الأسطورة في اللوحات
سأبحث في هذا الشريط عن مواضيع ومقالات للأسطورة على مر التاريخ عن طريق مواقع الانترنت
مارسياس
Marsyas
عازف فريجي بارع على اله الناي أو ساتير
وتقول بعض الأساطير انه هو الذي اخترع هذه الآلة – ابن اوليمبوس
و أحيانا يدعى سيلنوس ، احب الآلهة الام العظيمة سيبيل
وتبعها في كل مكان
فسافر معها إلى نيسا عازفا على الناس
ولقد استخدم مارسياس الناي بعد أن هجرته الآلهة أثينا
التي اخترعته وقد تحدى ذات يوما الإله ابوللو إلى منافسته
هو بالناي
والإله بالقيثارة الشهيرة
فقبل ابوللو التحدي وكانت نتيجة المنافسة
أن خسر مارسياس التحدي فقيده ابوللو إلى شجرة
وجعل يسلخ جلده حتى تعرى لحمه ، واخذ ينزف كل جزء منه دما
وتبدت عضلاته عارية للأعين كما ظهرت العروق نابضة بالدماء
وانكشفت جميع أعضائه الداخلية ، ثم هوى في النهاية
يحفر لنفسه مجرى نهر جديد
يتدفق منحدرا بين شاطئيه حتى يصب في البحر المضطرب الموج
وقد عرف هذا النهر الجديد باسم مارسياس أصفى انهار فريجيا
ولقد حزنت جميع الأرواح والهة الغابة على موت مارسياس
ورثته في تفجع حتى ملأت دموعها النهر
ولقد وقف الملك ميداس إلى جانب مارسياس في المنافسة
ولهذا عاقبة ابوللو بان مسخ أذنيه اللتين استمتعا إلى ناي مارسياس
إلى أذني حمار عقابا له
وكان جسد مارسياس المربوط على شجرة مصدر الهام
للفنانين بوصفه ضربا من الصلب والفداء
وقد ذكره أفلاطون في محاورة المأدبة حيث أطلق سقراط
اسم مارسياس أو سيلنوس كما يذكر في محاورة الجمهورية
أن آلة الناي يمكن أن تستدعي ( المظلم ) أي ديونيسوس
.في معارضته قيثارة ابوللو التي تمثل الانسجام
كما ذكره دانتي في الكوميديا الإلهية
واوفيد في كتاب التحولات
وماثيو أر نولد في امباذوقليدس في أثينا
حيث قام بمعالجة ألاسطورة
كما استلهمها فنانون كبار وجسدوها في لوحات خالدة
كل لوحة تتطرق الى الموضوع من ناحية واخرى
أمثال روفائيل وتينثوريتو ، وروبنس وغيرهم .
يتبع
Lilith
ليليث
وقد اكتشفت نقوش في الآثار البابلية (مكتبة آشور بانيبال)، وضّحت أصول “ليليث”، البغي المقدسة لإنانا، والآلهة الأم الكبرى، التي أرسلت من قبل هذه الأخيرة كي تغوي الرجال في الطريق، وتقودهم إلى معبد الإلهة، حيث كانت تقام هناك الاحتفالات المقدسة للخصوبة. كان الاضطراب واقعاً بين “ليليث” المسماة “يد إنانا”، والإلهة التي تمثلها، والتي كانت هي نفسها توسم أحياناً بهذا اللقب “البغي المقدسة”.
لاسم “ليليث” جذور في الفصيلة السامية والهندو أوروبية. الاسم السومري “ليل Lil” الذي نجده ممثلاً في اسم إله الهواء “أنليل”(2) يدلّ على: “الريح” و”الهواء” و”العاصفة”. إنه هذا الريح الحار الذي ـ حسب المعتقد الشعبي ـ يعطي الحرارة للنساء أثناء الولادة، ويقتلهن مع أطفالهن. عُدّت “ليليث” في البداية باعتبارها من أكبر القوى المعادية للطبيعة تتصدر مجموعة مكوّنة من ثلاثة آلهة: أحدهم ذكر والاثنتان أنثيان: “ليلو Lilû”، و”الليليتو La Lilitû”، و”أردات ليلي L’Ardat Lili، واعتبرت هذه الأخيرة زوجة سارق النور أو السارق الأنثوي للنور.
يوجد كذلك تشابه بين كلمة “ليليث” والكلمتين السومريتين التاليتين: ليلتي “الشهوة” ووليلو” الفسق”. تستخدم ليليث إغراءها (المرأة الجميلة ذات الشعر الطويل) وشهوانيتها (الأكثر حيوانية) في نهايات تدميرية. على الأرجح وقع هذا أثناء سبي بابل(3) حيث حاول اليهود أن يتعرفوا على هذا الإله الذي يَنْشط خاصة في الليل؛ وعليه حاولوا أن يربطوا بين اسم (ليليث) والكلمة العبرانية ليل (الليل)، ولكن عدّ الربط احتمالاً غير ممكن الوقوع. وهكذا رُسمت صورة لليليث من خلال ملامح طائر الليل، البومة أو طائر الشؤم.
سيمكّن صوت باحثين آخرين من استكمال وصف ليليث من خلال العلاقات الممكنة التي تُقرّب اسمها من الجذر الهندو أوروبي (ل، La) بمعنى (الخلق ـ الغناء) من جهة، ومن الكلمة اليونانية من جهة أخرى. وتتفرع من الجذور (ل، La) الكلمة السنسكريتية (ليك، Lik) أي (لعق)، وكذلك عدد كبير من الكلمات التي لها علاقة باللسان والشفتين: نجد كلمة (lippe) في الألمانية والفرنسية، وكلمة (Labium) اللاتينية؛ تلتهم ليليث الأطفال، وتتجلى شفتاها وفمها دائماً في الأعمال الأدبية التالية.
للكلمة اليونانية علاقة مع الكلمات التالية: (Lux) اللاتينية و(Luz) الإسبانية وكلمة (Light) في الإنجليزية و(licht) في الألمانية، وتُعَبّر كل هذه الكلمات عن فكرة الضوء، أو أكثر تدقيقاً “النظر من خلال رؤية ثاقبة”، “النظر ليلا”، التحرّر من الظلام الدامس”، (أنظر “جاك بريل” Jacque Bril ليليث أو أم الظلام، “رسائل فلسفية”)؛ لكن بعض النصوص الأدبية سوف تستحضر “ليليث” في مغامرة بحث مختلفة يدفعها إليها البطل.
النصوص المؤسسة:
ذُكرت “ليليث” في العهد القديم، كتاب الرسل، إشعيا (34/14)، سفر الرؤيا في نهاية أدوم التي تتحول، بفعل غضب يهوه، إلى كتلة نارية من الزفت والكبريت(4) وقبل أن تصبح مكاناً قفراً لا يستطيع أحد اجتيازه إلا البجع والقنفذ وطائر البوم والغراب، وكلها ستتخذ من هذا الخواء مأوى لها و”هنا كذلك تستقر ليليث، كي تجد الهدوء برفقة القطط المتوحشة، والضباع، والساتير، والحية السامة، والنسور”.
إنه الاقتراب من هذا الممر (منفى ليليث) ومن قصتين من قصص خلق الرجل والمرأة من قبل يهوه (الإصحاح الأول والثاني من التكوين)(5) حيث ستولد أسطورة ليليث في العصور الحديثة: المرأة الأولى المخلوقة، التي تنطق بالـ”اسم غير المُعَبَّر عنه” والذي يزودها بأجنحة تمكّنها من الهروب من جنّة عدن، حيث ستفارق آدم، ولم تكن تتوقع أن تقتفي أثرها ثلاثة ملائكة: ـ (Samengeloff, Sinsinoï, Sinoï) ـ يجدونها عند البحر الأحمر، ويطلبون منها العودة، ويصبح هذا الهروب وضعاً على انفراد، منذ ذلك اليوم في إجابة عن تهديد الملائكة الثلاثة (رؤية ملايين الأطفال الذين يُقتلون يومياً)، ورغبة في المواجهة والغيرة فيما يتعلّق بحوّاء التي خلقت بعدها كي تعوضها ـ ليس من الطين، موازاة بآدم وليليث، وهذا هو الدليل الذي قُدِّم باعتباره سبب سوء التفاهم بين ليليث وآدم، ولكن هذه المرة من ضلع هذا الأخير ـ تعود ليليث إلى عالم الرجال، وتُسقط آدم وحواء، كي تسبب لهم الأذى والضرر.
النصوص الأولى المعروفة التي حاولت إعادة الاعتبار لليليث هي نصوص وُضعت أساساً ضد شيطانية ليليث، والتي منحت التضرعات والطرائق من أجل حمايتها، وخاصة من أجل إبعادها عن الأطفال والنساء الحوامل: وصية سليمان (القرن الثالث قبل الميلاد)، التلمود (القرن الخامس قبل الميلاد)، حيث تظهر كذلك في المرتبة الثالثة للشياطين في شكل إنساني تحمل أجنحة الـ(ليلان Lilins) في أبجدية بن سيرا (Ben Sira L’A;phabet de)، في (القرن السابع قبل الميلاد) حيث دوّن المقطع الأكثر شعبية والأكثر نقاء في الأسطورة، و”الزهار LaZohar” في (القرن العاشر قبل الميلاد) الذي أعطى الرواية الأكثر خفاء، و”الكابال La Kabbale” (1600 قبل الميلاد) حيث نرى ليليث تتحد مع إسماعيل.
ليليث المتمردة:
اهتمّ الأدب على وجه الخصوص بليليث المتمردة، والتي تضيع ـ هي نفسها ـ في تأكيدها على حقّها في الحرية واللذة، والمساواة مع الرجل، وكذلك كلّ اللواتي يلتقين بها، امرأة شهوانية ومدمّرة؛ إنها تطمح كذلك إلى التفوّق وإلى القدرة. يتجلى هذا في دراما ألمانية مؤرخة سنة 1565: “جيتا Jutta”، التي تأخذ بعين الاعتبار وجود ليليث من خلال سرد حكاية الطفلة الصغيرة “جيتا أو جوانا Johanna ” المرأة الوحيدة التي تعرف بأنها سوف تصبح بابوية(6). وقد أعيدت هذه القصة في القرن العشرين من طرف “لورانس دورال Lawrence Durrell في رواية: “البابوية جان La Papesse Jeanne”، ومن قبل “أوديل إيريت Odile Ehret” في مسرحية مُثّلت في مصنع الذخيرة فانسان بباريس سنة 1983م: “البابوية أو حكاية البابوية جان ومرافقتها بارتوليا” (La Papesse ou La Légende de La Papesse Jeanne et de sa compagne Bartoléa). وفي الفترة نفسها استلهم “كلود باستور C.Pasteur” رواية عنونها بـ”البابوية” (1983م).
أشار “ملتون Milton” في الفردوس المفقود إلى ليليث في 1667 مستخدماً اسم “الحية الساحرة”. البطلة اليائسة بالنسبة إلى الرومانسيين، وُصفت باعتبارها امرأة جميلة وشهوانية، بشعر طويل، تقود الآخرين معها في دوامة من الآلام، ومن النكبات والموت. استدعى “فكتور هيجو VictorHugo” مظهرها البشع كمصاصة دماء، وحاول أن يمزج بينها وبين إيزيس في “نهاية الشيطان La Fin de Satan”(1886):
“ابنة الشيطان، امرأة الظلام الكبرى
هذه ليليث التي نسميها إيزيس على ضفة نهر النيل…”
“إنني ليليث ـ إيزيس، الروح السوداء للعالم”،
وقام بإخفائها “دانتي غبريال روسيتي Dante-Gabriel Rossetti” أمام ملاك الحرية في “بيت الحياة” (Eden Bower et the House of life)،
(1870-1881)، وصنع من ليليث جنية مغوية، المرأة المدمرة الخالدة بكل سحرها الذي لا يقهر والجهنمي. توقظ بما تمتلكه من خوارق عند الرجال حسّ المغامرة وتقودهم نحو ضياعهم.
وتتجلى بالصورة نفسها في الأعمال المعاصرة نهاية القرنين التاسع عشر والعشرين.
تؤدي ليليث في رواية” مارك شادورن” (الإله يخلق أولاً ليليث) (1937)، دور الجنية، والموت، واليأس القاتل، وقبل الاختفاء يائسة هي دوماً الثائرة المتمردة، لا ندري أين؛ ربما تكون ميتة وربما لا.
الأسطورة المعقدة: (ليليث، ليلو، لوليثا):
مسرحية “ليلو” لـ”وادكيند Wedekind” (مجموعة مؤلفة من روح الأرض، 1893م، ومن علبة بوندور La Boite de Pandore، 1901م)، كيّفت في السينما من قبل “بابست Pabst”(1928)، واستعادتها أوبرا بابرج Berg (الأولى عالمياً في المسرح الوطني للأوبرا بباريس، في 24/02/1979م)، من إنتاج “باتريس شيرو P.Chéreau”، كما مثلت في طبعة جديدة لـ”بيار جون جوف P.J.Joufe” سنة 1983م في مصنع الذخيرة فانسان سنة 1985م، منحت صورة متألقة لليليث، واضعة بعين الاعتبار كل التعقيدات والموضوعات الأساسية للأسطورة. وما يثير الانتباه، هو أنّ المرشدة المزعومة “لو أندريا سالومي Lou-Andria Saloumi” في مسرحية وادكيند وصفت هي الأخرى من قبل “فرويد” باعتبارها تمتلك الملامح والخصائص نفسها التي تحيل على أسطورة ليليث.
استعاد “ريمي دوغورمون Remy de Gourmont” في مسرحية “ليليث”، سنة 1892، القصة التقليدية الكاملة للخلق، كما جاءت في النصوص المقدسة اليهودية، بطريقة هزلية مذهبية وغرامية، مرتبطة بوجهة نظر متشائمة للحياة الإنسانية. لكن رغم الطابع الهزلي لهذا العمل، فإنه يبيّن بوضوح أنّ التزامن مع أسطورة ليليث يفتح على بحث غير محدّد للإنسان، والأصل ومعنى الحياة.
وهذا ما يتجلى كذلك في رواية “جورج ماكدونالد G.Macdonald” ليليث (1895م)، حيث يُقذف البطل المواجه لليليث في طريق محفوف بالمخاطر في شقاء تلقيني طويل، وبعبارة أخرى يجد نفسه وحيداً ومتردداً.
يتشابه هذا الموقف مع ما يمر به بطل رواية “لوليثا” لنباكوف (1955م)، حتى وإن كان هذا التلقين “باتجاه” البطل، ويقوده إلىدجمار مجنون وإلى الموت، تقدّم بطريقة مختلفة. سجين ينتظر محاكمته، من أجل نصرة “الصغيرة ليليث” أُحضر هنا، من أجل هذا يتذكر بنفسه ويدرك حجم الألم الذي سبّبه الافتراق حيث “هامبرت هامبرت Humbert-Humbert” يكتب قصته. الفن يكتب هنا، مثل علامة بارزة في مخطط الأسطورة كما يراه المؤلف ناباكوف الذي يصوّر بطله المكتوب، ويؤكد حريته (أنظر ف. ناباكوف، فيما يخص لوليثا في لوليثا، غاليمار 1959م).
اتسع مظهر ملتهمة الأطفال ليليث ليشمل الجدّة الملتهمة التي تلتهم العالم الإنساني بفمها الكبير بجهل، وعنف وموت.
هذا المظهر يحتفل به العنوان نفسه للدراسة الأخيرة التي صدرت حول أسطورة ليليث: ليليث أو الأم المظلمة، لـ”ج. بريل J.Bril” (1981)؛ وبالمظهر نفسه تتجلى الأسطورة بشكل مزعج في رواية “ب. سولييه P. Solliers”: النساء (1983).
موازنات:
استرجعت بعض جمعيات ليليت مع ملكة السابا مظهر ليليث المستبعد خطأ، سادّة فراغ الرجل الذي استجاب لإغراءاتها، ومواهبها الفاتنة، إنها توجه في رحلة بحث تعزلـه عن الآخرين وتدفعه باتجاه صوت سيكون بخلاف الحياة. يبتكر المحلل النفساني النمساوي “فريتز ويتلز Fritz Wittels” سنة 1932م، عقدة سمّاها “عقدة (أو عصاب) ليليث”، ولكنها ليست لها علاقة بليليث هذه.
لأسطورة ليليث وظيفة جوهرية تتمثل في إزاحة الرجال عن طريقها، من خلال تحذيرهم بالخطر الذي تمثله بالنسبة إليهم.
ولكن يبدو أن وظيفتها الأساسية هي تحذير النساء: التي لا تتبع قانون آدم سيكون مصيرها الرمي، وتكون إلى الأبد حزينة ومصدر الأسى. جعلت نهاية أقصوصة أناتول فرانس Anatole France في بلتزار Balthasar “ابنة ليليث” من هذه البطلة “معادلة أنثوية للهولندي الطائر” الذي طمح إلى مصير حواء وإلى نتيجة الموت من أجل معرفة “الحياة” و”اللذة”.
ومع ذلك فإن تطور هذه الأسطورة على امتداد النصوص، وانبعاثاته المتكررة في الفترة المعاصرة، يسعى إلى أن يلفت انتباهنا بطريقة خاصة إلى هذه الصورة الأنثوية ـ التي تمثل لذلك رؤية للحياة والعالم الإنساني وإلى التصنيف الذي يحكمها ـ مطرودة من مؤسسة الرجال والتي تريد أن تُعرّف بالحق “المقلوب” من خلال الألم الذي تسببه لهم. تداخل ليليث مع إيزيس، محبّبة مثل أم كبرى شافية ومنقذة، وبعض الأساطير المجاورة من خلال التعارض بين: (سعيد/ تعيس) تستدعي بأن أفعالها تجاه الحياة الإنسانية ترتبط في قسم كبير بالمنظورات التي سجلها الرجال، وبالنظرة التي ينظرون من خلالها إليها. الطريقة السياحية للجولات في الصحراء تتكلم عنها بطريقتها: بعض الرجال يستعدون للذهاب لزيارة ليليث في موقعها، في رغبة ملحة لمعرفة منفاها. معروفة ومعادة إلى حضن الجماعة الإنسانية في احترام لمواهبها ولحقوقها، أتصبح آلهة سعيدة ومحمية، مثلما هو الوضع بالنسبة إلى (كيشيموجان Kishimojin)، إحدى أخواتها في الهند، وهي ابنة الآلهة التنين، والمدمرة وسارقة الصغار، تصبح الآلهة المنقذة التي تساعد لحظة الولادات بعدما أن أعاد إليها “بوذا” ابنها؟ إنها على كل حال وجهة نظر لمستقبل متفائل، مقارنة بوجهات نظر أخرى دونية…
مهما يكن من أمر، تذكرنا ليليث دائماً بأنّ قوى الموت تستجيب لقوى الحياة والكل يتوازن ـ ليل ونهار، ظلام ونور، أنثى وذكر ـ دون أي محاكمة فاعلة أو علاقة سيطرة يمكن أن يفرضها طرف على الطرف الآخر، تحت تأثير تتابع الشؤم بالنسبة إلى هذا الأخير. إنها تحاول أن تقول لنا دائماً أن هناك شيئاً ينبغي أن نبحث عنه من أجل خير المجموع، في كل أرجاء المعمورة، إنها من بعيد ترسل لنا علامة.
