبس وحسن المعاملة وكان سعيد ميالا إلى ترقية الضباط المصريين.
ولقد خاضت مصر في عهد سعيد باشا حربين الأولى حرب القرم التي استمرت بعد وفاه عباس باشا وأرسل سعيد باشا نجده إلى الجيش المصري واستطاعت تركيا وحلفائها بفضل بسالة الجيش المصري التفوق على الروس وإبرام الصلح بينهما سنة 1856م في مؤتمر باريس.
أما الحرب الثانية هي حرب المكسيك وقد تأخذك الدهشة في اشتراك مصر في حرب المكسيك بأمريكا إذ لا ناقة لنا فيها ولا جمل ولكن كذلك شاءت ميول سعيد نحو نابليون الثالث إمبراطور فرسنا في ذلك العهد وصداقته له أن يلبي دعوته حينما طلب إليه أن يمده بقوة حربية مصرية تعاون الجيش الفرنسي بها.
من أقواله «أمة جاهلة أسلس قيادة من أمة متعلمة» وقال ذلك بعد إغلاق المدارس العليا (الكليات) التي أنشأها والده. أسس البنك المصري في 1854 م.
عندما جلس محمد سعيد باشا على عرش مصر فى عام 1854م أرسل رسالة إلى فرنسا ليستضيف فردينان دي ليسبس صديق طفولتة ابن نائب قنصل فرنسا الذى نقل إلى باريس فى القاهرة وعندما حضر أصطحبة فى رحلة إلى الأسكندرية ليستعيداً سوياً ذكريات طفولتهما , وفى هذه الأثناء عرض فرديناند دليسبس فكرة أنشاء مشروع قناة السويس ووافق سعيد على هذه الفكرة على الفور. فى عام 1856 م منح سعيد باشا حق امتياز شركة قناة السويس.
ذكرت المؤرخة أيريس حبيب المصرى منح سعيد باشا حق امتياز حفر قناة السويس قد تم خلال رحلة صحراوية من غير تمحيص ولا تفكير، وقد علق ديلسيبس نفسه بشئ من السخرية على هذا الواقع فقال : " جمع سعيد باشا قواد جنده وشاورهم فى الأمر , ولما كانوا على إستعداد لتقدير من يجيد ركوب الخيل ويقفز بجواده على الحواجز والخنادق أكثر من تقديرهم الرجل العالم المثقف فإنحازوا إلى جانبى , ولما عرض عليهم الباشا تقريرى عن المشروع بادروا إلى القول بأنه لا يصح أن يرفض طلب صديقه " وكانت النتيجة أن منحنى الباشا ذلك الإمتياز العظيم " كما أوردها عبد الرحمن الرافعى فى كتابه فقال : " ولقد أسرف سعيد باشا فى التساهل مع صديقة الفرنسى حتى لقد خول الشركة التى ألفها مزايا تجعلها تشارك الحكومة المصرية فى حقوق ملكيتها وسيادتها " .
فرديناند ديليسبس يعرض مشروع القناة على الخديوى سعيد
وقد رأى الأجانب أنفسهم فإن مصر دفعت ثمناً باهظاً فى حفر قناة السويس فيقول مسيو كوشيرى الفرنسى " إن بدء الإرتباكات المالة والتدخل الأوربى المشئوم فى شئون مصر يرجع فى الحقيقة إلى سنة 1854 وهي السنة التى منح فيها أمتياز قناة السويس إلى مسيو ديلسيبس". وعندما بدأ البعض من حول سعيد باشا يلومه ويؤاخذه على إعطاء ديليسبس حق حفر قناة السويس بهذه الشروط كان يقول : " إنما أعطيت الإمتياز بلا ترو لصديق وهو فرنساوى , فخاطبوه أو خاطبوا حكومته، أما أنا فلا أستطيع سحب إمتياز أعطيته".
.تزوج من إنجي هانم ولم ينجب منها،
ثم تزوج من ملك بر هانم
وأنجب منها الأمير محمد طوسون باشا والأمير محمود.
* الخديوى إسماعيل بن ابرهيم أبن محمد على
( والى ثم خديوى ) من 19 يناير 1863 إلى 26 يونيو 1879 ولد 1830 عند وفاه سلفه سعيد كان أكبر الذكور سنا فآلت إليه ولاية مصر .
إمتد نفوذ الإدارة المصرية في عهده على طول ساحل البحر الأحمر الغربي وبعض أجزاء من بلاد الصومال، حيث في سنة 1865 حصلت مصر من الدولة العثمانية على حق إدارة ولايتي مصوع وسواكن. وفي عام 1870 أنشأت مصر محافظة سواحل البحر الأحمر والتي تمتد من السويس شمالًا إلى رأس غردافوي جنوبًا. وفي عام 1875 تنازل الباب العالي لمصر عن ميناء زيلع مقابل جزية سنوية مقدارها 15000 جنيه تركي، وفي السنة نفسها جاءت حملة مصرية إلى ساحل الصومال الجنوبي في عهد برغش بن سعيد بهدف فتح طريق للمواصلات بين خليج ممباسا أو مصب نهر جوبا وبين المديرية الإستوائية في جنوبي السودان. ولكن الحملة فشلت بسبب معارضة بريطانيا لها وذلك حرصًا على مصالحها الاستعمارية في شرق أفريقيا، كما أن الشاطئ الجنوبي ظل تابعًا لمصر حتى عام 1884 حين أرغمت الثورة المهدية مصر على إخلاء السودان وجميع الموانئ المطلة على البحر الأحمر فيما عدا سواكن وذلك بعد عامين من خضوع مصر للاحتلال البريطاني
إصلاحات تمت فى عهده
الإصلاح النيابي
تحويل مجلس المشورة الذي أسسه جده محمد علي باشا إلى مجلس شورى النواب، وأتاح للشعب اختيار ممثليه. وافتتحت أولى جلساته في نوفمبر 1866.
الإصلاح الإداري
تحويل الدواوين إلى نظارات.
وضع تنظيم إداري للبلاد، وإنشاء مجالس محلية منتخبة للمعاونة في إدارة الدولة.
الإصلاح القضائي
أصبح للمجالس المحلية حق النظر في الدعاوي الجنائية والمدنية.
إنحصار اختصاص المحاكم الشرعية في النظر في الأحوال الشخصية.
إلغاء المحاكم القنصلية وتبديلها بالمحاكم المختلطة.
الإصلاح العمراني
الانتهاء من حفر قناة السويس وإقامة إحتفالاتها.
احتفالات بافتتاح قناة السويس
إنشاء قصور فخمة مثل قصر عابدين وقصر رأس التين وقصر القبة.
إنشاء دار الأوبرا الخديوية.
إنشاء كوبري قصر النيل.
استخدام البرق والبريد وتطوير السكك الحديدية.
إضاءة الشوارع ومد أنابيب المياة.
في المجال الاقتصادي
زيادة مساحة الأراضي الزراعية.
حفر ترعة الإبراهيمية في صعيد مصر
، وترعة الإسماعيلية في شرق الدلتا.
زيادة مساحة الأراضي المنزرعة قطنًا.
إنشاء مصانع، ومن بينها 19 مصنعًا للسكر.
إصلاح ميناء السويس وميناء الإسكندرية.
بناء 15 منارة في البحرين الأحمر والمتوسط لإنعاش التجارة.
المجال التعليمي والثقافي
زيادة ميزانية نظارة المعارف.
وقف الأراضي على التعليم.
تكليف علي مبارك بوضع قانون أساسي للتعليم.
تكليف الحكومة بتحمل نفقات التلاميذ.