يتبع
جـلـجـامـش
ملحمة جلجامش (أو ملحمة كلكامش) هي ملحمة سومرية مكتوبة بخط مسماري على 11 لوحا طينيا اكتشفت لأول مرة عام 1853م في موقع أثري اكتشف بالصدفة وعرف فيما بعد أنه كان المكتبة الشخصية للملك الآشوري آشوربانيبال في نينوى في العراق ويحتفظ بالالواح الطينية التي كتبت عليها الملحمة في المتحف البريطاني. الألواح مكتوبة باللغة الأكادية ويحمل في نهايته توقيعا لشخص اسمه شين ئيقي ئونيني الذي يتصور البعض أنه كاتب الملحمة التي يعتبرها البعض أقدم قصة كتبها الإنسان.
يعتقد أن النسخة الأكادية من الملحمة التي تم العثور عليها مستندة على نسخة سومرية يرجع تاريخها إلى 2100 سنة قبل الميلاد. بعد سنوات من اكتشاف الألوح 11 تم العثور على لوحة أخرى يعتبرها البعض تكملة للملحمة والبعض الأخر يعتبره عملا مستقلا وقصة أخرى لأنه كتب باسلوب اخر وفيه لايزال أنكيدو على قيد الحياة. تم ترجمة الملحمة لأول مرة إلى الإنكليزية في سنوات تلت عام 1870 م من قبل جورج سميث الذي كان عالم آثار متخصص في المرحلة الأشورية في التاريخ القديم والذي توفي عام 1876 م.
بداية الملحمة
تبدأ الملحمة بالحديث عن جلجامش ملك أورك الذي كان والده بشرا فانيا ووالدته آلهة خالدة وبسبب الجزء الفاني من دمه يبدأ بادراك حقيقة أنه لن يكون خالدا. في الملحمة نرى أن جلجامش لم يكن ملكا محبوبا من قبل سكنة أورك حيث كانت له عادة سيئة وهو ممارسة الجنس مع كل عروسة جديدة في ليلة دخلتها قبل أن يدخل بها العريس وكان يجبر الناس على بناء سور ضخم حول أورك.
قام الناس بالدعاء من الآلهة بأن يجد لهم مخرجا من ظلم جلجامش فاستجاب الآلهة وقامت احدى الالهات واسمها أرورو بخلق رجل وحشي كان الشعر الكثيف يغطي جسده ويعيش في البرية ياكل الاعشاب ويشرب الماء مع الحيوانات أي أنه كان على النقيض تماما من شخصية جلجامش ويرى بعض المحللين أن هناك رموزا إلى الصراع بين المدنية وحياة المدن الذي بدأ السومريون بالتعود عليه تدريجيا بعد أن غادروا حياة البساطة والزراعة المتمثلة في شخصية أنكيدو.
كان أنكيدو يخلص الحيوانات من مصيدة الصيادين الذي كانوا يقتاتون على الصيد فقام الصيادون برفع شكواهم إلى الملك جلجامش الذي أمر إحدى خادمات المعبد بالذهاب ومحاولة إغراء أنكيدو ليمارس الجنس معها وبهذه الطريقة سوف يبتعد الحيوانات عن مصاحبة أنكيدو ويصبح أنكيدو مروضا ومدنيا. حالف النجاح خطة الملك جلجامش وبدات خادمة المعبد وكان اسمها شامات وتعمل خادمة في معبد الآلهة عشتار بتعليم أنكيدو الحياة المدنية من كيفية الأكل واللبس وشرب النبيذ ثم تبدأ باخبار أنكيدو عن قوة جلجامش وكيف أنه يدخل بالعروسات قبل أن يدخل بهن أزواجهن وعندما يسمع أنكيدو هذا الشيئ يستشيط غضبا ويقرر أن يتحدى جلجامش في مصارعة كي يجبره على ترك تلك العادة. يتصارع الإثنان بشراسة حيث أن الإثنان متقاربان في القوة ولكن في النهاية تكون الغلبة لجلجامش ويعترف أنكيدو بقوة جلجامش وبعد هذه الحادثة يصبح الأثنان صديقين حميمين.
يحاول جلجامش دائما القيام بأعمال عظيمة لكي يبقى اسمه خالدا فيقرر في يوم من الأيام الذهاب إلى غابة من أشجار الأرز ويقطع جميع أشجارها ولكي يحقق هذا يجب عليه القضاء على حارس الغابة الذي هو مخلوق ضخم وقبيح واسمه هومبابا. ومن الجدير بالذكر أن غابة الأرز كان المكان الذي يعيش فيه الألهة ويعتقد أن المكان المقصود يقع الأن في منطقة بين إيران والبحرين.
يبدأ جلجامش وأنكيدو رحلتهما نحو غابات أشجار الأرز بعد حصولهما على مباركة شمش إله الشمس الذي كان أيضا إله الحكمة عند البابليين والسومريين وهو نفس الإله الذي نشاهده في مسلة حمورابي المشهورة وهو يناول الشرائع إلى الملك حمورابي وأثناء الرحلة يرى جلجامش سلسلة من الكوابيس والأحلام لكن أنكيدو الذي كان في قرارة نفسه متخوفا من فكرة قتل حارس الغابة يطمأن جلجامش بصورة مستمرة على أن أحلامه تحمل معاني النصر والغلبة.
عند وصولهما الغابة يبدآن بقطع أشجارها فيقترب منهما حارس الغابة هومبابا ويبدأ قتال عنيف ولكن الغلبة تكون لجلجامش وأنكيدو حيث يقع هومبابا على الأرض ويبدأ بالتوسل منهما كي لا يقتلاه ولكن توسله لم يكن مجديا حيث أجهز الإثنان على هومبابا وأردياه قتيلا. أثار قتل حارس الغابة غضب آلهة الماء أنليل حيث كانت أنليل هي الآلهة التي أناطت مسؤولية حراسة الغابة بهومبابا.
بعد مصرع حارس الغابة الذي كان يعتبر وحشا مخيفا يبدأ اسم جلجامش بالانتشار ويطبق شهرته الآفاق فتحاول الآلهة عشتار التقرب منه بغرض الزواج من جلجامش ولكن جلجامش يرفض العرض فتشعر عشتار بالإهانة وتغضب غضبا شديدا فتطلب من والدها آنو، إله السماء، أن ينتقم لكبرياءها فيقوم آنو بإرسال ثور مقدس من السماء لكن أنكيدو يتمكن من الامساك بقرن الثور ويقوم جلجامش بالإجهاز عليه وقتله.
بعد مقتل الثور المقدس يعقد الآلهة اجتماعا للنظر في كيفية معاقبة جلجامش وأنكيدو لقتلهما مخلوقا مقدسا فيقرر الآلهة على قتل أنكيدو لأنه كان من البشر أما جلجامش فكان يسري في عروقه دم الآلهة من جانب والدته التي كانت آلهة فيبدأ المرض المنزل من الآلهة بإصابة أنكيدو الصديق الحميم لجلجامش فيموت بعد فترة.
بعد موت أنكيدو يصاب جلجامش بحزن شديد على صديقه الحميم حيث لا يريد أن يصدق حقيقة موته فيرفض أن يقوم أحد بدفن الجثة لمدة أسبوع إلى أن بدأت الديدان تخرج من جثة أنكيدو فيقوم جلجامش بدفن أنكيدو بنفسه وينطلق شاردا في البرية خارج أورك وقد تخلى عن ثيابه الفاخرة وارتدى جلود الحيوانات. بالإضافة إلى حزن جلجامش على موت صديقه الحميم أنكيدو كان جلجامش في قرارة نفسه خائفا من حقيقة أنه لابد من أن يموت يوما لأنه بشر والبشر فانٍ ولا خلود إلا للآلهة. بدأ جلجامش في رحلته للبحث عن الخلود والحياة الأبدية. لكي يجد جلجامش سر الخلود عليه أن يجد الانسان الوحيد الذي وصل إلى تحقيق الخلود وكان اسمه أوتنابشتم والذي يعتبره البعض مشابها جدا أن لم يكن مطابقا لشخصية نوح في الأديان اليهودية والمسيحية والإسلام. وأثناء بحث جلجامش عن أوتنابشتم يلتقي بإحدى الآلهات واسمها سيدوري التي كانت آلهة النبيذ وتقوم سيدوري بتقديم مجموعة من النصائح إلى جلجامش والتي تتلخص بأن يستمتع جلجامش بما تبقى له من الحياة بدل أن يقضيها في البحث عن الخلود وأن عليه أن يشبع بطنه بأحسن المؤكولات ويلبس أاحسن الثياب ويحاول أن يكون سعيدا بما يملك لكن جلجامش كان مصرا على سعيه في الوصول إلى أوتنابشتم لمعرفة سر الخلود فتقوم سيدوري بإرسال جلجامش إلى المعداوي، أورشنبي، ليساعده في عبور بحر الأموات ليصل إلى أوتنابشتم الإنسان الوحيد الذي استطاع بلوغ الخلود.
عندما يجد جلجامش أوتنابشتم يبدأ الأخير بسرد قصة الطوفان العظيم الذي حدث بامر الآلهة وقصة الطوفان هنا شبيهة جدا بقصة طوفان نوح, وقد نجى من الطوفان أوتنابشتم وزوجته فقط وقررت الآلهة منحهم الخلود. بعد أن لاحظ أوتنابشتم إصرار جلجامش في سعيه نحو الخلود قام بعرض فرصة على جلجامش ليصبح خالدا, إذا تمكن جلجامش من البقاء متيقظا دون أن يغلبه النوم لمدة 6 أيام و 9 ليالي فإنه سيصل إلى الحياة الأبدية ولكن جلجامش يفشل في هذا الاختبار إلا أنه ظل يلح على أوتنابشتم وزوجته في إبجاد طريقة أخرى له كي يحصل على الخلود. تشعر زوجة أوتنابشتم بالشفقة على جلجامش فتدله على عشب سحري تحت البحر بإمكانه إرجاع الشباب إلى جلجامش بعد أن فشل مسعاه في الخلود, يغوص جلجامش في أعماق البحر ويتمكن من اقتلاع العشب السحري.
بعد حصول جلجامش على العشب السحري الذي يعيد نضارة الشباب يقرر أن يأخذه إلى أورك ليجربه هناك على رجل طاعن في السن قبل أن يقوم هو بتناوله ولكن في طريق عودته وعندما كان يغتسل في النهر سرقت العشب إحدى الأفاعي وتناولته فرجع جلجامش إلى أورك خالي اليدين وفي طريق العودة يشاهد السور العظيم الذي بناه حول أورك فيفكر في قرارة نفسه أن عملا ضخما كهذا السور هو افضل طريقة ليخلد اسمه. في النهاية تتحدث الملحمة عن موت جلجامش وحزن أورك على وفاته.
يتبع
أفروديت
Venus
Venus
أفروديت Aphrodite هي ربة الحب والخصب والجمال عند اليونان القدماء، ويدعوها هوميروس[ر] في الأوديسة ابنة زيوس (زفس) [ر] من قرينته ديونة بنت أوقيانوس، وهي زوجة أبي أرباب الأولمب. وكانت تماثل فينوس الربة القديمة في إيطالية، وقد أُدمجت عبادة الاثنتين عند الرومان منذ القرن الثاني قبل الميلاد بعد اجتياح الرومان للعالم الهليني، كما اندمجت صفات أفروديت بصفات فينوس واختلطت أساطير الواحدة بأساطير الأخرى. ويبدو أن أصل عبادتها شرقي لأن ثمة تقارباً بينها وبين عشتار، وأن أساطيرها انتقلت إلى اليونان عن طريق الفينيقيين وقبرص.
ولقد دعيت أفروديت باسمها هذا لأن كلمة «Aphros» اليونانية تعني أمواج البحر التي كان مولدها منها. وهي تنسب إلى كرونوس، ابن الإله أورانوس كما يروي الأدب اليوناني القديم. ويعود منشؤها الأول إلى شواطئ جزيرة كيثيرا Kythera، إلا أن الأسطورة اليونانية تذكر أنها صعدت البرّ أول مرة عند شواطئ قبرص فدعيت لذلك بالقبرصية. ولقد ارتبطت أسطورة أفروديت بالبحر فكانت ربة له ولكل ما يمت إليه بصلة، كما كانت ترعى الزواج وتترأس مراسمه وطقوسه. ومع أن بنات الهوى كن يرين في أفروديت سيدة لهن، فإنه كان يُنظر إليها في المعتقدات الدينية اليونانية نظرة تقديس وإعجاب، وتروي الأوديسة أنه في حين كانت أفروديت متزوجة زواجاً غير متكافئ من هيفايستوس Hephaistos إله الصنّاع المبدع والأعرج، كان أريس الوسيم إله الحرب عشيقاً لها، وأنجبت منه: هرمونيا، وإيروس إله الحب، وأنتروس.
أما محبو أفروديت من البشر فأشهرهم الكاهن الطروادي أنكيسس Anchises الذي أنجبت منه أينياس Aeneas. ووقعت أفروديت في غرام الشاب الجميل أدونيس[ر] Adonis القادم من الشرق وقرين عشتار، لكن خنزيراً برياً صرعه، كما تروي الأسطورة المشهورة، وقد جاءت أسطورة حب أدونيس لها من آسيا.
انتقلت عبادة أفروديت إلى عدد من المراكز في العالم الهليني وخاصة قبرص (بافوس وأماتوس) بعد أن انطلقت من جزيرة كيثيرا التي كانت مستعمرة لكريت ولكن مدينة كورنثة[ر] هي التي غدت المركز الرئيسي لعبادتها.
وعبدت أفروديت في عالم البحر المتوسط، وعدت مصدراً لكل إبداع في العالم. وتفسر الألقاب التي أطلقت عليها أهميتها في الاعتقادات اليونانية ومدى انتشار عبادتها. فهي اورانية Urania ساكنة السماء وهذه الصفة تذكّر بألقاب بعض أرباب حضارات الشرق القديم وهي بانديموس Pandemos ربة كل الناس وهو لقب يشير إلى وضعها المميز في مجامع الأرباب في المدن اليونانية. ومن بين الرموز التي يرمز بها إلى أفروديت: اليمام، والرمان، والإوز، والآس.
ولقد مثل اليونان القدماء أفروديت على صورة آلهة الشرق عارية، أو على صورة إمرأة منتصبة أو جالسة شبيهة بالآلهة الأخرى. واكتسبت أفروديت على أيدي نحاتي القرن الخامس قبل الميلاد شخصية متميزة منفردة، ربما كان أشهر تمثال لها الذي نحته براكسيتليس[ر] Praxiteles أو براكسيتيل في القرن الرابع ق.م، وأصبح هذا التمثال المفقود فيما بعد نموذجاً لكثير من التحف الهلينية مثل: تمثال فينوس الذي نحته ميلو Milo وعثر عليه في جزيرة ميلوس اليونانية وهو محفوظ اليوم في متحف اللوفر ويعود إلى القرن الأول ق.م ويُعد أصل معظم الأعمال الفنية الحديثة التي تمثل إمرأة عارية. وقد عثر في بيت أحد التجار السوريين في جزيرة ديلوس على تمثال من المرمر يصور أفروديت وهي تصد الإله «بان» الذي يحاول التقرب منها يساعدها في ذلك ابنها الإله الطفل إروس، وهو موجود في متحف أثينة.
....
تروي الأسطورة أن فينوس و جونو و مينيرفا قد علمن بوجود تفاحة ذهبية مكتوب على جانبها (للأجمل) وكانت كل واحدة منهن تطمع في الحصول على هذه التفاحة.
ولحسم الأمر تقرر أن يقضي بينهن رجل اسمه باريس وحيث كن متساويات في جمالهن مما لم يساعد باريس على الحكم بينهين . حاولت جونو استمالته إلى جانبها بوعده أن تجعله رجلاً قوياً. وحاولت مينيرفا استمالته بوعده أن تجعله حكيماً أما فينوس فعرضت عليه هيلين ، التي كانت أجمل امرأة في العالم. وهكذا قضى باريس باختيار فينوس.
ولكن لسوء الحظ كانت هيلين متزوجة من شخص آخر، ولما خطفها إلى بيتها في طروادة جاء زوجها و رجاله لإستعادتها حيث قتل باريس و جنوده و دمرت طروادة.
فينوس كانت كبيرة آلهة الرومان ارتبطت اساسا مع الحب و الجمال و الخصوبه ، و كانت القرين للبركان . كما كان ينظر اليها بجدية من الشعب الروماني عن طريق الاسطورة اينيس ، و كانت تؤدي دورا رئيسيا في العديد من الاحتفالات الدينية الرومانيه شأنها شأن معظم الآلهة والآلهة في الأساطير الرومانية .
وحسب الأسطورة فان نوريس باتريوس هو ابن فينوس و أريس ، إله الحرب.
يتبع
عشتار
Ishtar
لا يمكن الحديث عن العراق القديم وعن حضارته ومعتقداته ومجتمعه من دون الحديث عن ((عشتار)) او ((عينانا)) وحبيها ((تموز)) او((دموزي)). ان هاتين الشخصيتين ليسا كما قد يتصور البعض، مجرد شخصيتين اسطوريتين، بل هما الشخصيتان الاساسيتان في الديانة العراقية. (ميزوبوتاميا)
ــــــــــــــ
معروف أن الأساطير حكايات شعبية تتناقلها الأجيال شفويّاً زمناً طويلاً قبل أن تُقيِّدها الكتابة، وتجري أحداثها في بدايات الزمن الأزليّ، وتحكي أصل الكون والإنسان والحضارة، وتحمل دلالات "دينية مقدسة"، وشخوصها آلهة وأنصاف آلهة وأبطال فائقوالكمال. وهكذا فإن سردها يتطلب طقوساً أقرب إلى السِّحر، وشعائرَ تغالي في الطهر والنقاء. من أجل ذلك كلِّه، أرجوك، أيها القارئ الكريم، أن توقد الشموع معي، وتتلو ترانيم العشق والوجد، قبل أن نقترب من (عشتار) في حندس هذا الليل السومريّ الموغل في مغارات الزما ن والمكان.
عشتار مسلحة بقوى الطبيعة وتسطير على وحش الفحولة( رسم عراقي قديم)
(عشتار) ربّة الحُبّ والخصب
(عشتار) شابة ممتلئة الجسم، ذات صدر نافر، وقوام جميل، وخدَّين مُفعمين بالحيوية، وعينين مُشرقتَين. يتوفَّر فيها، إلى جانب جمالها الأخّاذ، سموالروح، مع رهافة الطبع، وقوة العاطفة، والحنو على الشيوخ والأطفال والنساء. في فمها يكمن سرُّ الحياة، وعلى شفتيها تتجلى الرغبة واللذة، ومن أعطافها يعبق العطر والشذا. يكتمل بحضورها السرور، ويشيع مع ابتسامتها الأمن والطمأنينة في النفوس. غالبا ما نشاهدها وهي تجوب الحقول بخفَّة ورشاقة، فتتفجَّر الينابيع خلفها بالماء والعطاء، وتُزهر الأرض بالسنابل والنماء.