إنشاء أول مدرسة لتعليم الفتيات في مصر، وهي مدرسة السنية.
إنشاء دار العلوم لتخريج المعلمين.
إنشاء دار الكتب.
إنشاء الجمعية الجغرافية ودار الآثار.
ظهور الصحف مثل الأهرام والوطن ومجلة روضة.
عزله عن الحكم
لدى عزله سافر على الفور إلى نابولي بإيطاليا، ثم انتقل بعدها للإقامة في الأستانة.
زادت ديون مصر فى عهده زيادة كبيرة أدت إلى تدخل انجلترا وفرنسا فى شئون مصر الداخلية بحجة حماية ديونها .
أدت سياسته المالية إلى أن عزله السلطان عبد الحميد الثانى بضغط من انجلترا وفرنسا فى يونيو 1879
لدى عزله سافر على الفور إلى نابولي بإيطاليا، ثم انتقل بعدها للإقامة في الأستانة و تم تنصيب أبنه توفيق باشا خديويا لمصر .
صورة عائلية لعائلة الخديوي اسماعيل
الزوجه / المستولده أبنائه منها
شفق نور / هانم الخديوي توفيق
نور فلك هانم / السلطان حسين كامل
فريال هانم / الملك فؤاد الأول
مثل ملك هانم / الأمير حسن باشا
جانانيار هانم / الأمير إبراهيم حلمي، والأميرة زينب هانم
( الأميرة زينب )
جهان شاه قادين/ الأمير محمود حمدي
شهرت فزا هانم /الأميرة توحيدة، والأميرة فاطمة
( الأميرة فاطمة )
مثل جهان قادين/ الأميرة جميلة فاضل
نشئة دل قادين/ الأميرة أمينة
بزم عالم
جشم آفت هانم
حور جنان قادين/ الأميرة أمينة
فلك ناز قادين / الأمير رشيد بك
جمال نور قادين / الأمير علي جمال باشا
توفى إسماعيل بالآستانة 1895 ودفن بالقاهرة .
*الخديوى محمد توفيق بن اسماعيل باشا ابن إبراهيم بن محمد على باشا
من 26 يونيو 187 إلى 7 يناير 1892 .
ولد 1852 خلف أباه إسماعيل خديوى لمصر 1879 قَبل المراقبة الثنائية لفرنسا وبريطانيا على مالية مصر .
(الخديوي توفيق وحرسه الخاص سنة 1891)
أندلعت فى عهده فى فبراير 1881 أول وقائع الثورة العربية وهى حادث قصر النيل ثم الاحتلال البريطاني الذي حظي بتأييده. وفي عام 1884 سقطت الخرطوم في يد الثورة المهدية وقتل الحاكم المصري للسودان تشارلز جورج جوردون وفقدت مصر حكم السودان. وأصدر 1 مايو 1883 القانون النظامي، والذي بمقتضاه شكل مجلس شورى القوانين.، ثم واقعة ميدان عابدين فى سبتمبر 1881 .
تزوج من قريبته الأميرة أمينة هانم إلهامي ابنة إبراهيم إلهامي باشا ابن عباس حلمي الأول بن أحمد طوسون باشا بن محمد علي باشا وذلك عام 1873، وأنجب منها:
عباس حلمي.
محمد علي.
نازلي هانم.
خديجة هانم.
نعمة الله.
توفي في قصر حلوان بالقاهرة في 7 يناير 1892.
* الخديوي عباس حلمي الثاني (14 يوليو 1874 - 19 ديسمبر 1944)
خديوي مصر من 8 يناير 1892 إلى عزله في 19 سبتمبر 1914. وكان آخر خديوي لمصر والسودان.
هو أكبر أولاد الخديوي توفيق، حاول أن ينتهج سياسة إصلاحية ويتقرب إلى المصريين ويقاوم الاحتلال البريطاني، فانتهز الإنجليز فرصة بوادر نشوب الحرب العالمية الأولى وكان وقتها خارج مصر، فخلعوه من الحكم وطلبوا منه عدم العودة ونصبوا عمه حسين كامل سلطانًا على مصر بدلًا من أن يكون خديوي. وفرضوا على مصر الحماية رسميًا، ويوجد في القاهرة كوبري باسمه وهو كوبري عباس الذي يربط بين جزيرة منيل الروضة والجيزة.
بعد عام من توليه الحكم أقال وزارة مصطفى فهمي باشا، فوقعت أزمة مع إنجلترا، وتحدى المندوب السامي البريطاني لورد كرومر فأدى ذلك إلى زيادة شعبيته، فعندما ذهب لصلاة الجمعة في مسجد الحسين في 11 يناير 1893 دوت الهتافات بحياته وإرتفع صوت الدعاء له وعبر الجميع عن حبهم له. وأرسل لورد كرومر لوزارة الخارجية في إنجلترا بأن الخديوي في حوار معه قال له إن إنجلترا وعدت بترك مصر وشرفها مقيد بهذا الوعد وظهر هذا في تصاريح الوزراء في مجلس النواب بل وفى خطب الملك. وسافر الخديوي للأستانة ليشكر السلطان عبد المجيد على الثقة التي أولاها له ولينال تأيدة على الخطوات العودة المصرية لحضن الخلافة، وقد ذكر الخديوي في مذكراته أن السلطان عبد الحميد الثاني شجعه على معارضة إنجلترا. وعندما عاد الخديوي واصل سياسة التحدى للاحتلال، وبإيعاز منه قررت لجنة مجلس شورى القوانين رفض زيادة الاعتماد المخصص للجيش البريطاني وتخفيض ضرائب الأطيان وتعميم التعليم، فاتهمه الإنجليز بأنه نسق مع نظارة مصطفى رياض باشا ولجنة المجلس، ولهذا اضطرت نظارة مصطفى رياض باشا للرضوخ لرغبة الإنجليز وزيادة الاعتمادات.
طلب الإنجليز من مصر إعادة فتح السودان بأموال مصرية ورجال من مصر، ومع هذا إستولى الإنجليز عليها مما زاد من كراهية المصريين للإنجليز خاصة مع ظهور مصطفى كامل ومقالتة في جريدة اللواء ودعوته لوحدة مصر مع دولة الخلافة.
في عام 1906 وقعت حادثة في دنشواي، وعقدت محاكمة للأهالي وصدر ضدهم أحكام قاسية، وسافر مصطفى كامل لإنجلترا وشرح المأساة حتى نجح في خلق رأى عام ضد سياسة لورد كرومر في مصر، وإستجابت الحكومة البريطانية ومجلس النواب، وهاجم الأديب أيرلندي جورج برنارد شو الاحتلال، فأعفي لورد كرومر من منصبة في 12 أبريل 1907.
في حفل وداع لورد كرومر أثنى على الخديوي توفيق وعلى نوبار باشا وتجاهله. وأعلن ان الاحتلال البريطاني سيدوم وذلك في تحد له وللمصرين. وفى 7 يناير 1908 أعلن العفو عن 9 من المحكوم عليهم بالأشغال الشاقة المؤبدة في حادثة دنشواي.
وفي عام 1908 أرسل وفد يطلب من وزراة الخارجية البريطانية منح مصر الحق في حكومة نيابية ذات سلطات معينة. وفي محاولة لإعادة سياسة الصدام وبإيعاز منه رفض البرلمان والحكومة مد امتياز قناة السويس على أساس إن هناك غبن وقع على مصر مقدارة 130 مليون جنية. وفي 27 سبتمبر 1911 وصل المندوب السامي الجديد هربرت كتشنر وحاول إجراء إصلاح محدود، فضم مجلس الشورى مع الجمعية العمومية في هيئة واحدة تسمى الجمعية التشريعية، وفي 22 يناير 1914 قام الخديوي بأصدر قرار بإنشاء الجمعية الجديدة وتعين سعد زغلول رئيسًا لها.
وصل إليه إن هناك رشوة للنظار وإفسادهم ضد ولي الأمر، فقال له هربرت كتشنر أن رغبت في تغير النظارة فلن نرضى إلا أن تكون تحت رئاسة مصطفى فهمي باشا، وتم ذلك وطلب من الخديوي القضاء على الرشوة. وإمعانًا في إذلاله طلب هربرت كتشنر بتغيير مصطفى فهمي باشا فعين حسين رشدي باشا.
أقام بعد مغادرته مصر في فرنسا متنكرًا، ثم غادرها لتركيا. وفي 25 مايو بينما كان خارج من الباب العالي قام شاب مصري يدعى "محمود مظهر" بإطلاق الرصاص عليه. وقال عن الحادثة:
شعرت بإنقباض صدر قبلها، وعندما رأيت الشاب يصوب المسدس إلي تمكنت من الإمساك بيده الممسكة بالمسدس ودفعه بعيدًا في الوقت الذي لم يتحرك فيه الحرس إلا متاخرًا وأصابني بعض الرصاص ولكن في مناطق غير مميتة وتناثرت الدماء على ملابسي وكيس نقودي ولكنها لم تصل إلى المصحف الذي كنت أحمله وهذا من لطف الله وحتى لو وصلت إليه لما مس هذا من قداسته.
وتسبب هذا الحادث في تأخير عودته لمصر في الوقت الذي نشبت فيه الحرب العالمية الأولى ولم يعد السفر عبر البحار مأمونًا، وطلب السفير الإنجليزي في تركيا من الخديوي العودة إلى مصر، إلا إنه تردد فطلب منه أن يرحل إلى إيطاليا إلى ان تسمح الظروف بالعودة إلى مصر، إلا إنه رفض. وكانت الحرب حتى ذلك الوقت بين إنجلترا وألمانيا، إلا أن إنجلترا تعرف إنه كان هناك عداء تركي للإنجليز جعلهم يتشككون في نواياه.
كانت كل الجهات في إنجلترا عدا الخارجية تطالب بخلعه، وفي 10 ديسمبر 1914 صدر القرار بعزله وجاء فيه:
يعلن وزير الخارجية لدى جلالة ملك بريطانيا العظمى أنه بالنظر لإقدام سمو عباس حلمي باشا خديوي مصر السابق على الانضمام لأعداء جلالة الملك رأت حكومة جلالته خلعه من منصب الخديوي.
وظل الشعب المصري لفترة طويلة من 1914 إلى 1931 يهتف في مظاهراته ضد الاستعمار بـ"عباس جاي" وذلك على أساس أنه هو رمز لعودة مصر للحكم العثماني ونهاية الحكم الإنجليزي. ولكنه تنازل عن كافة حقوقه في عرش مصر بعد مفاوضات اجراها معه إسماعيل صدقي باشا مقابل 30000 جنية دفعتها حكومة مصر. ويرى البعض إنه لعب على حسابات خاطئة، إذ رأى أن تركيا تعادى روسيا حليفة إنجلترا، وأنه لو انتصر الأتراك في الحرب فسيعود مع الأتراك إلى القاهرة رافعًا رايات النصر، ولكن بعد أربع سنوات احتل الأنجليز الشام وخسر الأتراك الحرب وتصدعت دولة الخلافة.
زوجاته وأبنائه
تزوج مرتين، الأولى من إقبال هانم، وأنجبا:
الأمير محمد عبد المنعم (الوصي على العرش بعد ثورة يوليو).
الأمير محمد عبد القادر.
الأميرة أمينة.
الأميرة عطية الله.
الأميرة فتحية.
الأميرة لطيفة شوكت.
كما تزوج من جاويدان هانم.
وفي 21 مايو 1914 استقل يخت المحروسة في رحلة للخارج، وكان هذا آخر عهده في مصر، وكان آخر ما فعله توقيع أمرين بتنقلات وترقيات لرجال القضاء الأهلي ووضع سلطاته لرئيس الوزراء.
* السلطان حسين كامل بن إسماعيل باشا ابن ابراهيم باشا ابن محمد على باشا:
من 19 ديسمبر 1914 إلى أن توفى 9 أكتوبر 1917 . ولد 1853 .
سبق له أن تولى نظارة الاشغال العمومية فأنشأ سكة حديد القاهرة - حلوان . ثم نظارة المالية فرياسة مجلس شورى القوانين
وهو الأبن الثانى لإسماعيل ، أقامه الانجليز سلطانا على مصر وبهذا الإعلان من جانب الانجليز صارت مصر سلطنة وخرجت من سلطان تركيا ولكنها وقعت فى ذات الوقت تحت الحماية الانجليزية .
قصر البارون إمبان، قصر أثري
بالغ الروعة والجمال يقع في قلب منطقة مصر الجديدة
في يوم افتتاح القصر دعا البارون
إمبان السلطان حسين كامل الذي انبهر عندما صعد إلى البرج ولم يصدق عينيه،
فالقاهرة كلها أمامه، ورأى السلطان حسين أهرامات الجيزة من مكانه من فوق
البرج.
وتملكت الغيرة من قلب سلطان مصر ورفض أن يكون في عاصمة ملكه
ماهو أعلي وأجمل من قصره فأوحى للبارون أن يهدي القصر إليه ولكنه اعتذر في
أدب جم فخرج السطان غاضبا ولم يجد البارون إمبان أمامه حلا سوي بناء قصر
آخر مجاور لقصره وأهدائه لسلطان البلاد. ونفذ البارن إمبان الفكرة وبني
قصرا ثانيا في زمن قياسي وأهداه للسلطان حسين كامل ولكن السلطات رفض الهدية
وأصر علي أهدائه القصر الأصلي واعتبر إمبان خارجا علي طاعته، وأمام غضبة
السلطان حزم البارون حقائبه وغادر مصر
زوجاته وأبنائه
الأميرة عين الحياة ابنه أحمد رفعت باشا ابن إبراهيم باشا كمال الدين، كاظمة، كاملة، وأحمد كاظم .
السلطانة ملك جشم آفت قدرية
توفى السلطان حسين فى أكتوبر 1917
* الملك فؤاد الأول ابن إسماعيل باشا ابن إبراهيم باشا ابن محمد على باشا:
من 9 أكتوبر إلى أن توفى فى 28إبريل 1936 ( سلطان ثم ملك).
ولد 1868 ابن اسماعيل والشقيق الأصغر للسلطان حسين ، قررت انجلترا أن يكون خليفته على عرش سلطنة مصر .
قامت فى عهده ثورة 1919 بقيادة سعد زغلول ، أضطر الانجليز إلى رفع حمايتهم عن مصر بمقتضى تصريح 28 فبراير 1922 الذى اعترفت فيه انجلترا بمصر دولة مستقلة ذات سيادة مع تحفظات .
وفى مارس 1922 أصدر السلطان فؤاد امرا يعلن نفسه فيه ملكا على مصر ثم أصدر الدستور فى إبريل من نفس السنة ثم افتتح البرلمان الجديد فى إبريل 1924 ، وتألفت فى عهده أول وزارة شعبية برئاسة سعد زغلول .