وقع في غرامها الشعراء، فخلّدوها بأعذب الأوزان وأحلى القوافي. وهام بحبِّها الأدباء، فوهبوها أجمل النصوص الملحميَّة. وعشقها الفنانون، فرسموها على أرشق الأختام الأسطوانية وصنعوا لها أرقى التماثيل التي تكاد تنطق بالحياة. وولع بها الموسيقيون فنغّموها لحناً راقصاً على أوتار العود وفوهة الناي.
تلكم هي (عشتار) إلاهة الخصب والحبّ والجنس لدى سكان وادي الرافدين القدماء. ظهرت أول مرة في بلاد سومر في جنوب العراق، قبل أكثر من ستة آلاف عام، إما بشخصها المرسوم على الأختام الأسطوانية وبعض المنحوتات، وإما بالرمز الذي يدلّ عليها في الخطّ المسماريّ وهوالنجمة الثمانية التي تشير إلى كوكب الزهرة، ألمع الكواكب. وقد سمّاها السومريون ((عينانا)). وهي في أساطيرهم ابنة اللإله (سين) إله القمر. وأمها الإلهة ننكال، وأخوها الإله (أوتو) إلاه الشمس، وأختها الإلهة (إيرشيكال) إلهة العالم السفلي، عالم الأموات. وهي أعظم الآلهات وأسماهن منزلة. وكان مركز عبادتها الأصليّ مدينة (الورقاء) عاصمة بلاد سومر، التي كانت تُعدّ من أهمّ المراكز الدينيّة والحضاريّة لعصور طويلة.
عشتار.. لوحة عالمية حديثة
أوجه (عشتار) وتجلياتها
وتكمن أهمية الإلهة (عينانا) في أن الإنسان أدرك منذ القدم أن بقاءه يتوقف على أمرين أساسيين هما الغذاء والتناسل. فبدون الغذاء يموت الإنسان جوعاً، وبدون التناسل يفنى الجنس البشريّ تماماً. وقد جمعت (عينانا) في شخصها الخصبَ والجنسَ معا؛ فهي، من ناحية، تمثّل خصب الطبيعة بمياهها ونباتاتها وحيواناتها وهكذا يتوفر الغذاء للإنسان، كما تمثّل، من ناحية أخرى، الرغبة الجنسيّة التي ينتج عنها الاتصال بين الذكر والأنثى فيضمن الإنسانُ تناسلَه وتكاثرَه.
ونظراً لأهمية ((عينانا)) تلك، فقد انتقلت عبادتها من السومريين إلى الأقوام الأخرى التي احتكت بهم أو تأثرت بثقافتهم بصورة مباشرة أو غير مباشرة، كالأكديين الذين سمّوها ((عشتار))، وشعوب جنوب الجزيرة العربية الذين أطلقوا عليها لقب (عثار أو عطار)، والكنعانيين والعبرانيين الذين سمّوها (عاشرا أو عشتروت)، وورد اسمها (أستر) في التوراة، والإغريق الذين لقبوها بـ (إفروديت)، والرومان الذين جعلوها (فينوس). ونظراً لأن الأكديين (البابليين والآشوريين) هم الذين سيطروا على بلاد سومر منذ عام 1750 ق.م. وورّثوا ثقافتهم لمن بعدهم، فإن الاسم الأكدي ((عشتار)) هوالذي شاع بين أهالي البلاد.
منحوته عالمية لعشتار تعتلي الخصوبة
أساطير الخصب السومرية
ويقترن اسم الإلهة ((عينانا)) بعدد من الأساطير السومريّة المدونة بالخط المسماري. فهناك أسطورة تحكي تفاصيل رحلتها إلى مدينة (أريدو) السومريّة، مركز الإله (أنكي) إله الحكمة والمعرفة. وكانت الغاية من تلك الرحلة أن تحصل ((عينانا)) على النواميس الإلاهية لفنون الحضارة من الإله (أنكي) وتنقلها إلى مدينتها (الورقاء) لتجعل منها مدينة متحضِّرة.
وتسرد أسطورة سومريّة أخرى لنا كيف أن الإلهة ((عينانا)) نقلت ذات يوم شجيرة تنبت على ضفة نهر الفرات إلى مدينة (الورقاء) وزرعتها في "بستانها المقدّس" على أمل أن تنمو تلك الشجيرة وتصير شجرة سامقة الأغصان فتصنع من خشبها عرشاً وسريراً لها. وعندما كبرت الشجرة وحان وقت قطع أغصانها اكتشفت أن أفعى قد اتخذت من أسفلها مخبأ، وأن طيراً بنى في أعلاها عُشّاً، وأن عفريتة استقرت في وسط جذعها. فاستنجدت ((عينانا)) بأخيها (أوتو) إله الشمس الذي أسند المهمة إلى البطل المشهور (جلجامش)، فجاء هذا البطل متسلِّحاً بدرع سميك وفأس ثقيلة، واستطاع أن يقتل الأفعى، وعند ذاك فرّ الطير وهربت العفريتة إلى الخرائب المهجورة، فقطع (جلجامش) أغصان الشجرة وحملها هدية إلى ((عينانا)) لتصنع منها عرشاً وسريراً.
عشّاق إلهة الحبّ والجنس
ولما كانت ((عينانا)) مرهفة الحسّ جامحة الرغبة جذّابة الملامح ساحرة القول، فقد تعددت قصص غرامها وكثر عشّاقها. وكلُّ واحد منهم يطمع في الفوز بها، لتهطل الأمطار على أراضيه، وتكثر الغلال في حقوله، وتزداد محاصيله، ويرفل بالرفاء والغنى.
وتذكر ملحمة جلجامش أن الإلهة ((عينانا)) نظرت ذات يوم إلى الملك جلجامش، عاهل الورقاء، بعد أن عاد ظافراً من معركته الرهيبة مع العفريت (خمبابا)، المُوكل بحراسة غابات الأرز، فأسرها جماله، وفتنتها رجولته، فعرضت عليه أن يتزوَّجها. ولكن الملك الشجاع جلجامش رفض عرضها خوفاً من تَقلّب أحوالها وخشية خيانتها له، ولم يتردد في الإفصاح عن مشاعره الحقيقية، فتمادى في جرح مشاعرها بقوله:
(( ما أنتِ إلا مَوقد سرعان ما تخمد ناره في البرد
أنتِ باب لا ينفع في صدِّ ريح عاصفة
أنتِ قصرٌ يتحطم في داخله الأبطال
أنتِ بئر تبتلع غطاءها
أنت حفنةُ قيرٍٍ تلوِّث حاملَها
أنت قربةُ ماء تبلِّل صاحبها…
أنت حذاء تقرص قدم منتعلها..))
عشتار.. رسم عالمي حديث
ثم يذكّرها بخياناتها السابقة فيقول:
(( فأيّ من عشّاقك أحببتِ إلى الأبد؟
وأي من رعاتك مَن طاب لك على الدوام؟
تعالي أسمّي لك عشّاقك…
وبعد ما أحببتِ طير الشقرتق المرقّط
ضربتِه وكسرت جناحه
وها هو قابع في البساتين يصيح يا جناحي
ثم أحببتِ الأسد الكامل القوة
ولكن حفرتِ له سبعَ وسبعَ حفر
وأحببتِ الحصان المجلّي في المعركة والسباق
ولكنك كتبت عليه الجري سبعة فراسخ مضاعفة
وحكمتِ عليه بالعدو شوط سبع ساعات مضاعفة
وقضيتِ عليه أن لا يَرِد الماء إلا بعد أن يعكّره…
ومن ثم أحببتِ راعي القطيع
الذي كان يكدِّس لك أرغفة الخبز المحمَّصة على الدوام
ويذبح لك الجداء كل يوم
ولكنك ضربتِه ومسخته ذئباً
حتى صار رفاقه في الرعي يطاردونه
وصارت كلابه تعضّ فخذيه…
فإذا ما أحببتني فإنك ستجعليني مثلهم))!
رسم ياباني لعشتار
انتقام إلهة الحبّ والخصب
وقد ثارت ثائرة (عينانا) فَشَكَت جلجامش إلى أبيها، الإله آنو، وطلبت منه أن يخلق ثوراً سماويّاً يستطيع منازلة جلجامش والقضاء عليه، وهدَّدت أباها بأنه إذا ما رفض طلبها فإنها "ستفتح أبواب العالم السفلي فيخرج الأموات ليأكلوا الأحياء". وحاول الإله آنوان يُقنع ابنته (عينانا) بأن خلق الثور المطلوب سيكون نذيراً بحلول سبع سنين عجاف في البلاد فيجوع الإنسان والحيوان. ولكنَّها طمأنته بأنها احتاطت للأمر وخزنت ما يكفي من الطعام والعلف. وهكذا لم يَجد أبوها بُدّا من خلق الثور السماويّ. ودارت معركة رهيبة بينه وبين جلجامش الذي استعان بصديقه أنكيدو. وأخيرا أمسك أنكيدوبالثور السماوي الهائج من ذيله وثبته ليتمكن جلجامش من تسديد طعنة سيف قاتلة إلى الثور بين السنام والقرنين.
ويتساءل الدكتور فاضل عبد الواحد علي عن مغزى هذه الأسطورة فيقول:
"لا شك في أن ما ذكره جلجامش عن ماضي (عشتار) وتقلُّبها بين العشّاق وما قاله أنكيدو لها من عبارات جارحة كان تشهيرا واضحاً بالإلاهة. وإذا ما عرفنا أن اسم (عشتار) يرتبط أصلا بطقوس الخصب التي تؤكِّد أهمية الجنس لاستمرار الحياة، فيكون من المعقول أن يتساءل المرء عمّا إذا كان استهجان جلجامش يعكس بالضرورة ردّ فعل اجتماعيّ، على الأقل من وجهة نظره لبعض القضايا الطقسيّة التي كانت تجري باسم هذه الإلاهة في معابدها." كالبغاء المقدس على سبيل المثال.
[(تموز) اله الذكورة، و(حدد) اله القوة والصواعق
زواج (عينانا) و(دموزي)
وفي نهاية المطاف تلتقي (عينانا) الراعي (دموزي) (أو (تموز) كما يسميه الأكديون)، إله الرعي، ويخفق قلبها لحبِّه خفقاناً ينسيها كلَّ عشاقها السابقين. التقت به ذات ليلة عندما كانت ترقص وحدها متألقة في حلبة الرقص لامعة مثل كوكب الزهرة في سماء ربيعية. وضع يده بيدها واحتضنها فحاولت الإفلات منه راجية إياه أن يخلي سبيلها لترجع إلى أمها فقد تأخرت عن موعد عودتها إلى البيت. ولكن ((دموزي)) أشار عليها أن تبقى معه وتخبر أمها بأنها كانت تستمتع بالموسيقى والرقص والغناء مع صديقة لها في ساحة المدينة، وفي غمرة الفرح نسيت الوقت وموعد الرجوع إلى المنزل. ثم يتقدم الراعي (دموزي) لخطبتها وتعيش معه سعيدة في "بيت الحياة" فتتجدد الحياة بزواج إلهة الخصب بإله الرعي.
عشتار( رسم حدبث من كتاب اوربي للاطفال)
رحلة إلاهة الخصب إلى عالم الأموات
قررت ((عينانا)) القيام برحلة إلى عالم الأموات أوالعالم السفليّ كما يسميه السومريون. وبعد إجراءات معقَّدة سُمح لها بدخول "عالم اللارجعة" بعد أن جُرِّدت من ثيابها وحليّها وتاجها. ولكنْ عندما عبرت البوابة السابعة والتقت أختها (إيرشكيجال) إلهة العالم السفليّ، استشاطت هذه غضباً وأمرت وزيرها (نمتار) أن يسجن أختها (عينانا) ويطلق الأرواح الشريرة عليها لتعذيبها.
وعندما أحست الآلهة والناس وسائر المخلوقات بأن مكروهاً وقع لإلهة الخصب (عينانا) عمّ الحزن، واستنجدت الآلهة بأنكي إله الحكمة لتحرير (عينانا). فأخذ أنكي شيئاً من الطين وصنع منه مخلوقين أعطى الأول منهما (طعام الحياة) والثاني (ماء الحياة) وأمرهما بأن ينزلا إلى العالم السفليّ وينثرا ما يحملان على جسد (عينانا) لتعود إلى الحياة من جديد.
وأخذت (عينانا) أُهبتها للخروج من عالم الأموات. ومرَّت في طريق عودتها بالبوابات السبع التي دخلت منها. وعند كلِّ بوابة يُعاد إليها ما سبق أن أُخذ منها. غير أن خروجها إلى عالم الحياة كان مشروطاً بتقديمها بديلاً عنها يأخذ مكانها في العالم السفلي. ولهذا لازمتها عند خروجها زمرة من الشياطين لتنفيذ الشرط.
اعلان اوربي للعلاج باسم عشتار
مآساة (دموزي)
وكان وزير (عينانا) المسمى بـ (ننشوبر) أوّل من لاقاها بعد خروجها، فحاولت زمرة الشياطين إلقاء القبض عليه وأخذه بديلاً عنها. ولكن (عينانا) تشفَّعت له بسبب وفائه لها وجهوده في سبيل إنقاذها. وواصلت طريقها حتى وصلت مدينة (أوما) فاستقبلها (شارا) إله تلك المدينة فأرادت زمرة الشياطين أخذه بديلاً عنها. ولكنها تشفَّعت له فأخلوا سبيله. وقبيل وصولها إلى مدينتها (الورقاء)، فوجئت برؤية زوجها ((دموزي)) وهو في أفخر زيّ وأروع أبهة كأنه لم يكترث لما حلّ بها من مصاب في العالم السفلي. فأشارت، وهي في فورة غضبها وقمة غيرتها، إلى الشياطين التي كانت ترافقها أن تأخذه بديلاً عنها إلى العالم السفليّ.
هجمت الشياطين على (دموزي)، وقيّدت يديه بالسلاسل، وأوثقت رجليه بالحبال، وانهالت علية ضرباً بالسياط وطعناً بالفؤوس. وحملته معها والدماء الغزيرة تنزف من جسده ووجهه. فرفع يديه متضرعاً باكياً إلى صهره الإله أوتو متوسلاً إليه أن يخلِّصه منهم وينقذه من سوء المآل. فاستجاب أوتو لتضرعاته فجعل " جسده مثل صِلّ يجوب السهول العالية" وجعل "روحه مثل طير يفلت من مخالب النسر". وهكذا تمكن أن يفلت من زمرة الشياطين ويختبئ في حظيرة الماشية. بيد أن الشياطين سرعان ما تعثر عليه وتقيّده وتنهال عليه ضرباً بالسياط والفؤوس وتقتاده مًدمّى الجسم كسير الفؤاد إلى العالم السفليّ
فلم امريكي يتهمكم من اسم عشتار
الحزن الجماعي على (دموزي)
ويبلغ خبر (دموزي) إلى أخته (كشتن آنا) فتشق ثيابها وتلطم خدَّيها وتذرف الدموع وتنوح عليه بحرقة ومرارة. وتصبح مأساة (دموزي) مادة خصبة لشعراء بلاد ما بين النهرين فينظمون المراثي، يصورون فيها أحداث المصاب ودلالاته العميقة. ولنستمع لأحد الشعراء السومريين في إحدى قصائده:
((كان قلبه يفيض أسى، فهام على وجهه في المروج
الراعي (دموزي) ـ كان قلبه يفيض أسى
ومزماره يتدلى من رقبته وهو يبكي ويقول:
النواح النواح أيتها المروج، النواح …
ولتردِّد أُمّي الصراخ والعويل،
لأنني عندما أموت لن تجد مَن يرعاها
ولتذرف عيناي الدموع مثل أمي
ولتذرف عيناي الدموع على المروج مثل أختي الصغرى)).
ولنستمع إلى مناحة أخرى نظمها شاعر سومريّ آخر على لسان (عينانا) التي أصابها الندم على ما فعلته ب(دموزي) فراحت تبكي وتنوح عليه عاماً بعد عام:
(( راح قلبي إلى السهل نائحاً نائحاً
راح قلبي إلى مكان الفتى
راح قلبي إلى مكان (دموزي)
إلى العالم السفلي، مرقد الراعي
راح قلبي إلى السهل نائحاً نائحاً…))..
وإذا كان سكان بلاد ما بين النهرين يحتفلون في شهر نيسان من كل عام. (وهو نفس تاريخ 21 آذار حسب التاريخ العراقي القديم، أي يوم المنقلب الربيعي، وقد اقتبسه الايرانيون باسم يوم نيروز). حين تزدهي الأرض خضرة وربيعاً، بانبعاث إله الرعي وربّ الماشية والنبات (دموزي) وزواجه من إلهة الخصب (عينانا)، فإنهم في الصيف، أوائل شهر (تموز)/يوليو، ووجه الأرض مجدب كالح تلفحه ريح السموم وتصليه الشمس المحرقة، يقيمون مجالس التذكّر والبكاء، ويسيّرون مواكب العزاء، ويتلون المناحات في حزن جماعيّ على وفاة (دموزي).
المقال لـ الدكتور علي القاسمي ـ
يتبع
زيوس
Zeus
زيوس(أو
باليونانية: ذِياس) من شخصيات الميتولوجيا الإغريقية، إله السماء والرعد.
كان حاكما على الآلهة الأولمبيانية (نسبة إلى جبل أولمبيوس) أيضا. في
المعتقدات الرومانية القديمة تم استبدالة بشخصية "جوبيتر".
كان زيوس أصغر أبناء اثنين من الجبابرة كرونوس وريا، من بين إخوته يمكننا أن نعد:
بوسيدون.
هيرا.
ديميتر.
هيستيا.
تقول
الأسطورة أن كرونوس، والذي كان يخشى أن بقوم أحد أبناءه بخلعه من على
عرشه، كان يقوم بابتلاعهم بمجرد ولادتهم، فقامت زوجته ريا بإنقاذ ابنها
زيوس من ميتة محققة، عنما أخفته في جزيرة كريت. نشأ زيوس تحت رعاية
الـحوريات كما تولت الشاة أمالتسيا مهمة إرضاعه.
عندما بلغ سن
الرشد، أجبر "زيوس" أباه كرونوس على إرجاع أبناءه الذين ابتلعهم، وحاول
هؤلاء الإنتقام من أبيهم. قامت الحرب بين الجبابرة والذين كان يقودهم
كرونوس والآلهة والذين كان يقودهم زيوس نفسه، انتصر زيوس وإخوته في
النهاية، وتم إلقاء الجبابرة في جوف ترتاروس، أصبح زيوس بعدها ملكا على
السماء، كما كانت له الأفضلية على بقية الآلهة، تولى إخوته بوسيدون وهادس
تدبير كل من ملكوت البحر والعالم التحت أرضي على التوالي. أما الأرض فقد
تولى الثلاثة إدارتها بالتساوي.