في مايو من عام 1898 تعرض لإعتداء من الأمير "أحمد سيف الدين" الذي أطلق عليه النار في نادي محمد علي بسبب نزاع بينه وبين زوجته الأميرة شويكار خانم أفندي فاستنجدت بأخيها أحمد سيف الدين، الذي قام بإطلاق النار عليه، لكنه لم يمت وإنما سببت له بعض المشاكل في حنجرته وسببت له ضخامة في الصوت.
إنجازاته
أسس الجمعية السلطانية للاقتصاد والإحصاء والتشريع، وقام بافتتاحها في 8 أبريل 1909.
أسس جمعية لترغيب السياح في زيارة البلاد المصرية ومشاهدة إثارها وذلك في عام 1909.
رأس جمعية الهلال الأحمر في مصر في 2 مارس 1916.
أمر بتشييد مبنى البرلمان، وإصدار الدستور.
نتيجة لمساعيه قبلت المملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا أن يتعلم بعض الطلبة المصريين مجانًا في جامعات لندن وباريس وروما.
أسرته
الزوجه أبنائه منها
شويكار خانم أفندي الأمير إسماعيل فؤاد (توفي صغيرًا)، الأميرة فوقية
( فؤاد مع زوجته الأولى شويكار )
الملكة نازلي الملك فاروق، الأميرة فوزية، الأميرة فايزة، الأميرة فايقة، الأميرة فتحية
وفاته
توفي في 28 أبريل 1936 بقصر القبة، ودفن في مسجد الرفاعي.
* الملك فاروق (11 فبراير 1920 - 18 مارس 1965)
آخر ملوك المملكة المصرية وآخر من حكم مصر من الأسرة العلوية. استمر حكمه مدة سته عشر سنة إلى أن أرغمته ثورة يوليو 1952 على التنازل عن العرش لإبنه الطفل أحمد فؤاد والذي كان عمره حينها ستة شهور والذي ما لبث أن خلع، بتحويل مصر من ملكية إلى جمهورية، وبعد تنازله عن العرش أقام في منفاه بروما، وكان يزور منها سويسرا وفرنسا، وذلك إلى أن توفي بروما، ودفن في المقبرة الملكية بمسجد الرفاعي بالقاهرة حسب وصيته.
ولادته ونشأته
ولد ونشأ في القاهرة كأبن وحيد بين خمسة شقيقات أنجبهم الملك فؤاد الأول، ثم أكمل تعليمه بإنجلترا. أصبح وليًا للعهد وهو صغير السن، واختار له لقب "أمير الصعيد".
توليه الحكم
تولى العرش في سن صغيرة، حيث إنه كان بالسادسة عشر من عمره عند وفاة والده الملك فؤاد الأول، حيث خلف أباه على عرش مصر بتاريخ 28 أبريل 1936، ولأنه كان قاصرًا تم تشكيل مجلس وصاية رأسه ابن عمه الأمير محمد علي باشا توفيق وذلك كونه أكبر أمراء الأسرة العلوية سنًا، واستمرت مدة الوصاية ما يقارب السنه وثلاث شهور إذ أنّ والدته الملكة نازلي خافت بأن يطمع الأمير محمد علي بالحكم ويأخذه لنفسه، فأخذت فتوى من شيخ الأزهر محمد مصطفى المراغي بأن يحسب عمره بالتاريخ الهجري، وأدّى ذلك إلى أن يتوج ملكًا رسميًا بتاريخ 29 يوليو 1937، قام بعدها بتعيين الأمير محمد علي باشا وليًا للعهد والذي ظل به حتى ولادة ابنه أحمد فؤاد.
من الأحداث في عهده
حادثة 4 فبراير 1942
صورة تجمع بين الملك فاروق ومصطفى النحاسفي 4 فبراير 1942 قامت القوات البريطانية بمحاصرته بقصر عابدين، وأجبره السفير البريطاني في القاهرة السير مايلز لامبسون على التوقيع على قرار باستدعاء زعيم حزب الوفد مصطفى النحاس لتشكيل الحكومة بمفرده أو أن يتنازل عن العرش.
كانت تلك الحادثة قد حدثت أثناء الحرب العالمية الثانية، وكانت القوات الألمانية بقيادة إرفين رومل موجودة في العلمين، وكان الموقف العسكري مشحونًا بالاحتمالات الخطيرة على مصر ولأتباع التقليد الدستوري الخاص بتشكيل وزارة ترضى عنها غالبية الشعب وتستطيع إحكام قبضة الموقف الداخلي. فطلب السفير البريطاني منه تأليف وزارة تحرص علي الولاء لمعاهدة 1936 نصًا وروحًا قادرة علي تنفيذها وتحظي بتأييد غالبية الرأي العام، وأن يتم ذلك في موعد أقصاه 3 فبراير 1942. ولذلك قام الملك باستدعاء قادة الأحزاب السياسة في محاولة لتشكيل وزارة قومية أو ائتلافية، وكانوا جميعا عدا مصطفى النحاس مؤيدين لفكرة الوزارة الائتلافية برئاسته فهي تحول دون إنفراد حزب الوفد بالحكم ولهم أغلبية بالبرلمان، فطلبت المملكة المتحدة من سفيرها السير مايلز لامبسون أن يلوح باستخدام القوة أمام الملك، وفي صباح يوم 4 فبراير 1942 طلب السفير مقابلة رئيس الديوان الملكي أحمد حسنين باشا وسلمه إنذارًا موجه للملك ههده فيه بإنه إذا لم يعلم قبل الساعة السادسة مساءً إنه قد تم تكليف مصطفى النحاس بتشكيل الحكومة فإنه يجب عليه أن يتحمل تبعات ما يحدث، وكان السفير جادًا في هذا الإنذار، وكان يعد من يحتل العرش مكانه، وهو ولي العهد الأمير محمد علي توفيق الذي ظل حلم اعتلائه للعرش يراوده لسنوات طويلة، كما إنه أكبر أفراد أسرة محمد علي سنًا، إلا أن زعيم حزب الوفد مصطفى النحاس رفض الإنذار. وعند مساء هذا اليوم 4 فبراير 1942 توجه السفير ومعه قائد القوات البريطانية في مصر "الجنرال ستون" ومعهما عدد من الضباط البريطانيين المسلحين بمحاصرة ساحة قصر عابدين بالدبابات والجنود البريطانيين ودخلا إلى مكتب الملك وكان معه رئيس الديوان أحمد حسنين باشا، ووضع أمامة وثيقة تنازله عن العرش، وقد كتب بالوثيقة:
نحن فاروق الأول ملك مصر، تقديرًا منا لمصالح بلدنا فإننا هنا نتنازل عن العرش ونتخلى عن أي حق فيه لأنفسنا ولذريتنا، ونتنازل عن كل الحقوق والامتيازات والصلاحيات التي كانت عندنا بحكم الجلوس على العرش، ونحن هنا أيضًا نحل رعايانا من يمين الولاء لشخصنا.
صدر في قصر عابدين في هذا اليوم الرابع من فبراير 1942.
الملك فاروق مع إحدى الوزارات المشكلةويقول السير لامبسون إنه عندنا وضع وثيقة التنازل أمام الملك تردد لثوان، وإنه أحس للحظة إن الملك سوف يأخذ القلم ويوقع، لكن رئيس الديوان الملكي أحمد حسنين باشا تدخل باللغة العربية وقال له شيئًا ثم توقف الملك وطلب من "لامبسون" فرصة أخرى أخيرة ليستدعي مصطفى النحاس على الفور وفي وجوده إذا أراد وأن يكلفه على مسمع منه بتشكيل الوزارة، وسأله "لامبسون" إذا كان يفهم وبوضوح إنه يجب أن تكون الوزارة من اختيار النحاس وحده؟ فقال أنه يفهم، فقال له السير لامبسون إنه على استعداد لأن يعطيه فرصة أخيرة لأنه يريد أن يجنب مصر تعقيدات قد لا تكون سهلة في هذه الظروف، ولكن عليه أن يدرك أن تصرفه لا بد أن يكون فوريًا، فرد عليه مرة أخرى إنه يستوعب إن ضرورات محافظته على شرفه وعلى مصلحة بلاده تقتضي أن يستدعي النحاس فورًا.