يتبع
باخوس
Bacchus
إله
الخمر والنشوة عند الرومان ، وهو نفسه الإله ديونسيوس عند اليونان . اقترن
أيضا بالخصوبة وبوحي الشعراء . ابن زيوس كبير الآلهة من الربة سيملية
semele ربة الخصب في عالم النبات . ويبدو أن عبادته جاءت أولا ً من تراقيا
حيث كانت النسوة شديدات التعلق بالاحتفالات المعربدة حيث يهجرن دورهن
وأعمالهن ، ويهيمن في الجبال ، وهن يرقصن رقصات هستيرية يدرن فيها حول
أنفسهم كراقص الزار . وهن يلوحن إلى بعض الرعاة بالمشاعل ، ثم يمسكن بحيوان
صغير أو أحيانا طفل وهن في حالة الانجذاب هذه ، يمزقنه أربا ً ، ويلتهمن
الشرائح الآدمية ، وتسمى هذه الوجبة المقدسة (( اموفاجيا ) )وكان يعتقد أن
الميانيد أو بنات منيات يأكلن لحم الإله باخوس ، فأكل لحم الحيوان أو الطفل
يجعل الإله يحل في أجسادهن ، وتنتقل إليهن قوته . وكان يعتقد أن باخوس
يتجلى أحيانا في صورة الحيوان ، فيلقب أحيانا بالثور ، ويوصف أحيانا أخرى
بأنه صاحب قرني الثور . وكان يرتدي هو وخادماته من الميانيد جلود الظباء أو
الغزلان .
تمت معالجة هذه الأسطورة في الكثير من اللوحات الرائعة،
يتبع
نرسيسوس
Narcissus
نرسيسوس كان إله مبهر الجمال..جميل جداً لدرجة كبيرة..
جعلت جميع الفتيات بلا استثناء يقعن في حبه...أيضاً لشدة جماله..لم يقتصر معجبوه ومحبوه على الفتيات فقط..!!..
لكنه ما كان يعطي أي شخص منهم.. أي انتباه أو اهتمام..
نرسيسوس الجميل كان جداً مغرور..
يُقال أن حورية بحر اسمها " إيكو"أصابها جنون من حبه..لكنه رفض يبادلها الشعور..فاشتكت إلى آلهة الحب والجمال
اليونانية "أفروديت"..الي غضبت عليه..وألحقت به لعنة..
ولعنتها كانت في أنها جعلته يقع في حب نفسه..!..
في يوم راح نرسيسوس لبحيرة عذبة...ماسبق وأنها تلوثت بكائن حي..
لم يشرب منها لا طير و لا ماشية ولا بشرْ..
وقعت عينه على صفحة المياه الفضيةْ...ورأى شاب خرافي الجمال..!
جلس يحدق في الشاب الجميل..بإعجاب شديد وانبهار..
اقتربَ من سطح الماء اللامع ليقبل هذا الفتى المبهر..لكنه تفاجأ بأنه شفتيه لامستا الماء..
صُدم نرسيسوس..لما أدرك أن هذا الجميل لم يكن إلا هو نفسه..
أصابه حزن كبير وتعاسة..لأن الشخص الوحيد الي أحبه...كان نفسه..ولم يستطع الحصول على نفسه..
ظل يحدق في صورته...ساعات وأيام متواصلة دون انقطاع..وهو على حاله هذه..
وظل هكذا..لحد ما نحل جسمه وذوى..ومات..!
"أفروديت"..أشفقت على حالته..فحولته إلى زهرة عند ضفة البحيرة..منحنية فوق صورتها على الماء..
طبعاً عرفت هذه الزهرة لاحقاً بزهرة النرجس..أو Narcis ..
من هنا..قام فرويد بإطلاق وصف " النرجسية"..على كل شخص مبالغ في حب ذاته..
ويرى نفسه فوق كل اعتبار..وعنده آراء خيالية حول عظمة نفسه وأهميته..
يتبع
سيزيف
Sisyphus
سيزيف
أو سيسفوس كان أحد أكثر الشخصيات مكراً بحسب الميثولوجيا الإغريقية، حيث
إستطاع أن يخدع إله الموت ثانتوس وتكبيله، مما أغضب كبير الآلهة (زيوس)،
فعاقبه بأن يحمل صخرة من أسفل الجبل إلى أعلاه، فإذا وصل القمة تدحرجت إلى
الوادي، فيعود إلى إصعادها إلى القمة، ويظل هكذا حتى الأبد.
الأسطورة
و
سيزيف هو ابن الملك أيولوس ملك ثيساليا و إيناريت، و أول ملك و مؤسس مملكة
إيفيرا (كورنثة).و هو والد جلاوكوس من الحورية ميروبى، و جد بيلليروفون.و
تقول مصادر متأخرة بأن سيزيف هو والد أوديسيوس من أنتيكلى، قبل أن تتزوج
بزوجها اللاحق ليرتيس.و يقال أن سيزيف هو مخترع و موجد الألعاب البرزخية
على شرف ميليسرتيس
اشتغل سيزيف بالتجارة و الإبحار، لكنه كان مخادعا
و جشعا ، وخرق قوانين وأعراف الضيافة بأن قتل المسافرين و الضيوف
(النزلاء).و قد صوره هوميروس و من تلاه من الكتاب و اشتهر لديهم بأنه أمكر و
أخبث البشر على وجه الأرض قاطبة و أكثرهم لؤما. أغرى ابنة أخيه ، واغتصب
عرش أخيه و أفشى أسرار زيوس (خصوصا اغتصاب زيوس لإيجينا، ابنة إله النهر
أسوبوس، وفى روايات أخرى ابنة والده أيولوس ، و بالتالى تكون أخت سيزيف
الشقيقة أو نصف الشقيقة)
ثم أمر زيوس هادس أن يسلسل سيزيف في
الجحيم. وطلب سيزيف بمكر من ثانتوس أن يجرب الأصفاد و السلاسل ليختبر مدى
كفاءتها. وعندما فعل ثانتوس ذلك أحكم عليه سيزيف الأصفاد و توعد هادس.و
أحدث ذلك تمردا و انقلايا و ثورة و هياجا و لم يعد أحد من البشر يموت، حتى
انزعج آريس لأنه فقد المتعة من معاركه لأن خصومه فيها لا يموتون لذلك تدخل و
أطلق سراح و فك أسر ثانتوس و أرسل سيزيف إلى الجحيم
و على أية حال،
قبل موت سيزيف، أخبر زوجته أنه عندما يموت فعليها أن تمتنع عن تقديم
أضحيتها المعتادة. وفى العالم السفلى ، شكا من أن زوجته تهجره وتهمله
وتتجاهله و أقنع برسيفونى، ملكة العالم السفلى، بالسماح له بالصعود للعالم
العلوى و يطلب من زوجته أن تؤدى واجبها و تقدم أضحيتها. عندما عاد سيزيف
إلى كورنثة، رفض أن يعود و لذلك حُمل إلى العالم السفلى بواسطة هادس. وفى
رواية أخرى للأسطورة، اقتنعت برسيفونى مباشرة أن قد قيد إلى الجحيم بطريق
الخطأ و أمرت بإطلاق سراحه.
التحدى السيزيفى أو المهمة السيزيفية
و
كعقاب من الآلهة على خداعه، أرغم سيزيف على دحرجة صخرة ضخمة على تل منحدر،
ولكن قبل أن يبلغ قمة التل ، تفلت الصخرة دائما منه و يكون عليه أن يبدأ
من جديد مرة أخرى.و كانت العقوبة ذات السمة الجنونية و المثيرة للجنون التى
عوقب بها سيزيف جزاء لاعتقاده المتعجرف كبشر بأن ذكاءه يمكن أن يغلب و
يفوق ذكاء زيوس ومكره.لقد اتخذ سيزيف الخطوة الجريئة بالإبلاغ عن فضائح و
نزوات زيوس الغرامية، و أخبر إله النهر أسوبوس بكل ما يتعلق من ظروف و
ملابسات بابنته إيجينا.و قد أخذها زيوس بعيدا، و بصرف النظر عن كون نزوات
زيوس غير لائقة ، فإن سيزيف تجاوز و خرق بشكل لا تخطئه العين حدوده لأنه
اعتبر نفسه ندا للآلهة حتى يٌبلغ عن حماقاتهم و طيشهم و نزقهم.و كنتيجة
لذلك ، أظهر زيوس ذكاءه الخاص بأن ربط سيزيف بعقوبة و حيرة أبدية. و طبقا
لذلك فإن الأنشطة عديمة الهدف أو اللامتناهية توصف بأنها سيزيفية.و قد كان
سيزيف و قصته يشكلان موضوعا شائعا للكتاب القدامى، و قد صوره الرسام
بوليجنوتوس على جدران الليش في دلفى
تفسيرات
و
طبقا للنظرية الشمسية ، فإن سيزيف هو قرص الشمس الذى يطلع كل صباح من
الشرق و يهوى غاربا في الغرب.و يعتبره باحثون آخرون تجسيما وتشخيصا للأمواج
المائجة ارتفاعا وانخفاضا أو للبحر الغدار.و في القرن الأول قبل الميلاد
فسر الفيلسوف الأبيقورى لوكريتوس أسطورة سيزيف كتجسيم للساسة الذين يطمحون و
يسعون باستماتة إلى الكرسى والمنصب السياسى و أنهم مهزومون مغلوبون في
مسعاهم بصفة دائمة مستمرة، و أن السطوة و السلطة مجرد شئ فارغ خاو في
حقيقتها، تماما مثل دحرجة الجلمود لأعلى التل.و قد اقترح فيلكر أنه يرمز
إلى الصراع العبثى للإنسان في سبيل المعرفة، و قال رايناخ أن عقابه تم بناء
على صورة يظهر فيها سيزيف مدحرجا حجرا ضخما هو أكروكورنثوس ، و هو رمز
الكدح و المشقة والحنكة والمهارة التى استخدمها في بناء السيزيفيوم
و
رأى ألبير كامو في مقاله المنشور عام 1942 و المسمى أسطورة سيزيف، أن
سيزيف يجسد هراء وسخف و لا منطقية ولا عقلانية الحياة الإنسانية، و لكنه
يختم بقوله أن المرء لابد أن يتخيل أن سيزيف سعيد مسرور.تماما كما أن
النضال والصراع والكفاح ذاته نحو الأعالى و المرتفعات كاف وكفيل بملأ فؤاد
الإنسان.
يتبع
أيزيس و أوزوريس
Isis and Osiris
لا يوجد لدى الفراعنة أكثر من الأساطير التى يخلدون من خلالها كل ما يعز على أنفسهم ويحوز تقديرهم و من ضمن هذه الأساطير (أسطورة إيزيس و أوزوريس) وهذه الأسطورة على الرغم من أنها صراع بين الخير والشر - فى الأساس - إلا أنها أيضا تعد آية من الآيات التى تخلد إحدى قصص الحب و الإخلاص .
والأسطورة تقول إن إيزيس وأوزوريس كانا الهين حقا ولكنهما عاشا بين البشر طويلا حتى تشربا بأفكارهم وتأثرا بعواطفهم أحزانهم و أفراحهم آمالهم ومخاوفهم حتى أصبحا أنصاف بشر يتأثران وينفعلان كالناس سواء بسواء .
والأسطورة تقول إن أوزوريس إله الخير جاء إلى ارض مصر فى صورة رجل طيب اخذ يعلم الناس ما يحتاجونه من أمور دنياهن فى الحقول بينما كانت إيزيس برفقته تقوم بمهامها بين الناس فى البيوت و بين النساء .
فلما مات ملك البلاد اختار الناس أوزوريس ليكون حاكما للبلاد.وبحكم أوزوريس عم البلاد الخير والرخاء إلى أن ظهر أخيه ست وبدأت معه تظهر بعض المصائب و لا يفوت الأسطورة أن تذكر لنا أن ست كان قبيح الخلقة مشروم الشفة حتى تظهر أنيابه منها ولعل هذا يغفر عدم ذكر السبب الأساسي لكره ست لأخيه أوزوريس فدائماً الفشل يكره النجاح و القبح يكره الجمال .
ويحتال ست على أخيه فيعطيه هدية نفيسة عبارة عن عباءة من قماش نفيس جدا يحوز إعجاب الملك الإله ثم يدعوه إلى سهرة فتظهر إيزيس عدم اطمئنانها إلى هذه الدعوة ولكن أوزوريس لم يلتفت إلى أحاسيس زوجته الوفية التى تتراقص أمامها أشباح المكيدة دون دليل واضح . وفى الاحتفال الذى أعده ست لأخيه دارت الكؤوس ومعها الرؤوس ثم عرض ست التابوت الذى كان قد أعده مسبقا و عرضه على الجمع الذى اعجب به وقال انه سيهدى هذا الصندوق- البديع الصنع المزخرف بالنقوش والموشى بالذهب- إلى الشخص الذى يطابق الصندوق مواصفات جسده و بعد أن جرب كل الموجودين فى الاحتفال الصندوق اتضح انه لا يوافق جسد أى منهم أشار ست على أخيه الملك بأن يجرب لعله يفوز بهذا الصندوق الجميل وبعد أن اعرض الملك فى البداية عن الفكرة انصاع لرغبة أخيه وقام من مجلسه ومشى فى خطوات ثابتة إلى التابوت وهولا يلحظ هذا الشرر الذى يخرج من عينى أخيه. وما أن جلس أوزوريس فى التابوت
وقبل أن يظهر الحاضرون عجبهم من المطابقة الشديدة . أخذ ست الغطاء و أغلقه على جسد أخيه واغلق الأقفال وصب عليه الرصاص السائل لأحكام الأقفال .
تقول الأسطورة أن ست قام بمحاولة الاستيلاء على المدينة لكن أوزوريس دافعت عن مدينتها و سلامة شعبها إلى أقصى ما تستطيع لكن الأيام دول تمكن الغادر من دخول المدينة وظن أنه سينال من الملكة لكن التعاويذ التى تعلمتها إيزيس من كبير الآلهة جاء وقتها و عندما دخل ست إلى قصرها كانت تتلو هى إحدى التعاويذ القوية آلتى تحولت بواسطتها إلى طائر صغير استطاع أن يفر من خلال النافذة بينما يقف ست مبهوتاً خائب الأمل .
حينما طارت إيزيس عن القصر لم تكن قد حددت وجهة معينة لتبحث فيها عن زوجها وحبيبها لكنها كانت تهبط من وقت لآخر إلى الأرض تسأل من تستشف فيه أن تجد لديه العون .. ولكن انقضت أيام طويلة ولم تعثر على اثر لجسد الحبيب .
وفيما هي تطير فوق النهر وجدت امرأة بجوار النهر فتجسدت إيزيس و نزلت تسألها عن التابوت فقالت لها المرأة : ـ إن الجنيات قد ظهرن لزوجها و اخبرنه أنهن رأين تابوتا يطفوا على وجه الماء و يشع من حوله النور واخبرنه أن هذا الصندوق يحتوى على جسد الملك أوزوريس ولكن زوجها لم يصدق ذلك لأن الملك موجود فى طيبة
وهنا اغرورقت عينا إيزيس بالدمع و أخبرت المرأة بما حدث وأنها تبحث عن حبيبها ومليكها . الآن عرفت إيزيس أن التابوت مر من هنا و أصبحت تعرف الاتجاه الذى ستمضى فيه وأخذت تطير بالقرب من سطح النهر إلى أن وصلت إلى الدلتا حيث يتفرع هناك النهر إلى فرعين وهنا وجدت إيزيس فى نفس حيرتها السابقة فمع أى فرع تمضى .
فيما هى فى حيرتها وقعت عيناه على مجموعة من الأطفال يلعبون ولكنها لاحظت أن هناك طفلا يبكى فتجسدت فى صورتها البشرية الجميلة ونزلت تسأله عن سبب بكائه وبعد محاولات عديدة أخبرها أنه كان يريد الصندوق الذى كان يسبح على صفحة النهر .
سألته وأين ذهب الصندوق ؟ فأخبرها عن اتجاه مسير الصندوق ودعت إيزيس الطفل الصغير بعدما وعدته بإحضار صندوق جميل يستطيع أن يحمله بدلا من الآخر الذى لم يستطع إخراجه من الماء .
وبعد مسيرة طالت على إيزيس قابلت ( بس) كبير الجنيات فسألته عن الصندوق فقال لها أن الصندوق قد نزل إلى البحر وتقاذفته الأمواج إلى أن مال تحت شجرة من أشجار الحور التى احتوت الصندوق ونما جزعها بسرعة ودارى الصندوق سألته هل سأجد الصندوق هناك فقال لها أن الأمر ليس بهذه البساطة فقد جاء ملك بيبلوس وقطع الشجرة ليضعها عنده فى البهو وهى الآن تحمل سقف به قصر ملك بيبلوس وكافأته إيزيس بأن أجابت له كل طلباته التى أرادها مستخدمة قواها وتعاويذها السحرية
ثم تابعت رحلتها الطويلة فى صبر منقطع المثال وعندما وصلت إلى ببيبلوس قامت بتمريض ابن الملكة حتى تستطيع أن تنال الحظوة لديها و لم تمض أيام ثلاثة حتى كان الطفل يجرى فى أنحاء القصر واتخذت الملكة من إيزيس كبيرة لمربيات القصر ولعل هذا كان من اكبر ما تحملته إيزيس فبعد أن كانت ملكة أصبحت مجرد مربية ولكن كل شئ يهون فى سبيل الحبيب والزوج والملك وقد حاولت أن تصل بهذا الغلام إلى الخلود الأبدي و لكن لهفة أمه و جزعها عليه أفسدت محاولتها.
عندما عاد الملك من رحلته إلى القصر روت له الملكة الكثير . . و الكثير عن أفعال إيزيس الطيبة و أوضحت له أن المرأة ليست سوى ربة من الربات وأنها يجب أن تلقى التكريم اللائق بها وتمضى إلى حال سبيلها .
وتعجب الملك من الأمر فكيف يمكن أن يكرم إلهة من الآلهة أو ربة من الربات .ذهب الملك إلى إيزيس وركع بين يديها وقبل اليد الممدودة إليه وقال لها فى أدب جم أنه يشكرها لتشريفها لهم و اهتمامها بالطفل الصغير وسألها إن كان فى مقدوره أن يقدم لها أية خدمة من الخدمات .طمأنته إيزيس على زوجته و أخبرته أن ميعاد رحيلها قد دنى أنها تطلب منه منة لا تنسى فقال لها الملك : " طلباتك مجابة منذ الآن . . " فقالت إيزيس : " الدعامة الموجودة فى البهو الكبير … إنني أطلبها منك …"
لم يكن الملك يتوقع منها هذا الطلب . لكنه لم يكن ليرفض لها أى طلب مهما كان . انقضى النهار بطوله والعمال فى جد يقومون بخلع الدعامة و إيزيس تقف فى انتظار بكل الشوق و الحب تتابع الموقف فى ترقب شديد فقد طال الانتظار لرؤية الحبيب وبعد أن أتم العمال انتزاع الشجرة من مكانها قامت إيزيس بشق اللحاء فظهر التابوت وبعد القيام بكل مراسم التقديس والإجلال حمل العمال التابوت فوق القارب الذى ستبحر به إيزيس وهكذا انتهت رحلة إيزيس بعد طول عناء بأن وجدت محبوبها فقد كافأها الإله الكبير رع كما تقول الأسطورة و أعاد إليها حبيبها.