حادث القصاصين
السيارة التي أهداها هلتر للملك فاروق بمناسبة زواجهفي عصر يوم 15 نوفمبر 1943 كان يقود السيارة التي أهداها له الزعيم النازي أدولف هتلر بسرعة كبيرة بجوار ترعة الإسماعيلية عائدًا من رحلة صيد وفوجئ بمقطورة عسكرية إنجليزية كانت قادمة من بنغازي وقد انحرفت يسارًا فجأة وسدت الطريق أمامه لكي تدخل المعسكر، فقام بالانحراف لتفادي السقوط في الترعة، واصطدمت مقدمة المقطورة بسيارته وطارت عجلاتها الأمامية، وحطمت الباب الأمامى ووقع في وسط الطريق. وكاد الحادث أن يؤدي بحياته، وتم نقله إلى داخل المعسكر لإسعافه، ثم حملته السيارة الملكية إلى المستشفى العسكري القريب في القصاصين، وقامت الطبيبة الإنجليزية بفحص الصدر والبطن، وأشار إلى موضع الألم في عظمة الحوض أسفل البطن. وقد أحاط جنود مصريين بعد الحادث بالمستشفى من تلقاء أنفسهم، وتم إبلاغ القصر الملكي وحضر الجراح علي باشا إبراهيم بالطائرة من القاهرة لإجراء العملية له. وبعد انتشار الخبر في أرجاء مصر زحفت الجماهير بالألوف وأحاطت بمستشفى القصاصين طوال إقامته فيه بعد الجراحة التي ظل يعانى من آثارها طوال حياته وسببت له السمنة المفرطة بعد ذلك. وسرت شائعات بأن الحادث كان مدبرًا للتخلص منه بسبب تفاقم الخلاف الحاد بينه وبين السفير البريطاني السير مايلز لامبسون بعد حادث 4 فبراير 1942.
خلافاته العائلية
كانت خلافاته والدته الملكة نازلي مؤلمه له من الناحية النفسية، ومن خلال صورته أمام الشعب، وكانت بدايتها عندما دخلت في علاقة عاطفية مع أحمد حسنين باشا، وتزوجا عرفيًا، وإنتهى هذا الزواج بمقتله على كوبري قصر النيل على يد سائق إنجليزي مخمور عام 1946. ولكن الخلاف أخذ شكل أخر عندما قررت الرحيل عن مصر في عام 1946، فجمعت ما تسنى لها من الأموال في سرية تامة، وأذن لها بالسفر إلى فرنسا بحجة العلاج من مرض الكلى، وبالفعل سافرت إلى سويسرا ومنها إلى فرنسا، واستقرت فيها للعلاج عدة أسابيع ولكن حالتها لم تتحسن، فسافرت إلى الولايات المتحدة للعلاج أيضًا، وإصطحبت معها ابنتيها فايقة وفتحية وكل من كانوا معها في فرنسا بما فيهم موظف علاقات عامة صغير اسمه رياض غالي. قامت ضجة كبيرة في مصر بعد زواج الأميرة فتحية من رياض غاليوسمت نفسها باسم ماري إليثابس وأعتنقت المسيحية ومالبث أن أصدر قرارًا بحرمانها من لقب "الملكة الأم" في جلسة مجلس البلاط في 1 أغسطس 1950، كما قام بالحجر عليها للغفلة وإلغاء وصايتها على ابنتها الأميرة فتحية.
إقصاؤه عن العرش
برواز محطم يحمل صورة الملك فاروق خلال الثورةأطاحت به حركة الضباط الأحرار المكونة من مجموعة من الضباط صغار السن نسبيًا بقيادة اللواء محمد نجيب وذلك بعد ثورة يوليو التي تمت في 23 يوليو 1952. وتنازل عن العرش في 26 يوليو 1952 لإبنه أحمد فؤاد الثاني، علمًا إن الضباط الأحرار كانوا قد قرروا الإكتفاء بعزله ونفيه من مصر، بينما أراد بعضهم محاكمته وإعدامه كما فعلت ثورات أخرى مع ملوكها.
نص الإنذار الموجه إليه
من الفريق أركان حرب محمد نجيب باسم ضباط الجيش ورجاله
إلى الملك فاروق الأول
أنه نظرًا لما لاقته البلاد في العهد الأخير من فوضى شاملة عمت جميع المرافق نتيجة سوء تصرفكم وعبثكم بالدستور وامتهانكم لإرادة الشعب حتى أصبح كل فرد من أفراده لا يطمئن على حياته أو ماله أو كرامته. ولقد ساءت سمعة مصر بين شعوب العالم من تماديكم في هذا المسلك حتى أصبح الخونه والمرتشون يجدون في ظلكم الحماية والأمن والثراء الفاحش والإسراف الماجن على حساب الشعب الجائع الفقير، ولقد تجلت آية ذلك في حرب فلسطين وما تبعها من فضائح الأسلحة الفاسدة وما ترتب عليها من محاكمات تعرضت لتدخلكم السافر مما أفسد الحقائق وزعزع الثقة في العدالة وساعد الخونة على ترسم هذا الخطأ فأثرى من أثرى وفجر من فجر وكيف لا والناس على دين ملوكهم.
لذلك قد فوضني الجيش الممثل لقوة الشعب أن أطلب من جلالتكم التنازل عن العرش لسمو ولي عهدكم الأمير أحمد فؤاد على أن يتم ذلك في موعد غايته الساعة الثانية عشرة من ظهر اليوم السبت الموافق 26 يوليو 1952 والرابع من ذي القعدة سنة 1371 ومغادرة البلاد قبل الساعة السادسة من مساء اليوم نفسه.
والجيش يحمل جلالتكم كل ما يترتب على عدم النزول على رغبة الشعب من نتائج.
فريق أركان حرب محمد نجيب
الإسكندرية في يوم السبت 4 من ذي القعدة 1371هـ، 26 يوليو سنة 1952 ميلادية.
تنازله عن العرش
صورة من وثيقة تنازل الملك فاروق عن عرش مصرطالب بأن يحافظ على كرامته في وثيثة التنازل عن العرش، فطمأنه علي ماهر باشا وذكر له إنها ستكون على مثال الوثيقة التي تنازل بها ملك بلجيكا عن عرشه، وإتصل علي ماهر باشا بالدكتور عبد الرازق السنهوري طالبًا منه تحرير وثيقة التنازل. فأعدت الوثيقة وعرضت على محمد نجيب فوافق عليها، واقترح جمال سالم إضافة عبارة (ونزولًا على إرادة الشعب) على صيغة الوثيقة وتم تكليف سليمان حافظ بحمل الوثيقة وتوقيعها من الملك، فاستقبله قرأها أكثر من مرة، وإطمأن للشكل القانوني لها وأراد إضافة كلمة (وإرادتنا) عقب عبارة ونزولًا على إرادة الشعب، لكنه أفهمه أن صياغة الوثيقة في صورة أمر ملكي تنطوي على هذا المعنى، وإنها تمت بصعوبة كبيرة ولا تسمح بإدخال أي تعديل، وكان وقتها في حالة عصبية سيئة.