وهنا تبدأ مرحلة جديدة من الأسطورة وهى لا تقل أهمية عن المرحلة السابقة فعندما وصل القارب إلى حيث شاء الرب قامت إيزيس بمحاولات عديدة لفتح التابوت وبعد عناء شديد تمكنت من إزالة الرصاص ثم قامت بفتح الأقفال تخيرا رأت جسد الحبيب أمام عينيها إنها الآن تستطيع أن تلمس أوزوريس الحبيب ولكن عليها الآن قبل أن تشبع رغبتها فى لمس محبوبها أن ترجع إلى التعاويذ لتعرف ما يجب عليها أن تفعله و بالفعل قامت بذلك و على الرغم من إنها لم تكن فى حاجة حقيقة لمذاكرة التعاويذ أو مراجعتها إلا أنها رأت أن تفعل ذلك فهو أوزوريس الذى تحاول إنقاذه و لذا فهى لا تقبل أن يكون هناك أى احتمال للسهو أو الخطأ
بدأت إيزيس فى تلاوت التعاويذ والأدعية وألحت على الإله و أعادت مرات ومرات بل وقامت بترتيل أقوى التعاويذ و هى التعويذة القادرة على إعادة الحياة و بالفعل استجاب الإله لدعواتها وعادت الروح إلى الحبيب الذى طال انتظاره و سعدت إيزيس بحبيبها أوزوريس وعاشا فى هناء لا يعرف مثيله إلا من حرم من محبوبه حرمانا حقيقيا ثم رد إليه ولكن هل تقف الأسطورة عند هذا الحد.
تقول الأسطورة أن الحبيبين عاشا فى هناء لعامين أو أكثر أنجبت خلالهما الابن الجميل حورس الذي شب على عين أبيه يعلمه كل ما يعلم على صغر سنه صيد الأسماك واستخدام الشباك والحراب والأسهم .
وكان أوزوريس لا يغيب عن أسرته السعيدة إلا فى الضرورة القصوى للبحث عن الصيد وسعى وراء الطعام للام والطفل الصغير وتحملت إيزيس ضيق العيش مع الحبي أوزوريس وعاشت فى كوخ صغير ليس فيه من متع العيش إلا القليل جدا بل أحيانا كان لا يحتوى على شئ من مصادر الإسعاد غير وجود محبوبها و صغيرها كانت تقبل أى شئ إلا أن يغيب عنها حبيبها و لكنها قبلت ذلك عندما اخذ الحبيب فى الخروج للبحث عن الصيد على ألا يتأخر اكثر من يوم وذات مرة حرج الحبيب للصيد وتأخر و طال الانتظار ولم يعد وعندها شعرت إيزيس أنها لن ترى حبيبها ثانية .
عند ذلك ذهبت إلى القارب الذى حضرت به إلى هذا المكان النائي هى وحبيبها منذ سنوات و يا لهول ما رأت انه الشرير ست و قد جلس فى القارب و أخذ يعده للرحيل وعندما رآها أخبرها أنه سيأخذها هى والصغير إلى طيبة وعندما سألته عن الحبيب أخبرها بكل البرود انه استطاع أن يقتله و يقطع جسده إلى أجزاء و يودع كل جزأ فى طرف من أطراف البلاد حتى لا تستطيع أن تقوم بإعادة الحياة إليه بواسطة التراتيل والرقى .
حزنت إيزيس أشد الحزن على المفقود ولم تعر ست الشرير أى انتباه حتى عندما عرض عليها ملك طيبة وأنه يريد أن يجعلها ملكة مرة أخرى ثارت عليه وقالت أنها لا تأبه بكل عروش الدنيا و أنها تستطيع أن تدمره و لكنه سخر منها ثانية و أخبرها أنه أتخذ كل احتياطاته حتى لا يؤثر فيه سحرها و فاجأها بالكثير من أعوانه الذين غلبوها على أمرها و وضعوها فى القارب و بدؤوا رحلة العودة إلى طيبة حيث قام بإيداعها أحد القصور الخاصة و أوصى بأن يظلوا بهذا المكان ولا يسمح لهم بالخروج منه. وبعد طول الحبس وكثرة التوسل لرع كبير الآلهة أخيرا استجاب لها وأرسل لها توت اله المعرفة الذى عاونها على الخروج من الحبس الذى وضعها فيه ست وقد وعدها توت أكثر الآلهة حكمة بأنها لابد ستجد جسد أوزوريس و ستتمكن من أعادته إلى الحياة وبعد أن تركها وجدت معها سبعة عقارب أسفل قدميها وبدأت إيزيس رحلة جديدة من البحث و كانت كلما تذكرت أن ست الشرير سيطاردها عندما يكتشف هروبها يدفعها ذلك إلى الإسراع والجد فى المسير إلى أن أخبرتها العقارب السبعة بأنه يجب عليها أن تقيم فى هذه المدينة إلى أن يقضى رع أمره .
و عندما وصلت إلى مدينة تب دخلت إلى قصر الأمير ولكن زوجة الأمير طردتها لأنها خافت من العقارب و خرجت إيزيس إلى القرية وعانت الكثير حتى وجدت من يقبل استضافتها خاصة بعد أن طردتها الأميرة وحتى عندما وجدت امرأة آوتها قامت الأميرة لطردهما وهنا كان لابد لإيزيس أن تستخدم قواها لإجبار الأميرة على أن تقبلها ولعلها لم تصل إلى الفكرة قبل أن يذب العقارب السبعة وقاموا بلدغ الطفل ابن الأميرة وهنا هرعت إيزيس لإنقاذ الطفل وبعد تراتيل عديدة تمكنت إيزيس من إنقاذ الطفل وقد دفع هذا الأميرة إلى التراجع عن قرارها المتعسف لطرد المرأة و طرد إيزيس أيضا و بعد هذا كانت هناك مفاجأة كبيرة تنتظر إيزيس حيث قام الخبيث ست بإرسال أحد العقارب الشريرة فقام بلدغ الصغير حورس الذى لم يستطع مقاومة السم وعندما جاءت إيزيس كان الأوان قد فات ولم يعد فى إمكان أحد إنقاذه الصغير.
والآن إيزيس تبكى ويقطع أنينها صمت الليل الآن قام ست بقتل زوجها الحبيب أوزوريس وتشريدها فى الأرض وقام أخيرا بسلب طفلها الوحيد وصرخت فى لوعة "أعده إلى ثانية أيها الإله رع …أنت يا من تملك مفاتيح الحياة و الموت استمع لصلاتى و لا تدع ولدى الوحيد يؤخذ منى على هذا النحو… "
وأخيرا أجابها توت اله المعرفة وأخبرها أن الصغير حورس لن يلحق به أذى و أخذ توت يتلو كلمات السحر التى تكمن فيها القوة وعندئذ بدأت الحياة تدب ثانية فى الطفل . وقفزت إيزيس إلى مهد الطفل و ضمته إليها ثم تذكرت أنها لم تؤد فروض الشكر إلى ذلك الذى استجاب لصلاتها فاستدارت إليه لتشكره و لكن توت قد انصرف دون انتظار الشكر كعادته .
آن الأوان لتبدأ إيزيس رحلة البحث من جد يدعن جسد أوزوريس ولكن هنا مظهر آخر من مظاهر الوفاء فعلى إيزيس أن تجد مكانا لأبنها و ابن حبيبها قبل أن تذهب للبحث و بالفعل تركته عند الكاهنة التى تعيش فى الجزيرة المسحورة واستأنفت هى رحلة البحث وبعد طول عناء أخيرا وجدت رأس حبيبها وتبع ذلك تجميع باقى أجزاء الجسد إلى بعضها البعض وقامت إيزيس بتلاوة التعاويذ وتم للمرة الثانية هذا العمل فى جو من الرهبة الحزينة والجلال الرهيب وقد تعاون حب المرأة مع فضيلة الربة وقوتها وتكلل هذا كله بالرقى و التعاويذ فعاد أوزوريس مرة أخرى إلى الحياة .
و الأسطورة لا تقف عند هذا الحد بل إنها لا تكتمل إلا بانتصار حورس وانتقامه لأبيه و أمه واستعادته للملك بل وقتل ست الشرير.
يتبع
أيزيس و أوزوريس
Isis and Osiris
لا يوجد لدى الفراعنة أكثر من الأساطير التى يخلدون من خلالها كل ما يعز على أنفسهم ويحوز تقديرهم و من ضمن هذه الأساطير (أسطورة إيزيس و أوزوريس) وهذه الأسطورة على الرغم من أنها صراع بين الخير والشر - فى الأساس - إلا أنها أيضا تعد آية من الآيات التى تخلد إحدى قصص الحب و الإخلاص .
والأسطورة تقول إن إيزيس وأوزوريس كانا الهين حقا ولكنهما عاشا بين البشر طويلا حتى تشربا بأفكارهم وتأثرا بعواطفهم أحزانهم و أفراحهم آمالهم ومخاوفهم حتى أصبحا أنصاف بشر يتأثران وينفعلان كالناس سواء بسواء .
والأسطورة تقول إن أوزوريس إله الخير جاء إلى ارض مصر فى صورة رجل طيب اخذ يعلم الناس ما يحتاجونه من أمور دنياهن فى الحقول بينما كانت إيزيس برفقته تقوم بمهامها بين الناس فى البيوت و بين النساء .
فلما مات ملك البلاد اختار الناس أوزوريس ليكون حاكما للبلاد.وبحكم أوزوريس عم البلاد الخير والرخاء إلى أن ظهر أخيه ست وبدأت معه تظهر بعض المصائب و لا يفوت الأسطورة أن تذكر لنا أن ست كان قبيح الخلقة مشروم الشفة حتى تظهر أنيابه منها ولعل هذا يغفر عدم ذكر السبب الأساسي لكره ست لأخيه أوزوريس فدائماً الفشل يكره النجاح و القبح يكره الجمال .
ويحتال ست على أخيه فيعطيه هدية نفيسة عبارة عن عباءة من قماش نفيس جدا يحوز إعجاب الملك الإله ثم يدعوه إلى سهرة فتظهر إيزيس عدم اطمئنانها إلى هذه الدعوة ولكن أوزوريس لم يلتفت إلى أحاسيس زوجته الوفية التى تتراقص أمامها أشباح المكيدة دون دليل واضح . وفى الاحتفال الذى أعده ست لأخيه دارت الكؤوس ومعها الرؤوس ثم عرض ست التابوت الذى كان قد أعده مسبقا و عرضه على الجمع الذى اعجب به وقال انه سيهدى هذا الصندوق- البديع الصنع المزخرف بالنقوش والموشى بالذهب- إلى الشخص الذى يطابق الصندوق مواصفات جسده و بعد أن جرب كل الموجودين فى الاحتفال الصندوق اتضح انه لا يوافق جسد أى منهم أشار ست على أخيه الملك بأن يجرب لعله يفوز بهذا الصندوق الجميل وبعد أن اعرض الملك فى البداية عن الفكرة انصاع لرغبة أخيه وقام من مجلسه ومشى فى خطوات ثابتة إلى التابوت وهولا يلحظ هذا الشرر الذى يخرج من عينى أخيه. وما أن جلس أوزوريس فى التابوت
وقبل أن يظهر الحاضرون عجبهم من المطابقة الشديدة . أخذ ست الغطاء و أغلقه على جسد أخيه واغلق الأقفال وصب عليه الرصاص السائل لأحكام الأقفال .
تقول الأسطورة أن ست قام بمحاولة الاستيلاء على المدينة لكن أوزوريس دافعت عن مدينتها و سلامة شعبها إلى أقصى ما تستطيع لكن الأيام دول تمكن الغادر من دخول المدينة وظن أنه سينال من الملكة لكن التعاويذ التى تعلمتها إيزيس من كبير الآلهة جاء وقتها و عندما دخل ست إلى قصرها كانت تتلو هى إحدى التعاويذ القوية آلتى تحولت بواسطتها إلى طائر صغير استطاع أن يفر من خلال النافذة بينما يقف ست مبهوتاً خائب الأمل .
حينما طارت إيزيس عن القصر لم تكن قد حددت وجهة معينة لتبحث فيها عن زوجها وحبيبها لكنها كانت تهبط من وقت لآخر إلى الأرض تسأل من تستشف فيه أن تجد لديه العون .. ولكن انقضت أيام طويلة ولم تعثر على اثر لجسد الحبيب .
وفيما هي تطير فوق النهر وجدت امرأة بجوار النهر فتجسدت إيزيس و نزلت تسألها عن التابوت فقالت لها المرأة : ـ إن الجنيات قد ظهرن لزوجها و اخبرنه أنهن رأين تابوتا يطفوا على وجه الماء و يشع من حوله النور واخبرنه أن هذا الصندوق يحتوى على جسد الملك أوزوريس ولكن زوجها لم يصدق ذلك لأن الملك موجود فى طيبة
وهنا اغرورقت عينا إيزيس بالدمع و أخبرت المرأة بما حدث وأنها تبحث عن حبيبها ومليكها . الآن عرفت إيزيس أن التابوت مر من هنا و أصبحت تعرف الاتجاه الذى ستمضى فيه وأخذت تطير بالقرب من سطح النهر إلى أن وصلت إلى الدلتا حيث يتفرع هناك النهر إلى فرعين وهنا وجدت إيزيس فى نفس حيرتها السابقة فمع أى فرع تمضى .
فيما هى فى حيرتها وقعت عيناه على مجموعة من الأطفال يلعبون ولكنها لاحظت أن هناك طفلا يبكى فتجسدت فى صورتها البشرية الجميلة ونزلت تسأله عن سبب بكائه وبعد محاولات عديدة أخبرها أنه كان يريد الصندوق الذى كان يسبح على صفحة النهر .
سألته وأين ذهب الصندوق ؟ فأخبرها عن اتجاه مسير الصندوق ودعت إيزيس الطفل الصغير بعدما وعدته بإحضار صندوق جميل يستطيع أن يحمله بدلا من الآخر الذى لم يستطع إخراجه من الماء .
وبعد مسيرة طالت على إيزيس قابلت ( بس) كبير الجنيات فسألته عن الصندوق فقال لها أن الصندوق قد نزل إلى البحر وتقاذفته الأمواج إلى أن مال تحت شجرة من أشجار الحور التى احتوت الصندوق ونما جزعها بسرعة ودارى الصندوق سألته هل سأجد الصندوق هناك فقال لها أن الأمر ليس بهذه البساطة فقد جاء ملك بيبلوس وقطع الشجرة ليضعها عنده فى البهو وهى الآن تحمل سقف به قصر ملك بيبلوس وكافأته إيزيس بأن أجابت له كل طلباته التى أرادها مستخدمة قواها وتعاويذها السحرية
ثم تابعت رحلتها الطويلة فى صبر منقطع المثال وعندما وصلت إلى ببيبلوس قامت بتمريض ابن الملكة حتى تستطيع أن تنال الحظوة لديها و لم تمض أيام ثلاثة حتى كان الطفل يجرى فى أنحاء القصر واتخذت الملكة من إيزيس كبيرة لمربيات القصر ولعل هذا كان من اكبر ما تحملته إيزيس فبعد أن كانت ملكة أصبحت مجرد مربية ولكن كل شئ يهون فى سبيل الحبيب والزوج والملك وقد حاولت أن تصل بهذا الغلام إلى الخلود الأبدي و لكن لهفة أمه و جزعها عليه أفسدت محاولتها.
عندما عاد الملك من رحلته إلى القصر روت له الملكة الكثير . . و الكثير عن أفعال إيزيس الطيبة و أوضحت له أن المرأة ليست سوى ربة من الربات وأنها يجب أن تلقى التكريم اللائق بها وتمضى إلى حال سبيلها .
وتعجب الملك من الأمر فكيف يمكن أن يكرم إلهة من الآلهة أو ربة من الربات .ذهب الملك إلى إيزيس وركع بين يديها وقبل اليد الممدودة إليه وقال لها فى أدب جم أنه يشكرها لتشريفها لهم و اهتمامها بالطفل الصغير وسألها إن كان فى مقدوره أن يقدم لها أية خدمة من الخدمات .طمأنته إيزيس على زوجته و أخبرته أن ميعاد رحيلها قد دنى أنها تطلب منه منة لا تنسى فقال لها الملك : " طلباتك مجابة منذ الآن . . " فقالت إيزيس : " الدعامة الموجودة فى البهو الكبير … إنني أطلبها منك …"
لم يكن الملك يتوقع منها هذا الطلب . لكنه لم يكن ليرفض لها أى طلب مهما كان . انقضى النهار بطوله والعمال فى جد يقومون بخلع الدعامة و إيزيس تقف فى انتظار بكل الشوق و الحب تتابع الموقف فى ترقب شديد فقد طال الانتظار لرؤية الحبيب وبعد أن أتم العمال انتزاع الشجرة من مكانها قامت إيزيس بشق اللحاء فظهر التابوت وبعد القيام بكل مراسم التقديس والإجلال حمل العمال التابوت فوق القارب الذى ستبحر به إيزيس وهكذا انتهت رحلة إيزيس بعد طول عناء بأن وجدت محبوبها فقد كافأها الإله الكبير رع كما تقول الأسطورة و أعاد إليها حبيبها.
وهنا تبدأ مرحلة جديدة من الأسطورة وهى لا تقل أهمية عن المرحلة السابقة فعندما وصل القارب إلى حيث شاء الرب قامت إيزيس بمحاولات عديدة لفتح التابوت وبعد عناء شديد تمكنت من إزالة الرصاص ثم قامت بفتح الأقفال تخيرا رأت جسد الحبيب أمام عينيها إنها الآن تستطيع أن تلمس أوزوريس الحبيب ولكن عليها الآن قبل أن تشبع رغبتها فى لمس محبوبها أن ترجع إلى التعاويذ لتعرف ما يجب عليها أن تفعله و بالفعل قامت بذلك و على الرغم من إنها لم تكن فى حاجة حقيقة لمذاكرة التعاويذ أو مراجعتها إلا أنها رأت أن تفعل ذلك فهو أوزوريس الذى تحاول إنقاذه و لذا فهى لا تقبل أن يكون هناك أى احتمال للسهو أو الخطأ
بدأت إيزيس فى تلاوت التعاويذ والأدعية وألحت على الإله و أعادت مرات ومرات بل وقامت بترتيل أقوى التعاويذ و هى التعويذة القادرة على إعادة الحياة و بالفعل استجاب الإله لدعواتها وعادت الروح إلى الحبيب الذى طال انتظاره و سعدت إيزيس بحبيبها أوزوريس وعاشا فى هناء لا يعرف مثيله إلا من حرم من محبوبه حرمانا حقيقيا ثم رد إليه ولكن هل تقف الأسطورة عند هذا الحد.
تقول الأسطورة أن الحبيبين عاشا فى هناء لعامين أو أكثر أنجبت خلالهما الابن الجميل حورس الذي شب على عين أبيه يعلمه كل ما يعلم على صغر سنه صيد الأسماك واستخدام الشباك والحراب والأسهم .
وكان أوزوريس لا يغيب عن أسرته السعيدة إلا فى الضرورة القصوى للبحث عن الصيد وسعى وراء الطعام للام والطفل الصغير وتحملت إيزيس ضيق العيش مع الحبي أوزوريس وعاشت فى كوخ صغير ليس فيه من متع العيش إلا القليل جدا بل أحيانا كان لا يحتوى على شئ من مصادر الإسعاد غير وجود محبوبها و صغيرها كانت تقبل أى شئ إلا أن يغيب عنها حبيبها و لكنها قبلت ذلك عندما اخذ الحبيب فى الخروج للبحث عن الصيد على ألا يتأخر اكثر من يوم وذات مرة حرج الحبيب للصيد وتأخر و طال الانتظار ولم يعد وعندها شعرت إيزيس أنها لن ترى حبيبها ثانية .
عند ذلك ذهبت إلى القارب الذى حضرت به إلى هذا المكان النائي هى وحبيبها منذ سنوات و يا لهول ما رأت انه الشرير ست و قد جلس فى القارب و أخذ يعده للرحيل وعندما رآها أخبرها أنه سيأخذها هى والصغير إلى طيبة وعندما سألته عن الحبيب أخبرها بكل البرود انه استطاع أن يقتله و يقطع جسده إلى أجزاء و يودع كل جزأ فى طرف من أطراف البلاد حتى لا تستطيع أن تقوم بإعادة الحياة إليه بواسطة التراتيل والرقى .
حزنت إيزيس أشد الحزن على المفقود ولم تعر ست الشرير أى انتباه حتى عندما عرض عليها ملك طيبة وأنه يريد أن يجعلها ملكة مرة أخرى ثارت عليه وقالت أنها لا تأبه بكل عروش الدنيا و أنها تستطيع أن تدمره و لكنه سخر منها ثانية و أخبرها أنه أتخذ كل احتياطاته حتى لا يؤثر فيه سحرها و فاجأها بالكثير من أعوانه الذين غلبوها على أمرها و وضعوها فى القارب و بدؤوا رحلة العودة إلى طيبة حيث قام بإيداعها أحد القصور الخاصة و أوصى بأن يظلوا بهذا المكان ولا يسمح لهم بالخروج منه. وبعد طول الحبس وكثرة التوسل لرع كبير الآلهة أخيرا استجاب لها وأرسل لها توت اله المعرفة الذى عاونها على الخروج من الحبس الذى وضعها فيه ست وقد وعدها توت أكثر الآلهة حكمة بأنها لابد ستجد جسد أوزوريس و ستتمكن من أعادته إلى الحياة وبعد أن تركها وجدت معها سبعة عقارب أسفل قدميها وبدأت إيزيس رحلة جديدة من البحث و كانت كلما تذكرت أن ست الشرير سيطاردها عندما يكتشف هروبها يدفعها ذلك إلى الإسراع والجد فى المسير إلى أن أخبرتها العقارب السبعة بأنه يجب عليها أن تقيم فى هذه المدينة إلى أن يقضى رع أمره .
و عندما وصلت إلى مدينة تب دخلت إلى قصر الأمير ولكن زوجة الأمير طردتها لأنها خافت من العقارب و خرجت إيزيس إلى القرية وعانت الكثير حتى وجدت من يقبل استضافتها خاصة بعد أن طردتها الأميرة وحتى عندما وجدت امرأة آوتها قامت الأميرة لطردهما وهنا كان لابد لإيزيس أن تستخدم قواها لإجبار الأميرة على أن تقبلها ولعلها لم تصل إلى الفكرة قبل أن يذب العقارب السبعة وقاموا بلدغ الطفل ابن الأميرة وهنا هرعت إيزيس لإنقاذ الطفل وبعد تراتيل عديدة تمكنت إيزيس من إنقاذ الطفل وقد دفع هذا الأميرة إلى التراجع عن قرارها المتعسف لطرد المرأة و طرد إيزيس أيضا و بعد هذا كانت هناك مفاجأة كبيرة تنتظر إيزيس حيث قام الخبيث ست بإرسال أحد العقارب الشريرة فقام بلدغ الصغير حورس الذى لم يستطع مقاومة السم وعندما جاءت إيزيس كان الأوان قد فات ولم يعد فى إمكان أحد إنقاذه الصغير.
والآن إيزيس تبكى ويقطع أنينها صمت الليل الآن قام ست بقتل زوجها الحبيب أوزوريس وتشريدها فى الأرض وقام أخيرا بسلب طفلها الوحيد وصرخت فى لوعة "أعده إلى ثانية أيها الإله رع …أنت يا من تملك مفاتيح الحياة و الموت استمع لصلاتى و لا تدع ولدى الوحيد يؤخذ منى على هذا النحو… "
وأخيرا أجابها توت اله المعرفة وأخبرها أن الصغير حورس لن يلحق به أذى و أخذ توت يتلو كلمات السحر التى تكمن فيها القوة وعندئذ بدأت الحياة تدب ثانية فى الطفل . وقفزت إيزيس إلى مهد الطفل و ضمته إليها ثم تذكرت أنها لم تؤد فروض الشكر إلى ذلك الذى استجاب لصلاتها فاستدارت إليه لتشكره و لكن توت قد انصرف دون انتظار الشكر كعادته .
آن الأوان لتبدأ إيزيس رحلة البحث من جد يدعن جسد أوزوريس ولكن هنا مظهر آخر من مظاهر الوفاء فعلى إيزيس أن تجد مكانا لأبنها و ابن حبيبها قبل أن تذهب للبحث و بالفعل تركته عند الكاهنة التى تعيش فى الجزيرة المسحورة واستأنفت هى رحلة البحث وبعد طول عناء أخيرا وجدت رأس حبيبها وتبع ذلك تجميع باقى أجزاء الجسد إلى بعضها البعض وقامت إيزيس بتلاوة التعاويذ وتم للمرة الثانية هذا العمل فى جو من الرهبة الحزينة والجلال الرهيب وقد تعاون حب المرأة مع فضيلة الربة وقوتها وتكلل هذا كله بالرقى و التعاويذ فعاد أوزوريس مرة أخرى إلى الحياة .
و الأسطورة لا تقف عند هذا الحد بل إنها لا تكتمل إلا بانتصار حورس وانتقامه لأبيه و أمه واستعادته للملك بل وقتل ست الشرير.
يتبع
اخيل
الاسطورة
حسب
الأسطورة، كان أخيل ابنا لـ"بيلوس"، ملك ميرميدون، أمه "ثيتس" كانت من
الحوريات. وحسب الكتابات الإغريقية القديمة، وحتى يصبح من الخالدين (غير
الهالكين)، قامت أمه بغمره في مياه نهر سيتكس، إلا أنها وحين غمرته كانت
ممسكة بعقبه من الوتر، فكان هذا المكان الوحيد في جسمه الذي لم يغمره
الماء، وأصبح ذلك نقطة ضعفه. تنبأ أحد العرافين للملك وزوجته أن ابنهما
سيقتل في معركة طروادة. حاول بيلوس وزوجته أن يخفيا أخيل، ألبساه ثياب
الفتيات، ثم أرسلاه إلى لوكوميدس، ملك جزيرة سيكاروس، ليعيش معه في قصره
كإحدى بناته.
قامت الحرب بين أهل طروادة والإغريق، وفشل الإغريق أول
الأمر في أخذ المدينة، ولما علموا بأن أخيل هو الذي سيحقق لهم النصر حسب
نبوءة أحد الكهنة، قاموا بالبحث عنه حتى وجدوه. واستطاع الداهية أوديسيوس
أن يعثر على أخيل وعرض عليه الأسلحة والخيول فتحرك نفس أخيل لها، وانضم إلى
جيش الإغريق.
استطاع أخيل أن يحقق انتصارات باهرة لجيش أجاممنون
طوال تسع سنوات من الحرب الضروس. بعد إحدى المعارك، وضع أجاممنون يده على
كريسيس بنت ملك طروادة، ورفض أن يعيدها لوالدها. احتدم الخلاف بينه وبين
أخيل، قام أخيل باعتزال الحرب، ثم بدأت الهزائم تتوالى على جيش الإغريق.
عندما
رأى باتروكس (صديق أخيل) هزائم قومه، حاول أن يدفع أخيل للقتال مرة أخرى،
ولكن أخيل رفض ذلك، فطلب باتركلس من صديقه أن يعطيه سلاحه ومركبته حتى يرعب
بها الأعداء فوافق أخيل على ذلك. وفي المعركة قام هيكتور ابن ملك طروادة
بقتل باتروكس ظانا أنه قتل أخيل نفسه. ولما علم أخيل بقتل أعز أصدقائه صمم
على الإنتقام من هيكتور.
استطاع أن يلحق الهزيمة بالطرواديين وأن
يقتل هيكتور، إلا أنه وفي النهاية قام باريس أخو هيكتور بتصويب سهمه نحو
وتر أخيل فمزقه فسقط أرضا، ثم تمكن باريس من أن يجهز عليه وترك أخيل آية.
يستعمل
لفظ وتر أخيل في الثقافة والآداب الأوروبية للكناية عن نقطة الضعف في
الشخص المعين، فإذا ضرب أو قطع وتر أخيل، فقد أصيب ذلك الشخص في أضعف نقطة
من جسده.
يتبع
انليل
إنليل، او لي، او إلّيل، هو أحد أهم الآلهة في الميثولوجيا السومرية و الأكادية.
يقسّم
اسم إنليل في اللغة السومرية إلى اللفظين إن و ليل، أي إله الهواء، في
البداية، كان إنليل اله النسيم، هواء الربيع، وهي الفترة التي تعود فيها
مواسم المزروعات في الريف، ويمكن لإنليل ان يكون قاسياً وشديد العقاب،
ليتشكل على شكل أعاصير مثلاً، وهي الصورة الأعم في ذهن السومريين حيث كان
إنليل يد الاله آتو القاسية، ومنبع العذاب في الدنيا، أي ان حضارة بلاد
الرافدين صورته على انه جهاز القسوة والبطش الالهي،و يذكر بأن انليل كان
اله النفس والفضاء ايضاً.
بعض الباحثين يرفض فكرة أن يكون اسم انليل
سومرياً، ويرجعه إلى شعوب اقدم اورثت هذا الاسم للسومريين، وهذا ما يعتبر
صعب التأكيد او النفي لغياب المدلولات التاريخية لما قبل السومرية.
ولد
انليل من تنهيدة اله الجنة آن، وإلهة الأرض كي، بعد ممارستهما للجنس،
وعندما كان إلهاً شابا، طُرد انليل من ديلمون، بيت الآلهة، إلى العالم
السفلي، بعد ان اغتصب فتاةً صغير اسمها نينليل، نينليل تبعته إلى العالم
السفلي حيث وضعت مولودها الأول، اله القمر سين او نانار (في السومرية سوين)
وبعد ان اصبح اباً لثلاث شخصيات خارقة في العالم السفلي، سمح لإنليل
بالعودة إلى ديلمون.
إنليل هو الذي امر بطلب من ابنه الاله انكي
ابناه لهار و اشنان بان يسكنا الارض، وبنى لهما أول حظيرة واول بيت، وقدم
لهما العلف والعشب والمحراث والنير، وهو الذي صنع قالباً استخدمته الآلهة
لصنع الانسان، كما أن المعول الذي استخدمه البشر في العمران وفي الزراعة
كانت هبة من الاله انليل ايضاً. كما يقال بان مدينة نيبور او نفَّر هي
صنيعة الاله انليل نفسه، وفيها سكن وتلقى هدايا من ابنه انكي.
رقم
انليل هو الخمسون، ويرمز اليه بالتاج الثلاثي وبلوحات المصير، وهو والد اله
القمر نانار، ووالد آلهة مدينة نيبور، نينورتا، وأحياناً يرجع اله بأبوة
نرجال الهة الحبوب، وبابلساغ الذي يعادل نينورتا، ويظن احياناً انه والد
نامتار من زواجه بإرشكيغال (رديفة عشتار).
في ملحمة جلجامش، كان
انليل قد استشاط غضبا من جلجامش وأنكيدو بعد قتلهما لحارس غابة الأرز،
والتي كانت برعاية إنليل نفسه الذي عين هذا الحارس عليها، وحين قاموا بقتل
ثور الجنة الذي ارسل لعقابهما، اصر إنليل على موت إنكيدو على الاقل عقاباً.
وعن
الطوفان، تذكر الرواية أن الأرض كانت قد امتلأت بالبشر وضجت بهم، مما ازعج
الآلهة ومنعها من النوم فقام إنليل بإعلان النية بالتخلص من البشر ودعمته
الآلهة، وقام بسكب المطر على العالم حتى فاض بالبشر الا ان جلجامش كان قد
بنى فلكاً ونجا به مع عائلته ومختارات من كل جنسٍ حي، وبعد الطوفان وعتاب
بعض المخلوقات العظيمة لإنليل على عمله، قام بمباركة جلجامش وأمره بالسكن
قرب مجرى الأنهار وبارك له المواسم والزرع.
ي
يتبع
بروميثيوس صديق الإنسان
تعد
قصة بروميثيوس واحدة من أهم القصص في الميثولوجيا الغربية إن لم تكن أهمها
على الإطلاق ، وهذه القصة ترمز لمضامين ودلالات هائلة في الفكر و التاريخ
الغربي ...
وجد البشر الأوائل أنفسهم على هذه الأرض محاطين بكم كبير
من الظواهر الطبيعية الغامضة والمخيفة في كثير من الأحيان ، ونظرا لعجزهم
عن فهم أو تفسير الكثير من هذه الظواهر قاموا بنسبة كل ما جهلوه إلى القوى
فوق الطبيعية، أو الآلهة ... فاعتبر اليونانيون القدماء صوت الرعد مثلا "
عراكا بين الآلهة " ... وفسروا طلوع الشمس كل يوم وغروبها بأنها تجر من قبل
آلهة كل يوم ... وهكذا كان كان حال كل البشر ...
ونظرا لعنف
الطبيعة وعشوائيتها ضدهم ، فقد ولد هذا نوعا من الحدة أو العداء والخوف من
تلك الآلهة التي ترسل الموت والمصائب كثيرا ، وترسل أحيانا الخير والبركة ،
فسعوا إلى إرضاء تلك الآلهة المتجبرة بشتى الوسائل من العبادة والقرابين
...
تجسد قصة بروميثيوس Prometheus من الميثولوجيا اليونانية هذه العلاقة بين البشر وآلهتهم أفضل تمثيل ...
اعتقد
اليونانيون قديما بوجود عائلتين من الآلهة هما عائلة الآلهة الأوليمبية
التي كان كبيرها هو زيوس ، والعائلة التي كانت قبلها وهي عائلة التيتان
Titans ...
كان التيتان جميعا محكومين من قبل زيوس وعائلته بعد حرب انتصر فيها زيوس وأقاربه على التيتان ...
كلف
زيوس اثنين من التيتان هما بروميثيوس و أخوه ابيمثيوس Prometheus and
Epimetheus بخلق البشر وتزويدهم هم وجميع حيوانات الأرض بمتطلبات الحياة
التي تمكنهم من البقاء ...
وقام ابيميثيوس بناءعلى هذا بتزويد
الحيوانات بالقوة والشجاعة والسرعة والتحمل ، وزودها بالريش والفرو والصوف
وغيرها من وسائل الحماية ...
ولكن عندما وصل إلى خلق الإنسان
تنبه إلى أنه و بسبب تهوره قد استنفد جميع موارده ولم يعد لديه ما يمكن أن
يقدمه ... ومن هنا جاء اسمه الذي يعني : "الفكرة التالية" ...
فاضطر ابيميثيوس إلى طلب المساعدة من أخيه برميثيوس "الفكرة المقدمة" الذي أخذ على عاتقه خلق الإنسان ...
والذي
حصل أن بروميثيوس قد بالغ جدا في الإنعام على الإنسان وتكريمه ، فأعطاه
القدرة على المشي منتصبا على رجلين كالآلهة ... وهو ما لم يحصل عليه حيوان
آخر من قبل ...
ثم قام بروميثيوس بعمل في منتهى الجرأة ، حيث قام
بسرقة النار ، التي تعني النور والمعرفة والدفء ، قام بسرقتها من الآلهة
وإعطائها للبشر ... مما زاد في سخط زيوس عليه أكثر ...
وأخيرا قام بروميثيوس بخداع زيوس ، حيث أحضر ثورا وذبحه ، ووضع لحمه وجميع ما يؤكل منه في كومة غطاها بالأحشاء والمصارين ...
ووضع العظام في كومة أخرى وغطاها بالدهن ....
ثم خير بروميثيوس زيوس بين الكومتين ، فاختار زيوس الثانية ، و اشتد سخطه حينما علم أن كومته تحوي العظم ...
ومن يومها صارت سنة أن القرابين للآلهة تحوي العظم والدهن ، بينما اللحم هو للبشر ليأكلوه ...
وجزاء
لبروميثيوس وتجاوزاته ، عاقبه زيوس بأن قيده بالسلاسل إلى صخرة كبيرة في
القوقاز ... وسلط عليه نسرا جارحا ينهش كبده كل يوم ... ثم ينمو الكبد
مجددا في الليل ...
هذه هي قصة بروميثيوس صديق الإنسان ...