نص التنازل عن العرش
أمر ملكي رقم 65 لسنة 1952
نحن فاروق الأول ملك مصر والسودان
لما كنا نتطلب الخير دائما لأمتنا ونبتغي سعادتها ورقيها
ولما كنا نرغب رغبة أكيدة في تجنيب البلاد المصاعب التي تواجهها في هذه الظروف الدقيقة
ونزولا على إرادة الشعب
قررنا النزول عن العرش لولي عهدنا الأمير أحمد فؤاد وأصدرنا أمرنا بهذا إلى حضرة صاحب المقام الرفيع علي ماهر باشا رئيس مجلس الوزراء للعمل بمقتضاه.
صدر بقصر رأس التين في 4 ذي القعدة 1371 هـ الموافق 26 يوليو 1952
الملك فاروق والملكة ناريمان والأمير أحمد فؤاد لدى وصولهم إلى ميناء نابولي في تمام الساعة السادسة وأحد وعشرون دقيقة مساء يوم 26 يوليو 1952 غادر قصر رأس التين بالإسكندرية مرتديًا لباس أمير البحر على ظهر اليخت الملكي المحروسة بقيادة جلال علوبة (وهو نفس اليخت الذي غادر به جده الخديوي إسماعيل عند عزله عن الحكم) وقد تعهد بأن يقوم بإعادة المحروسة فور نزولة في ميناء نابولي، وكان في وداعه علي ماهر باشا والسفير الأمريكي كافري ووالدة الملكة ناريمان أصيلة صادق وأخواته الأميرة فوزية والأميرة فايزة، وأطلقت المدفعية إحدى وعشرون طلقة لتحية له، وتم إنزال ساريه العلم الملكي. وقد وصل اللواء محمد نجيب متأخرًا وذلك بسبب الإزدحام ومعه أحمد شوقي وجمال سالم وحسين الشافعي وإسماعيل فريد ولحقوا بالمحروسة في عرض البحر وذلك حسب ما ذكره اللواء محمد نجيب في مذكراته. وخلال اللقاء لاحظ أن جمال سالم يحمل عصاه تحت إبطه فأمره قائلًا "أنزل عصاك أنت في حضرة ملك" مشيرا إلى ابنه الرضيع الملك أحمد فؤاد الثاني، ولقد اعتذر محمد نجيب منه على تصرف جمال سالم.
حياته في المنفى
يرى البعض إنه عاش حياة البذخ والسهر في منفاه، وأنه كان له العديد من العشيقات منهم الكاتبة البريطانية باربرا سكلتون. بينما قالت مطلقته الملكة فريدة وكذلك ابنته الأميرة فريال أنه لم يكن يملك الشئ الكثير بعد أن غادر مصر بعد ثورة يوليو. وأثبت شهود العيان في المحكمة التي عقدتها الثورة لمحاكمة حاشيته ومعاونيه بعد خروجه من مصر أنه حمل معه إلى إيطاليا 22 حقيبة بها ملابسه وزوجته ناريمان وملابس الأميرات الصغيرات بالإضافة إلى مبلغ 5000 جنيه مصري علمًا بأن حسابه البنكي في سويسرا كان به 20 ألف جنيه. وبعد أقل من عامين في المنفى طلبت الملكة ناريمان الطلاق منه وسافرت إلى مصر دون إذنه، وأذنت لها الحكومة المصرية بذلك وأعلن عن الطلاق أمام محكمة الأحوال المدنية وفي الصحف الرسمية. وطلب بعدها بأن يحل ضيفًا على إمارة موناكو التي عاش فيها معظم سنوات المنفى ومنحه الأمير رينيه جنسية موناكو وجواز سفر دبلوماسي عام 1960 قبل وفاته بخمس سنوات. وكشفت ابنته الكبرى الأميرة فريال في برنامج تليفزيوني مع محطة mbc في سبتمبر من عام 2007 أن والدها كان يتلقى إعانات مالية سنوية من الأسرة المالكة السعودية نظرًا للصداقة التي كانت تربطه بمؤسس المملكة الملك عبد العزيز آل سعود.
أسرته
تزوج مرتين، الأولى من صافيناز ذو الفقار التي غير اسمها إلى فريدة، وتم الزفاف في 20 يناير 1938 وكان حينها في الثامنة عشر من عمره، وأنجبا ثلاث بنات هن الأميرة فريال، الأميرة فوزية، الأميرة فادية، وتطلقا في عام 1949 إثر خلافات كبيرة بينهم، ومن بينها عدم إنجابها وريث للعرش، وقد اعترض الشعب على الطلاق، لأنهم كانوا يحبونها ويشعرون بأنها لصيقة بطبقاتهم وبأحوالهم، وعندما طلقها غضبوا عليه بشدة، فطافت المظاهرات الشوارع بعد طلاقها تهتف "خرجت الفضيلة من بيت الرذيلة".
بينما كانت زوجته الثانية هي ناريمان صادق، وتم زواجهما في 6 مايو 1951، وأنجبت له ولي العهد الأمير أحمد فؤاد الذي تولى العرش وهو لم يتجاوز الستة أشهر تحت لجنة وصاية برئاسة الأمير محمد عبد المنعم وذلك بعد تنازله عن العرش بعد ثورة يوليو. وغادرت الملكة ناريمان معه إلى المنفى بإيطاليا، إلا إنه وبعد خلافات كبيرة تم الطلاق بينهما في فبراير من عام 1954.
وفاته
الملك فاروق في المنفىتوفي في ليلة 18 مارس 1965، في الساعة الواحدة والنصف صباحًا، بعد تناوله لعشاء دسم في مطعم ايل دي فرانس الشهير بروما وقد قيل أنه اغتيل بسم الاكوانتين (بأسلوب كوب عصير الجوافة) على يد إبراهيم البغدادي أحد أبزر رجال المخابرات المصرية الذي أصبح فيما بعد محافظًا للقاهرة، والذي كان يعمل جرسونًا بنفس المطعم بتكليف من القيادة السياسية والتي كانت تخشى من تحقق شائعة عودته لمصر وهذا ما نفاه إبراهيم البغدادي. في تلك الليلة أكل وحده دستة من المحار وجراد البحر وشريحتين من لحم العجل مع بطاطس محمرة وكمية كبيرة من الكعك المحشو بالمربي والفاكهة، شعر بعدها بضيق في تنفس وإحمرار في الوجه ووضع يده في حلقه، وحملته سيارة الإسعاف إلى المستشفى وقرر الأطباء الإيطاليين بأن رجلًا بدينًا مثله يعاني ضغط الدم المرتفع وضيق الشرايين لابد أن يقتله الطعام.
بينما روت "اعتماد خورشيد" في مذكراتها اعتراف صلاح نصر لها بتخطيطه لعمليه القتل، ولكن لم تتم تحقيقات رسميه في الجريمة، ورفضت أسرة الملك تشريح جثته مؤكدة انه مات من التخمة، وذلك ربما لحرصهم أن تنفذ وصيه الملك بأن يدفن في مصر، وقد رفض الرئيس جمال عبد الناصر هذا الطلب آنذاك، إلا أن الحاح من الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود بأن يدفن في مصر قد سمح بذلك واشترط جمال عبدالناصر أن لا يدفن في مدافن مسجد الرفاعي. وتم نقل جثمانه إلى مصر في منتصف الليل ودفن في جامع إبراهيم باشا بتكتم شديد، إلا أن الرئيس محمد أنور السادات قد سمح بدفنه في مسجد الرفاعي في وقت لاحق، حيث تم نقل رفاته ليلًا تحت الحراسة الأمنية إلى المقبرة الملكية بالمسجد في القاهرة ودفن بجانب أبيه الملك فؤاد وجده الخديوي إسماعيل.