يتبع
هيــــــــــــرا ... ملكة الأوليمبوس
هيــــــــــــــرا
وتسمى جونو عند الرومان
وهى فى الأصل شقيقة زيوس التى كان والدها كرونوس قد أبتلعها بعد ولادتها حتى كبر زيوس
فأرغم والده على لفظها وأنقذها بذلك
وردها إلى الوجود
ومن هنا ولد حبها لزيوس
وكانت هيرا أمرأه جميله وقوية الشخصيه
متعاليه وحسوده
سريعة الأنفعال والأنتقام من شدة حبها
تزوجها زيوس لأنه لم يستطع أن ينالها مثل الأخريات
وصارت تجلس إلى جانبه على عرش الأوليمبوس
وكانت هيرا أمرأه جميله وقوية الشخصيه
متعاليه وحسوده
سريعة الأنفعال والأنتقام من شدة حبها
تزوجها زيوس لأنه لم يستطع أن ينالها مثل الأخريات
وصارت تجلس إلى جانبه على عرش الأوليمبوس
كانت تظهر دائما فى ثوب طويل ينسدل حتى قدميها
متوجة بأكليل وفى صحبتها الطاؤوس
وأحيانا البقره والرمانه والصولجان
دائما ما كانت تتصدى لزوجها حين تعلم بخيانته لها
ولم تكن تخضع للصمت أو الغفران
ومن أشهر أساطير هيرا
(( ولادة أيجيتوس أبو المصريين ))
عندما لمح زيوس ذات صباح إيو وهى آيبه من من شاطئ النهر فتصدى لها مغازلا بقوله
(( إنكى لستى أهلا لغير زيوس أيتها العذراء ولسوف يسعد بكى من تكونين له ,,, فحذار أن تمضي إلى الغابة وحدكى فأنى لا آمن عليكى من شر الحيوانات الضاريه ,,, فتعالى نمضي معا فى ظلال تلك الغابات ففى صحبتى تكونين فى رعاية إله ليس كغيره من عامة الآلهه ))
وما أن سمعت إيو كلماته حتى ولت هاربه
غير أنه سرعان ما أرسل السحب فغطت وجه الأرض وإذا بها ظلام حالك
فعجزت إيو عن المضي فى هربها واقعة فريسة لزيوس
غير أن هيرا تطلعت من مكانها فى السماء ودهشت إلى هذه السحب التى أحالت النهار ليلا
فساورتها الظنون
وأخذت تبحث عن زوجها فلم تجده
حتى وقعت عيناها عليه مع إيو
وقد توقع زيوس أن هيرا لابد آآآآآآتيه
فحول إيو إلى بقره جميله
غير أن هيرا لم تنخدع بذلك وأخذت تمتدح جمال تلك البقره وكأنها لا تعلم من الأمر شيئا
وفطن زيوس إلى شكوك هيرا بعد أن أخبرته أنها ستأخذ تلك البقره كهدية من الأرض
ووكل زيوس لها أرجس لحراسة تلك البقره
وكان لأرجس مائة عين
تستريح منها أثنتان على التوالى على أن تبقى باقى العيون فى يقظه
ممتده تلك العيون إلى كل الأماكن
وبذلك ظلت إيو تحت نظره يراها ترعى فى النهار من أوراق الشجر حتى غروب الشمس
حتى جاء يوم
ذهبت فيه إيو إلى النهر فإذا بها ترى صورتها منعكسه على صفحة الماء
فولت هاربه ولم يعد زيوس يطيق إحتمال رؤياها فى ذلك العذاب
فنادى هرميس وأمره أن يقضى على أرجس
وسرعان ما لبى هرميس النداء
إذ ضم قدميه إلى جناحيه وأخذ صولجانه فى يديه
ذلك الصولجان الذى يغرق من يمسه فى نوم عميق
وهبط إلى الأرض فى صورة راعى من الرعاه
وأخذ ينفخ فى مزماره حتى أتت إليه باقى الأغنام
كما لفت إنتباه أرجس محاولا التأثير عليه
حتى يخلد إلى النوم مغمضا كل عيونه
وغالب أرجس النوم على قدر المستطاع
يفتح عيونه ويغمضها متحدثا إلى هرميس فى بعض الأوقات ليفيق
حتى غفااااااااا
فانتظره هرميس حتى استغرق فى نوم عميق
حين مسه بصولجانه السحري
وهنا أستل سيفه المقوس فأطاح برأسه وأظلم نور المائة عين
إلا أن هيرا قد جمعت عيونه مرة أخرى ورصعت بها ريش الطاؤوس طائرها الأثير
كما رصعت ذيله بجملة من الأحجار البراقه
وذهبت لتتصدى أمام غريمتها وهى أشد ماتكون غضبا
ووكلت إليها إحدى ربات الإنتقام وزودت البقره
بمنخاس خفى فى صدرها يدفعها إلى الهروب دائما
حتى ترجاها زيوس متوسلا أن تترفق بعشيقته
وأن لا تخشى من اليوم منه خيانه
فاطمأنت هيرا على ما قطعه الإله على نفسه من وعود
حتى أعادت إيو إلى طبيعتها فى صورتها الأولى
واضعة إبنها إبيافوس
الذى كان من سلالته أيجيتوس
أبو المصريين
ي
هيــــــــــــــرا
وتسمى جونو عند الرومان
وهى فى الأصل شقيقة زيوس التى كان والدها كرونوس قد أبتلعها بعد ولادتها حتى كبر زيوس
فأرغم والده على لفظها وأنقذها بذلك
وردها إلى الوجود
ومن هنا ولد حبها لزيوس
وكانت هيرا أمرأه جميله وقوية الشخصيه
متعاليه وحسوده
سريعة الأنفعال والأنتقام من شدة حبها
تزوجها زيوس لأنه لم يستطع أن ينالها مثل الأخريات
وصارت تجلس إلى جانبه على عرش الأوليمبوس
وكانت هيرا أمرأه جميله وقوية الشخصيه
متعاليه وحسوده
سريعة الأنفعال والأنتقام من شدة حبها
تزوجها زيوس لأنه لم يستطع أن ينالها مثل الأخريات
وصارت تجلس إلى جانبه على عرش الأوليمبوس
كانت تظهر دائما فى ثوب طويل ينسدل حتى قدميها
متوجة بأكليل وفى صحبتها الطاؤوس
وأحيانا البقره والرمانه والصولجان
دائما ما كانت تتصدى لزوجها حين تعلم بخيانته لها
ولم تكن تخضع للصمت أو الغفران
ومن أشهر أساطير هيرا
(( ولادة أيجيتوس أبو المصريين ))
عندما لمح زيوس ذات صباح إيو وهى آيبه من من شاطئ النهر فتصدى لها مغازلا بقوله
(( إنكى لستى أهلا لغير زيوس أيتها العذراء ولسوف يسعد بكى من تكونين له ,,, فحذار أن تمضي إلى الغابة وحدكى فأنى لا آمن عليكى من شر الحيوانات الضاريه ,,, فتعالى نمضي معا فى ظلال تلك الغابات ففى صحبتى تكونين فى رعاية إله ليس كغيره من عامة الآلهه ))
وما أن سمعت إيو كلماته حتى ولت هاربه
غير أنه سرعان ما أرسل السحب فغطت وجه الأرض وإذا بها ظلام حالك
فعجزت إيو عن المضي فى هربها واقعة فريسة لزيوس
غير أن هيرا تطلعت من مكانها فى السماء ودهشت إلى هذه السحب التى أحالت النهار ليلا
فساورتها الظنون
وأخذت تبحث عن زوجها فلم تجده
حتى وقعت عيناها عليه مع إيو
وقد توقع زيوس أن هيرا لابد آآآآآآتيه
فحول إيو إلى بقره جميله
غير أن هيرا لم تنخدع بذلك وأخذت تمتدح جمال تلك البقره وكأنها لا تعلم من الأمر شيئا
وفطن زيوس إلى شكوك هيرا بعد أن أخبرته أنها ستأخذ تلك البقره كهدية من الأرض
ووكل زيوس لها أرجس لحراسة تلك البقره
وكان لأرجس مائة عين
تستريح منها أثنتان على التوالى على أن تبقى باقى العيون فى يقظه
ممتده تلك العيون إلى كل الأماكن
وبذلك ظلت إيو تحت نظره يراها ترعى فى النهار من أوراق الشجر حتى غروب الشمس
حتى جاء يوم
ذهبت فيه إيو إلى النهر فإذا بها ترى صورتها منعكسه على صفحة الماء
فولت هاربه ولم يعد زيوس يطيق إحتمال رؤياها فى ذلك العذاب
فنادى هرميس وأمره أن يقضى على أرجس
وسرعان ما لبى هرميس النداء
إذ ضم قدميه إلى جناحيه وأخذ صولجانه فى يديه
ذلك الصولجان الذى يغرق من يمسه فى نوم عميق
وهبط إلى الأرض فى صورة راعى من الرعاه
وأخذ ينفخ فى مزماره حتى أتت إليه باقى الأغنام
كما لفت إنتباه أرجس محاولا التأثير عليه
حتى يخلد إلى النوم مغمضا كل عيونه
وغالب أرجس النوم على قدر المستطاع
يفتح عيونه ويغمضها متحدثا إلى هرميس فى بعض الأوقات ليفيق
حتى غفااااااااا
فانتظره هرميس حتى استغرق فى نوم عميق
حين مسه بصولجانه السحري
وهنا أستل سيفه المقوس فأطاح برأسه وأظلم نور المائة عين
إلا أن هيرا قد جمعت عيونه مرة أخرى ورصعت بها ريش الطاؤوس طائرها الأثير
كما رصعت ذيله بجملة من الأحجار البراقه
وذهبت لتتصدى أمام غريمتها وهى أشد ماتكون غضبا
ووكلت إليها إحدى ربات الإنتقام وزودت البقره
بمنخاس خفى فى صدرها يدفعها إلى الهروب دائما
حتى ترجاها زيوس متوسلا أن تترفق بعشيقته
وأن لا تخشى من اليوم منه خيانه
فاطمأنت هيرا على ما قطعه الإله على نفسه من وعود
حتى أعادت إيو إلى طبيعتها فى صورتها الأولى
واضعة إبنها إبيافوس
الذى كان من سلالته أيجيتوس
أبو المصريين
ي
يتبع
الإله أنوبيس
ابن آوى هو الحيوان المقدس للرب وبواووت وأنوبيس رب التحنيط.
ابن آوى أو الذئب، وكان يقود المتوفى في العالم الآخر، وأحياناً ما كان يتجسد في شكل حيوان (ابن آوى)، وقد اعتبر إلهاً جنائزياً عظيماً، وكان له معابد كرست لعبادته في مصر الوسطى، في مدينة أطلق عليها الإغريق اسم (كينو بواس) بمعنى : مدينة الكلاب
أنوبيس هو رب التحنيط، كان يتمثل فى هيئة رجل برأس ابن آوى أو ابن آوى أسود اللون، وكان يعتبر كذلك رب الموتى.
فقد كان بالنسبة للمصريين حامى كلا من المومياء والمقبرة. وهو أول محنط، الذي حنط جسد أوزوريس.
أنوبيس Anubis
أنوبيس هو ابن آوى الأسود الحيوان الذي جسد المعبود الذي افترض أنه يحمي الجبانة ؛ وعلى هذا أصبح المعبود الراعي للتحنيط. وكان أنوبيس يصور في المشاهد الجنائزية وهو يرشد المتوفى إلى أوزوريس في ساحة العدالة. وكان المحنطون للجثث يرتدون أقنعة بشكل رأس ابن آوى.
وقد مثله المصريون على هيئة كلب يربض على قاعدة تمثل واجهة المقبرة أو في وضع مزدوج متقابل ومثل كذلك على هيئة إنسان برأس كلب jackals. يعد حامياً وحارساً للجبانة ، وأتخذ كذلك صفة "المحنط" لأنه قام بتحنيط الإله "أوزيريس" وتبعاً لإحدى الأساطير فإن أبوه هو "أوزيريس" وأمه هي "نفتيس"
ولقد صور أنوبيس في أسطورة الولادة الإلهية للفرعون حتشبسوت والفرعون أمنحوتب الثالث،
ولقد صور المعبود الذي برأس ابن آوى، على قطعة الكارتوناج المعروضة، وقد أتى حاملا قرص القمر؛ متمنيا للمتوفى طول البقاء في الحياة الآخرة. وهو يرتدي صدرية ذهبية، ونقبة قصيرة بذيل طويل يتدلى من الأمام، وزوجا من الصنادل. وتتدلى قطعة قماش بيضاء عريضة من الخلف، ملامسة للقدمين.
ابن آوى هو الحيوان المقدس للرب وبواووت وأنوبيس رب التحنيط.
ابن آوى أو الذئب، وكان يقود المتوفى في العالم الآخر، وأحياناً ما كان يتجسد في شكل حيوان (ابن آوى)، وقد اعتبر إلهاً جنائزياً عظيماً، وكان له معابد كرست لعبادته في مصر الوسطى، في مدينة أطلق عليها الإغريق اسم (كينو بواس) بمعنى : مدينة الكلاب
أنوبيس هو رب التحنيط، كان يتمثل فى هيئة رجل برأس ابن آوى أو ابن آوى أسود اللون، وكان يعتبر كذلك رب الموتى.
فقد كان بالنسبة للمصريين حامى كلا من المومياء والمقبرة. وهو أول محنط، الذي حنط جسد أوزوريس.
أنوبيس Anubis
أنوبيس هو ابن آوى الأسود الحيوان الذي جسد المعبود الذي افترض أنه يحمي الجبانة ؛ وعلى هذا أصبح المعبود الراعي للتحنيط. وكان أنوبيس يصور في المشاهد الجنائزية وهو يرشد المتوفى إلى أوزوريس في ساحة العدالة. وكان المحنطون للجثث يرتدون أقنعة بشكل رأس ابن آوى.
وقد مثله المصريون على هيئة كلب يربض على قاعدة تمثل واجهة المقبرة أو في وضع مزدوج متقابل ومثل كذلك على هيئة إنسان برأس كلب jackals. يعد حامياً وحارساً للجبانة ، وأتخذ كذلك صفة "المحنط" لأنه قام بتحنيط الإله "أوزيريس" وتبعاً لإحدى الأساطير فإن أبوه هو "أوزيريس" وأمه هي "نفتيس"
ولقد صور أنوبيس في أسطورة الولادة الإلهية للفرعون حتشبسوت والفرعون أمنحوتب الثالث،
ولقد صور المعبود الذي برأس ابن آوى، على قطعة الكارتوناج المعروضة، وقد أتى حاملا قرص القمر؛ متمنيا للمتوفى طول البقاء في الحياة الآخرة. وهو يرتدي صدرية ذهبية، ونقبة قصيرة بذيل طويل يتدلى من الأمام، وزوجا من الصنادل. وتتدلى قطعة قماش بيضاء عريضة من الخلف، ملامسة للقدمين.
يتبع
أسطورة طائر العنقاء
________________________________________
العنقاء أو الفينكس هو طائر طويل العنق لذا سماه العرب "عنقاء" أما كلمة الفينكس فهي يونانية الأصل و تعني نوعا معينا من النخيل، وبعض الروايات ترجع أصل تسمية الطائر الأسطوري إلى مدينة يونانية أخذ المصريون عنها تلك الأسطورة..
هناك بعيداُ في بلاد الشرق السعيد البعيد تـفـتـح بـوابــة الســمــاء الضخـمــة وتسكب الشمـس نورهـا من خلالها، وتوجد خلف البوابة شجـرة دائمة الخضرة.. مكان كله جمال لا تسكنه أمـراض ولا شيخوخة، ولا موت، ولا أعمال رديئة، و لا خوف، و لاحـزن.
وفـى هـذا البستان يسكن طائر واحد فقط، العنقاء ذو المنقار الطويل المستقيم، والرأس التي تزينها ريشتان ممتدتان إلى الخلف، وعندمـا تستيقظ العنقاء تبدأ في ترديد أغنية بصوت رائع.
وبعد ألف عام، أرادت العنقاء أن تولـد ثانيـة، فتركت مـوطـنها وسـعـت صـوب هـذا العالم واتجهت إلى سوريا واختارت نخلة شاهقة العلو لها قمة تصل إلى السمـاء، وبنت لـهـا عـشاً.
بعـد ذلك تمـوت فى النار، ومن رمادها يخرج مخلوق جديد.. دودة لهـا لـون كـاللبـن تتحـول إلـى شـرنقـة، وتخـرج مـن هـذه الشـرنقـة عـنقاء جـديدة تطـير عـائدة إلـى موطـنها الأصلي، وتحمل كل بقايا جسدها القديم إلى مذبح الشمس في هليوبوليس بمـصــر، ويحيـي شـعـب مصـر هـذا الطـائر الـعـجـيب، قبل أن يعـود لبلده في الشـرق.
هذه هى أسطورة العنقاء كما ذكرها المؤرخ هيرودوت، و اختلفت الروايات التي تسرد هذه الأسطورة، والعنقاء أو الفينكس هو طائر طويل العنق لذا سماه العرب "عنقاء" أما كلمة الفينكس فهي يونانية الأصل و تعني نوعا معينا من النخيل، وبعض الروايات ترجع تسمية الطائر الأسطوري إلى مدينة فينيقية، حيث أن المصريين القدماء اخذوا الأسطورة عنهم فسموا الطائر باسم المدينة.
ونشيد الإله رع التالي (حسب معتقداتهم) يدعم هذه الفكرة، حين يقول: "المجد له في الهيكل عندما ينهض من بيت النار.
الآلهة كلُّها تحبُّ أريجه عندما يقترب من بلاد العرب.
هو ربُّ الندى عندما يأتي من ماتان.
ها هو يدنو بجماله اللامع من فينيقية محفوفًا بالآلهة".
والقدماء، مع محافظتهم على الفينكس كطائر يحيا فردًا ويجدِّد ذاته بذاته، قد ابتدعوا أساطير مختلفة لموته وللمدَّة التي يحياها بين التجدُّيد والتجدُّد.
بعض الروايات أشارت إلى البلد السعيد في الشرق على انه في الجزيرة العربية وبالتحديد اليمن، وأن عمر الطائر خمسمائة عام، حيث يعيش سعيدا إلى أن حان وقت التغيير والتجديد، حينها وبدون تردد يتجه مباشرة إلى معبد إله الشمس (رع) في مدينة هليوبوليس، وفي هيكل رَعْ، ينتصب الفينكس أو العنقاء رافعًا جناحيه إلى أعلي.
ثم يصفِّق بهما تصفيقًا حادًّا.
وما هي إلاَّ لمحة حتى يلتهب الجناحان فيبدوان وكأنهما مروحة من نار.
ومن وسط الرماد الذي يتخلف يخرج طائر جديد فائق الشبه بالقديم يعود من فوره لمكانه الأصلي في بلد الشرق البعيد.
وقد ضاعت مصادر الرواية الأصلية في زمن لا يأبه سوى بالحقائق والثوابت، ولكن الثابت في القصة هو وجود هذا الطائر العجيب الذي يجدد نفسه ذاتياً.
ي
يتبع
آثينا
Athena
حسب الميثولوجيا الليبية (الأمازيغية) فإن أثينا هي ابنة بوصيدون إله البحر الأمازيغي وبحيرة تريتونيس. وأن أعينها زرقاوتان شأنهما شأن أبيها بوصيدون. أما حسب الميثولوجيا الإغريقية فأن أثينا هي ابنة زيوس إله الحرب والسماء وأب الآلهة غير أن آثينا أقدم من زيوس والألهة الأالمبية الإثني عشر حيث تصنف آثينا.
حسب "بيدج" في كتابه آلهة مصر فإن أثينا إفريقية الأصل وهي جزء من الآلهة الثلاثية الليبية أي الأمازيغية التي تتكون من بالاس وأثينا ومادوسا. وهيرودوت يجعل أصلها أمازيغيا، أما أفلاطون فيغرفها بنيت الأمازيغية، وبالفعل فقد تم الربط بين الإلهين، أما البعض الآخر فيرى أن آثينا هي نفسها مادوسا الأمازونية ألأمازيغية الأًصل والتي تبرز أيضا في الميثولوجيا الإغريقية.
أما في مصر القديمة فقد كانت أثينا لقبا للإله إزيس زوجة وأخت أوزوريس.
إلهة عذراء.. وهي إلهة الحكمة والفنون والصنائع النسوية
ولدت من رأس زيوس بكامل سلاحها
طيرها المفضل البوم
ونبتتها المقدسة الزيتون
وهي الإلهة الحامية لمدينة أثينا
تلعب دوراً هاماً في ملحمة الأوديسة كمناصرة لأوديسيوس
ديونيسوس أو باخوس Dionysus – Bacchus
يتبع
Poseidon
بوسيدون[/color]
بوسايدن (باللغة الإغريقية:Ποσειδών) هو إله البحر في كلٍّ من الميثولوجيا الإغريقية والأمازيغية كذلك الرومانية التي يُعرف فيها باسم نبتون.
{{معلومات آلهة إغريقية | الاسم = بوسيدون | الصورة = Poseidon sculpture Copenhagen 2005.jpg | تعليق توضيحي = تمثال بوسيدون في كوبنهاجن, الدانمارك | اله = اله البحار والمحيطات والعواصف البحرية | القرين = امفتريت | الآباء = كرونوس - غايا | الأشقاء = زيوس - هيرا - ديميترا - هيستيا - هاديس | الأطفال = تريتون - ثيسيوس | الإله الروماني المقابل= الإله الروماني المقابل ))
بوسيدون حسب الاسطورة السورية القديمة ابن الجبارين كرونوس وغايا، وشقيق كل من زيوس وهيرا وديميترا آلهة الأرض والخصب كذلك هاديس سيد العالم السفلي.وهو يعتبر من الآلهة الأولمبية العظيمة لأنه وزيوس وهيرا من أقدم الآلهة، وقد كانت امفتريت زوجته، غير أن له ارتباطات مع غيرها من الزيجات، سواء الإلهية الخالدة أو الإنسانية الفانية.
هو إله الزلازل والعواصف البحرية والماء، وهو أيضا وباني طروادة برفقة ابن أخيه أبولو، ومُوجد الحصان السريع، والحصان المجنح بيغاسوس.
ميثولوجيا الأمازيغ والإغريق
وبحسب الميثولوجيا الأمازيغية فإن بوصيدون هو أب البطل الأسطوري الأمازيغي أنتايوس أو عنتي بالأمازيغية، وهو زوج غايا إلهة الطبيعة والأرض، كما أنه أب آثينا/تانيث وأطلس في الميثولولجيا الأمازيغية.
ويمكن القول اعتمادا على أسطورة أنتايوس بأن بوصيدون الليبي كان مرتبطا بطنجة المدينة المغربية، ذلك أن طنجة تجمع بين الأرض أي المكان المفضل لغايا، والبحر أي المكان المفضل له كونه البحر، حتى إن طنجة هو اسم لزوجة أنتايوس حسب الأسطورة، كما أن أنتايوس كان مرتبطا بخت، إذ يلجأ فيها إلى سلاحه السري وهو الأرض أي أمه غايا، وبها عمل على جمع جماجم الأعداء الذين حاولوا إيذاء الأمازيغ ليبني بهم معبدا لأبيه بوصيدون، كما تروي الأسطورة الأغريق.
ما أورده عنه هيرودوتس
أما اعتمادا على رواية هيرودوتس، فقد كان يكرم من قبل الأمازيغ الذين سكنوا حول بحيرة تريتونيس إلى جانب آلهة أخرى.
وبحسب المؤرخ الإغريقي فإن بوصيدون إله أمازيغي الأصل، إذ قال بأن ما من شعب عرف عبادة هذا الإله في القدم إلا الأمازيغ، كما أشار إلى أن كلمة بوصيدون كلمة أمازيغية، وأن الأغريق قد عرفوه عن الليبيين القدامى أي الأمازيغ، في عبارته التالية: "وتلك المعبودات التي يزعمون (يقصد المصريين) عدم معرفتهم لها، وعلمهم بها، يبدو لي، أنها كانت ذات أصول وخصائص بلسجية ما عدا بوسيدون، فإن معرفة الإغريق لهذا الإله، قد كانت عن طريق الليبيين، إذ ما من شعب انتشرت عبادة بوسيدون بين أفراده منذ عصور عريقة غير الشعب الليبي، الذي عبده أبدا، ومنذ القديم". {الكتاب الثاني: 50}.
وقد صوره هيرودوتس كرب يتنقل في أعماق البحار على عربة تجرها أحصنة ذهبية حاملا حربة، وعند غضبه يهيج بها أمواج البحر. ويرى "الأستاذ سيرجي" أن بوسيدون الذي لم تعرف عبادته في مصر القديمة انتقل إلى اليونان من ليبيا أي تامزغا وأنه من العبث البحث عن أصل عبادته خارج ليبيا حيث كان يكرم.
وفي مايتعلق بتكريمه في شمال إفريقيا (تامزغا)، فيذكر هيرودوتس في الفقرة الثامنة والثمانين بعد المائة في كتابه الرابع أن الرعاة الليبيين كانوا يقدمون الأضاحي لأربابهم منها الشمس والقمر، أما الأمازيغ (الليبيون) الذين يسكنون حول بحيرة تريتونيس فكانوا يقدمون قرابينهم أساسا للإله أثينا ثم لتريتون وبوسيدون.
يتميز بوسيدون عن غيره من الآلهة اليونانيه بلحيته وشعره الطويلتين، وقد لاحظ البعض تلك السمات واعتقد أنهما سمات ترمز إلى الشخصية الملكية، غير أن هذا الإعتقاد ليس بالوضوح التام، فزيوس هو كبير آلهة الإغريق، لكنه لم يتميز بالمظهر الملكي المتميز بطول الشعر واللحية، بالإضافة إلى ذلك فقد تميز الإغريق بشعر ولحية قصيرتين منظمتين، في حين أن طول اللحية والشعر هما من مميزات المور الأمازيغ، فاللحية هي رمز الحكمة والسلطة عندهم، ومن خلال رسم إغريقي للبطلين عنتي وهرقل، يتبين مدى الإنطباع عن مظهر كل من الشعبين الأمازيغي والإغريقي، فقد تم إبراز البطل الأمازيغي وهو ابن بوصيدون بلحية وشعر طويل على نقيض هرقل ابن زيوس الذي تميز بلحية وشعر منظمين.
لم يمثل الإغريق بوصيدون بشكل واحد، فبالإضافة إلى تمثيله بمظهر أمازيغي، توجد تماثيل تبرزه على شكل إغريقي خاصة شعرة القصير.
ماذكر حول الأصل الأمازيغي للإله المسمى بوسيدون وماأثبت له من صفات، يؤكد ماذهب إليه "الدكتور أحمد الهاشمي" من أن هذا الاسم يجد شرحه اللغوي في معجم اللغة الأمازيغية، ويقترح تحليل الكلمة إلى ثلاثة مكونات: "بو" بمعنى ذو أي صاحب، و "سا" بمعنى سبعة، و"إطاون" جمع "إطّ" الذي بقي استعماله إلى اليوم في صورة المؤنث الدال على التصغير "تيطّ" بمعنى العين الباصرة وعين الماء، فيكون معنى الاسم كاملا: ذو البحار السبعة، لأن "تيط" حينما صغرت دلت على عين الماء، وإذا صيغت في صورة المذكر دلت على التكثير وانصرفت إلى الدلالة على البحر؛ مع العلم أن الطاء في الاسم "تيط" متولدة من المماثلة الصوتية بين الضاد وتاء التأنيث في آخر الكلمة، فأصلها قبل المماثلة والإدغام هو "تيضت"، فإذا أزيلت عنها زوائد التأنيث رجعت الضاد إلى أصلها، وهذا مايفسر ورود الضاد بدل الطاء في اسم إله البحار السبعة "بوسيضون".
في ملحمة الأوديسا، ذُكِرَ أن أوديسيوس، ملك أثيكا، أغضب بوسيدون بسبب إنكاره لفضل بوسيدون عليه في انتصاره في حرب طروادة، وقد حكم عليه بوسيدون بأن لايصل إلى أرضه أبدا، وأن يبقى تائها في البحر. وكانت هذه القصة تمثل تحدي الإنسان أوديسيوس للإله بوسيدون.
يرى بعض المؤرخين ومن بينهم "الأستاذ محمد مصطفى بازامه" أن ست الذي ربط بالإله تيفون يتميز بخصائص ترجح ارتباطه بنفس الإله الليبي هيرودوت، فهو يتميز بالقوه نفسها وهو مايتجلى في كونه إله العواصف والزوابع والرعد والزلازل والسحب، ثم تساءل عما إذا كان كلاهما إله واحد عرف باسم بوسيدون .
آرتميس (باليونانية القديمة: Άρτεμις)، بحسب الميثولوجيا الإغريقية القديمة، هي إلهة الصيد والبرية، حامية الأطفال، وإلهة الإنجاب وكل ما يتعلق بالمرأة. وتعتبر آرتميس إحدى أهم وأقوى الآلهة، حيث أنها تنتمي للأولمبيين، أو الآلهة الإثنا عشر. هي ابنة كلا من زيوس، ملك الآلهة، وليتو، وهي أيضاً الأخت التوأم لأبولو (أبولون). قورنت آرتميس بإلهة الصيد الرومانية ديانا
الولادة
اختلفت الأساطير حول وقائع الولادة، إلا أن أكثرها شهرة تنص على أن الأخوان التوأم نتيجة حمل ليتو من زيوس، بعد أن خان زوجته معها، فأصرت هيرا على معاقبتها بعدة طرق، بإرسال أفعى ضخمة تدعى بايثون على إثر ليتو، ومنعها من الولادة في مكان تشرق فيه الشمس . لذلك، نقلها زيوس إلى جزيرة ديلوس الموجودة تحت الماء حتى يحين موعد الولادة. وتنفي بعض الأساطير ولادة آرتميس في ديلوس ، وتذكر أنها قد ولدت في جزيرة أورتيغيا عوضاً عن ذلك، إلا أن تسميتها بآرتميس ديلوس في بعض الأساطير تعتبر دلالة على مكان ولادتها. كما تنص بعض الأساطير أن أورتيغيا اسم قديم لجزيرة ديلوس ، لكن هذا يعتبر الاختلاف الوحيد في الأسطورتين.
بحسب معظم الأساطير، ولدت آرتميس قبل أخيها بيوم، فقامت فوراً بعد الولادة بمساعدة أمها على ركوب السلم المؤدي إلى مكان ما في الجزيرة، أو المؤدي إلى جزيرة ديلوس بعد ولادتها في أورتيغيا، حيث ولد أخيها أبولو.
جوانب شخصيتها
طبعها
بحسب الأساطير كانت صديقة للبشر، وكجميع الأولمبيون كان لها مفضلين من البشر، لكنها لم تستطع حمايتهم جميعا من الأخطار. كانت إلاهة عذراء، شابة ومنطلقة، تؤمن بالحرية والاستقلال وتحب حياة الخلاء. تعارض الزواج كونه قيداً للمرأة في رأيها ولا تحب مصاحبة الرجال كثيراً ، إلا أنها كانت ترافق بعضاً منهم مثل أوريون أثناء الصيد . لكنها كانت في بعض الأحيان سريعة الغضب والإنتقام.
إلهة عذراء
هي إحدى ثلاثة إلهات ذات مناعة ضد سحر وقوة أفروديت، والإثتنان الأخريتان هما أثينا وهيستيا. من الجدير بالذكر أنها كانت مهتمة بعفتها وعذريتها منذ صغرها، في بعض الأساطير منذ أن كانت في الثالثة من عمرها، حيث جلست على حضن أبيها لتطلب منه تحقيق بعضاً من أمانيها، أولها العذرية الأبدية، ثم تمنت أن تكون جميع حورياتها صغاراً في السن (في التاسعة من العمر تقريباً)، حيث كان ذلك العمر هو نفسه فترة الدخول إلى سن المراهقة والنضوج في اليونان القديمة، وجميعهن عذراوات بالطبع. ثم تمنت الحصول على عربة فضية (أو ذهبية) تقودها. تحتم على جميع توابعها أن يلتزموا بالعفة في حياتهم وأن يحافظوا على عذريتهم، وكانت تلحق بمن حاول أن يسلب منها عذريتها العذاب القاسي والشديد. يذكر بأنها قد مرت بالعديد من المحاولات من قبل الرجال للاعتداء عليها، إلا أن محاولاتهم جميعا باءت بالفشل، وأهم مثال على ذلك قصة أكتيون، الذي خرج للصيد فوجد آرتميس صدفة وهي تستحم في بحيرة، لكن لجمالها استمر في اختلاس النظر حتى ضبطته، فحولته في خضم غضبها العارم إلى ظبي، مما أدى إلى هجوم كلابه عليه وتمزيقه إرباً. كذلك، عندما اكتشفت حمل كاليستو من زيوس، والتي كانت إحدى حورياتها، أردتها قتيلة بإحدى سهامها.
الوصف الشكلي
صورت آرتميس في مواقف وكتابات عدة كفتاة ذات مقداراً من الجمال واللطف، يعادل جمال حورياتها، إلا أنها كانت ذات صفات معينة تميزها عنهن. كذلك، فقد قورنت العديد من النساء في الأساطير الإغريقية بجمالها ، من أمثال بينيلوبي. كذلك، نسبت إليها بعض الصفات الأخرى مثل الطول وإمتلاكها لأجنحة، لكنها لم توصف قط بكونها ذات ملامح رجولية أو قاسية. ويقدم هذا تفسيراً لسبب استمرار آرتميس في الدفاع عن نفسها وعذريتها ضد الرجال.
وظيفتها
لطالما اعتبرت آرتميس إلاهة ذات تناقضات كثيرة، حتى في وظائفها، فوظيفتها الرئيسية هي الطواف في البراري والأدغال والأراضي الغير معمرة والصيد بواسطة قوسها الفضي الذي صنعها لها هفستوس والسيكلوب وسهامها، وحماية الصيادين أثناء رحلاتهم. إلا أنها أيضاً تعمل على حماية الحيوانات وتقديسها عندما تطوف هذه المناطق بواسطة عربتها الفضية برفقة حورياتها، أو عندما تطوفها رقصاً فتبارك وتحمي الحيوانات الصغيرة بواسطة صنادلها الفضية. وتصب غضبها على من يتعدى على مقدساتها، كما حدث مع أغممنون أثناء حرب طروادة، حيث أنها منعت الرياح من الهبوب فتوقف أسطوله البحري بأكمله، نتيجة قتله لظبي في المنطقة المقدسة أو المحمية (ملجأ آرتميس في براورن).
إلى جانب ذلك، فهي تهتم بأمور المرأة، حيث كانت تحفظ وتحمي الفتيات الصغيرات وتستمر في ذلك حتى مرحلة البلوغ والنضوج، لذلك كانت الفتيات المقبلات على الزواج يقمن بتقديم دمية صغيرة أو خصلة من شعورهن قرباناً لها، استعداداً للحياة الزوجية. لكنها تلام في العادة عند الموت المفاجيء للنساء ، حيث تطلق سهامها على المرأة فتقتلها على الفور، إلا أنها قد تستخدم هذه السهام لسلب حياة الموعودين بالذهاب لأراض خيالية تدعى سيريا بعد الموت. كذلك، وبالرغم من كونها إلاهة عذراء، فإنها تساعد النساء أثناء الإنجاب. وقد يرجع هذا الأمر إلى مساعدتها لوالدتها أثناء إنجابها لأبولو، وعدم تسببها لأي ألم أثناء إنجابها..
وأيضاً، من مهامها العديدة حماية الأطفال من الأخطار المختلفة، وبخاصة الحديثي الولادة، سواء أكانوا ذكوراً أم إناث.
قدراتها القتالية
تميزت بقوتها الجسدية وذكائها، إلا أنها لم تكن ضليعة بأمور الحرب كأخيها، لكنها كانت تستطيع معاقبة من تريد بأمر زيوس، كما حدث مع الملكة نيوبي، عندما تفاخرت بأبنائها الإثني عشر، وأهانت ليتو لإنجابها مجرد ابنين، ألا وهما آرتميس وأبولو. ولثأر أمهما، قاما بقتل جميع أبناء نيوبي بسهامهم، حيث تولى أبولو قتل الذكور الستة، بينما قتلت آرتميس الإناث الست.
العبادة
انتشرت عبادتها في معظم المدن الإغريقية كإلهة ثانوية، بالرغم من أهميتها الكبيرة، إلا أن عبادتها كإلهة رئيسية كانت منتشرة بشكل كبير في آسيا الصغرى (تركيا حاليا) ، ولكن كإلهة الخصوبة إلى جانب الصيد. بني معبد آرتميس في أفيسوس، عاصمة آسيا الصغرى في القدم، وتعتبر إحدى عجائب الدنيا السبع، مما يبين مدى التزام شعب أفيسوس بعبادتها . لكن التماثيل التي وجدت والشعائر الدينية كانت مختلفة تماما عن تلك الموجودة في الإغريق القديمة، حيث كانت تتم على الطريقة الشرقية، ولذلك تم الخلط أحياناً بين آرتميس وإلهة أخرى هي سيبيل، الآلهة الأم في تلك المنطقة، والتماثيل كانت تمثلها كامرأة منتصبة ذات عقد غريب الشكل، غير معروف إلام يرمز، إما لمجموعة من الفواكة، إكليل من الزهور ، أو خصية الثور التي كانت تقدم قرباناً لها، إلا أنه لم تتكون نظرية ثابتة حول ماهيتها. مما هو جدير بالذكر أن معظم الشعوب أو المناطق التي كانت عبادتها منتشرة فيها بشكل كبير لم تكن اهتماماً كبيراً بأخيها أبولو ، كما أن معظم هذه الإلاهة لا تمت بالآلهة الإغريقية بأية صلة إلا من ناحية الاسم .
كانت تقام العديد من المناسبات والحفلات إكراماً لآرتميس، أهمها براورونيا، التي كانت تقام في براورون، وحفلة آرتميس أورثيا، التي كانت تقام في أسبارطة، حيث يقوم الشبان بسرقة قطع الجبن من المذبح، ثم يجلدون بالسوط. إن تفسير هذا التقليد غير معروف، حيث أنه قد ضاع بمرور الزمن.
أما بالنسبة لتوابعها أو كهنة معبدها، فكن من الفتيات التي وصلن لمرحلة البلوغ، حيث يدخلن لهذه العبادة مباشرة، وفي حال قرار إحدى الفتيات بالزواج، عليها تقديم كل ما مثل عذريتها، من خصلات شعرها إلى الدمى على المذبح، ثم ترك الأراضي التي أقيم عليها المعبد نهائيا. أما الرجال، فقد عبدت من قبلهم كإلهة صيد في الغالب.
الأراضي والملاجيء المقدسة
وجدت في العصور القديمة والإغريقية الكلاسيكية بعض الأراضي التاريخية التي تنسب كأراضي وملاجيء مقدسة لآرتميس، أهمها ملجأ آرتميس أورثيا، التي تعتبر إحدى أكثر المناطق الدينية أهمية في ولاية سبارطة الإغريقية، وقد شكلت المقر الديني لأتباع ديانة أورثيا، وقد وجدت هذه المعتقدات قبل ظهور الأساطير الأولمبية. صورت آرتميس في العادة كآرتميس أورثيا على هيثة بوتنيا ثيرون.
كذلك، وجد ملجأ آخر منسوب إليها في براورن ، في الساحل الشرقي لآتيكا، حيث انتشرت ديانة آرتميس براورنيا، وقد وجدت فيها تماثيل لأطفال صغار، وبعض المجوهرات والأثريات المختلفة.
عبادتها في المجموعات الأسطورية
الأمازونيات
كانت آرتميس تعتبر الإلاهة الراعية لشعب الأمازونيات، وكن مجموعة أسطورية من النساء اللاتي يعشن في استقلالية نسبية من الرجال، وهن ضليعات بأمور الحرب والصيد. كذلك، اعتبرت أفضل أسلحتهن السهام والقوس. تتحدث بعض الأساطير عن مساهمة الأمازونيات في بناء معبد آرتميس في أفيسوس، وبنائهن للعديد من المعابد قرباناً لآرتميس.
هايبربوريوي
اعتبر كلاً من آرتميس وأخيها أبولو الإلهان الراعيان لهذا الشعب الأسطوري، الذي كان يعيش في منطقة بعيدة في الشمال يسود فيها فصل الربيع، حيث ذكر أنه قد تم بناء عدداً من المعابد الخاصة بهما.
تمثيلها في الفنون والآداب
في الفنون
اختلفت طرق تمثليها بحسب الوظائف أو الأساطير التي كانت تنسب إليها باختلاف الفترات الزمنية والثقافات ، فكانت الشعوب القديمة تصورها في العادة كملكة الوحوش المجنحة(بوتنيا ثيرون)، والتي تظهر حاملة بعض الحيوانات البرية في يديها، كالفهد والأسد.
أما في الفنون الإغريقية الكلاسيكية، وفي المنحوتات الأكثر حداثة، تصور آرتميس كإلهة شابة ويافعة، ترتدي تنورة (أو ملابس خاصة بالفتيات) وجزمة - حيث نفي هومر كونها "رجولية" في