* الملك أحمد فؤاد
أحمد فؤاد الثاني هو ابن الملك فاروق من زوجته الثانية الملكة ناريمان، وتحقق بمولده أمنيه والده بإنجاب ولد ذكر كي يرث العرش، وقام بمنح الطبيب الذي أشرف على عملية الولادة لقب الباشوية. وبعد ميلاده دوت في ليل القاهرة طلقات المدفعية إعلانًا عن مولد أول طفل ذكر للملك فاروق قبل موعد ولادته الطبيعية بشهر واحد، وأعلنه وليًا للعهد، وهذا ما جعل من الأمير محمد علي باشا توفيق يبكي بعد أن سمع طلقات المدفع وعرف إن عرش مصر ذهب بعيدًا عنه بعد أن كان وليًا للعهد منذ تولي فاروق الحكم. كما إن الأمير محمد عبد المنعم شعر بذات المشاعر خصوصًا إنه كان يعتبر الثالث بترتيب العرش بسبب السن حيث كان حينها بالثانية والخمسين من العمر، بينما كان محمد علي باشا توفيق بعمر الخامسة والسبعين.
ملكًا صوريًا على مصر
تنازل له والده الملك فاروق عن العرش تحت ضغط الضباط الأحرار قادة ثورة يوليو في 26 يوليو 1952، وغادر بصحبة والده مصر إلى إيطاليا على متن يخت المحروسة. وشكلت لجنة الوصاية على العرش المكونة من الأمير محمد عبد المنعم وبهي الدين باشا بركات والقائمقام رشاد مهنا وذلك إلى تاريخ إعلان الجمهورية في 18 يونيو 1953.
عاش مع أخواته الثلاث في سويسرا، وتلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة عامة، وحصل على شهادة الثانوية الفرنسية من مؤسسة روزي في سويسرا، أكمل بعدها دراسته الجامعية في جامعة جنيف في تخصص العلوم السياسية والاقتصاد. انتقبل بعد زواجه إلى العاصمة الفرنسية باريس وعمل مستشارًا ماليًا واقتصاديًا لشركات فرنسية وأجنبية.
رد الرئيس المصري محمد أنور السادات جوازات السفر المصرية له ولعائلته بعد أن نزعت عنهم الجنسية المصرية لفترة طويله، وهكذا تمكن من زياره مصر مرات عديده.
أسرته
تزوج من الفرنسية دومينيك فرانس بيكار، وهي يهودية اعتنقت الإسلام ولقبت بالملكة فضيلة وأنجبا:
محمد علي (ولد في القاهرة بعام 1979 بناء علي موافقة من الرئيس محمد أنور السادات الذي وافق علي مجئه وزوجته لتتم ولادة ابنه في القاهرة).
فوزية لطيفة (ولدت في موناكو عام 1982).
فخر الدين (ولد عام 1987 في الدار البيضاء بالمغرب بدعوة شخصية من ملك المغرب الحسن الثاني).
وبعد أن دبت الخلافات بينهما أصدرت محكمة سويسرية حكمًا بطلاقهما في 9 مايو 2006، إلا أن فضيلة إستئنفت الحكم وطالبت ببطلان حكم الطلاق، إلا أن محكمة الاستئناف السويسرية رفضت الطلب، وأكد ذلك قرار المحكمة الفيدرالية الذي صدر في 16 يوليو 2007. وفي 18 أغسطس 2008 صدر القرار النهائي للطلاق حيث تم تأكيده أصبح ملزمًا.
* الأميرة فوزية
الأميرة فوزية ابنة فؤاد الأول (5 نوفمبر 1921 -)، ابنه فؤاد الأول ملك مصر والملكة نازلي، وإمبراطورة إيران من عام 1941 إلى عام 1945.
حياتها
تزوجت من ولي عهد إيران محمد رضا بهلوي في عام 1939، حيث تم الزفاف في القاهرة. ثم بعد سفرها إلى إيران تم الاحتفال بالزفاف مرة أخرى في طهران، وبعد عامين من زواجها تقلد زوجها محمد رضا مقاليد الحكم بعد تنحى أبيه عن العرش. وأنجبت منه ابنتهما الوحيدة "الأميرة شاهيناز بهلوي". وتم الطلاق بينهما في عام 1945 في القاهرة وبعدها تم الطلاق في إيران في عام 1948، حيث وقعت أزمة بين مصر وإيران بسبب هذا الطلاق بعد إصرار شقيقها الملك فاروق علي الطلاق ورفضه عودتها إلى إيران. وفى مارس 1949 تزوجت من العقيد إسماعيل شيرين وهو ابن عم بعيد للأسرة، كما كان آخر وزير للحربية والبحرية في مصر قبل ثورة يوليو، وأنجبا:
نادية (مواليد عام 1950)، تزوجت من الفنان يوسف شعبان لعدة سنوات ثم حدث الانفصال بينهما.
حسين (مواليد عام 1955).
ومازالت تعيش في الإسكندرية بمصر ولم تغادرها بعد قيام الثورة.
إشاعة وفاتها
نشرت بعض الصحف المصرية والعربية خبر حول وفاتها في عام 2005، حيث خلطت بينها وبين الأميرة فوزية ابنة شقيقها الملك فاروق والتي توفيت في مستشفى بلوزان
* الأميرة فايزة
الأميرة فايزة هي الأبنة الثانية للملك فؤاد الاول والملكة نازلي وشقيقة الملك فاروق ، ولدت الأميرة فايزة في 8 نوفمبر 1923 ، وكانت علي قدر كبير من الذكاء والرشاقة والجاذبية .
زوجها أخيها الملك فاروق للأمير محمد علي رؤوف ، وعندما قامت الثورة بقيت في القاهرة واضطرت لأن تقوم بمساومات حتي يسمح لها بالسفر لزوجها ، فعاشا ما بين تركيا وأوروبا ، وبعد أن أنفقا كل ما لديها من أموال انفصلا ووجدت الاميرة فايزة نفسها مفلسة في باريس فرحلت الى كاليفورنيا لتعيش مع والدتها وأسرة أختها ، حيث أعدوا لها مقرا في حديقة منزلهما الفاخر في بيفرلي هيلز ، وقد كانت الأميرة فايزة حكيمة رقيقة ، حساسة وذات كبرياء وكرامة ، كانت تهتم بشئون مصر وتتحدث عنها بحب واشتياق دون شكوي أو تذمر أو حقد أو غضب من ضياع ما ضاع من منصب وجاه ومال ورفاهية ، وتقدم لزواجها طابور طويل من المليونيرات شديدي الثراء المعجبين بها ، لكنها رفضتهم جميعا .
كانت آخر من توفي بعد رحيل أخيها وأختها ووالدتها الملكة نازلي ، وبعد أن قضت آخر ايامها في مستشفي يوم 9 يوليو 1994 بعد حياة مليئة بالمعاناه .
* الأميرة فايقة
الاميرة فايقة هي الابنة الثالثة للملك فؤاد الاول وزوجته الملكة نازلي ، ولدت الأميرة فائقة في 8 يونيو عام 1926 في الاسكندرية .
سافرت الأميرة فائقة إلي الولايات المتحدة الأمريكية مع والتها الملكة نازلي ، وهناك تعرفت بمحمد فؤاد صادق وهو كان أحد موظفى القنصلية المصرية في سان فرانسيسكو حيث التقى بالاميرة فائقة هناك .
وبالفعل تزوجت فائقة من محمد فؤاد صادق في 5 أبريل عام 1950 على الطريقة المدنية في سان فرانسيسكو ، وغضب الملك فاروق لهذا الزواج لعدم الرجوع إليه واخذ موافقته المسبقة على ذلك الزواج .
أنجبت الأميرة فائقة أربعة أبناء من محمد فؤاد صادق هم :
فؤاد صادق ( ولد عام 1950 ) .
إسماعيل صادق (ولد عام 1952) .
فاطمة صادق .
فوقية صادق .
عادت الاميرة فائقة إلى مصر استجابة لرغبة مجلس البلاط الملكى والتى طلبت عودة الملكة نازلى والاميرة فتحية والاميرة فائقة من الولايات المتحدة ، إلا ان الاميرة فائقة هى فقط التى استجابت وعادت بالفعل فى 21 مايو سنة 1950 .
وبعد عودتها تم التصديق على زواجها من محمد فؤاد صادق ، الصادر بينهما في أبريل 1950 وفقا لأحكام الشريعة الغراء لدى إمام مسجد ساكرامنتو بكاليفورنيا بالولايات المتحدة الأميركية ، وتم التصديق فى قصر القبة فى 4 يونيو سنة 1950 ، بحضور فضيلة الاستاذ الشيخ عبد الرحمن حسن وكيل الجامع الازهر .
رحلت الاميرة فايقة عن عالمنا في عام 1983 ولا يعرف بالتحديد أين دفنت ولا أين يعيش ابنائها .
* الأميرة فتحية
ولدت الاميرة فتحية ( أتى ) كما كانت تنادى فى 17 ديسمبر من عام 1930 ، وهى الابنة الصغرى للملك فؤاد الاول والملكة نازلى صبرى ، وقد كانت مدللة وقريبة من الملك فؤاد الاول .
ليس هناك معلومات محددة عن فترة طفولة الاميرة فتحية ، الا انها كانت بطلة لأهم حدث فى حياة الملك فاروق ، وهو الحدث الذى ربما كان له دور كبير جدا فى هز وزلزلة عرش الملك فاروق ، بالاضافه الى النهايه المأساوية لحياتها هى شخصيا .
وكانت بداية هذا الحدث هو سفرها الى اوروبا مع والدتها الملكة نازلى وشقيقتها الاميرة فائقة ، ففى هذه الرحلة وفى مارسيليا تحديدا التقت الملكة نازلى بشخص انتهازى يدعى رياض غالى ، وقد كان امينا للمحفوظات بالقنصلية المصرية بمارسيليا ، وقد كلفته القنصلية المصرية ليكون فى خدمة الملكة ، ويكون مشرفا على نقل حقائبها هى والاميرات ، الا انه وفى فترة وجيزة استطاع ان يتقرب بشكل كبير الى الملكة نازلى ، وظل ملازما لها ليل نهار ، حتى عندما سافرت الى سويسرا وفرنسا وانجلترا كانت الملكة نازلى تصحبه معها ، الى ان استقر بها المقام فى الولايات المتحده الامريكية وكان ايضا يرافقها رياض غالى .
وقد وصل الامر برياض غالى الى ان اصبح على علاقه وطيده بالملكة الام بالاضافه الى ابنتها الصغيرة الاميرة فتحية التى رأت فيه فتى احلامها وحبها الوحيد ، الا ان العقبة التى كانت تواجه الارتباط الرسمى بينها وبين رياض غالى هى ديانته المسيحية .
وكانت انباء العلاقة بين الملكة نازلى ورياض غالى قد وصلت الى مصر والى الملك فاروق ، مما اثار غضبة بشكل شديد على امه ، بالاضافه تدخل العديد من الشخصيات المصرية الهامه لأنهاء تلك العلاقة بين الملكة نازلى ورياض غالى ، الا ان الملكة الام لم تزعن لتلك الطلبات واستمرت فى علاقتها .
ومع تطور العلاقه بين الاميرة فتحية ورياض غالى وشعور الام بعاطفة الحب التى نشأت بين الاميرة ورياض غالى ، وشعورها بأن ابنتها تحب رياض غالى وهى الملكة وقد حرمت من الحب ، فقد صور لها عقلها بأنها يجب الا تحرم ابنتها من الحب الذى حرمت هى منها ، لذلك شجعت الملكة الام تلك العلاقة بين رياض غالى والاميرة فتحية .
ووصلت تلك الانباء الى مصر وعلم بها الملك فاروق وثار ثورة شديده ، ودعا مجلس البلاط الملكى الى الانعقاد برئاسة الامير محمد على ، وفيه تم ا تخاذ اجراءات شديده وهى حرمان الملكة نازلى والاميرة فتحية من كافة الالقاب الملكية بالاضافه الى مصادرة جميع ممتلكاتهم فى مصر .
وهذا وكانت الاميرة فائقة قد عادت الى مصر استجابة لرغبة مجلس البلاط الملكى والتى طلبت عودة الملكة نازلى والاميرة فتحية والاميرة فائقة ، الا ان الاميرة فائقة هى فقط التى استجابت وعادت بالفعل فى 21 مايو سنة 1950 .
وبعد عودتها تم التصديق على زواجها من صاحب العزة فؤاد صادق بك ، الصادر بينهما في أبريل سنة 1950 وفقا لأحكام الشريعة الغراء لدى إمام مسجد ساكرامنتو بكاليفورنيا بالولايات المتحدة الأميركية ، وتم التصديق فى قصر القبة فى 4 يونيو سنة 1950 ، بحضور فضيلة الاستاذ الشيخ عبد الرحمن حسن وكيل الجامع الازهر .
وقد كان رد فعل الملكة نازلى تجاه تلك الاحداث انها عجلت بزواج الاميرة فتحية من رياض غالى ، وتم بالفعل عقد الزواج المدنى فى سان فرانسسكو وقد كان ذلك فى 10 مايو من عام 1950 ، وقد كان عمر الاميرة فتحية انذاك 20 عاما .
حصل رياض غالي علي تفويض كامل من نازلي وفتحية بالتصرف في شؤونهم الماديه ، ولكنه خسر الكثير من المال في استثمارات فاشله وإنتهي الامر الي إعلان نازلي إفلاسها سنة 1974 بعد تراكم الديون عليها ، واستطاع رياض الحصول علي 40% من باقي حصيلة بيع ممتلكات نازلي بعد التسويه مع البنوك .
وقد انجبت الاميرة فتحية من رياض غالى ثلاثة ابناء هم :
رفيق ( المولود في 29 نوفمبر 1952 )
رائد ( 20 مايو 1954- 26 يوليو 2007 )
رانيا ( المولودة في 21 أبريل 1956 )
وقد رفعت الاميرة فتحية دعوى للانفصال الجسدى ضد رياض غالى .
في صباح يوم 6 ديسمبر سنة 1976 قام رياض غالي بإطلاقه خمس رصاصات علي رأس الاميرة فتحية قتلتها علي الفور ، ثم حاول الانتحار بعدها بإطلاق النار علي رأسه ولكن تم إنقاذة بصعوبه .
حكم عليه بالسجن لمدة 15 عام ونتيجة إطلاقه النار علي رأسه عاش مشلولا وأعمي بالسجن ، ثم مات بعدها بثلاث سنوات تقريبا .
نشيد الأسرة العلوية بصوت أسمهان
السلام الملكى المصرى
http://www.youtube.com/watch?v=OvmiW9gugyc&list=UUWgYeXgL0Ca7bWh0F-PjtbA&index=4&feature=plcp
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق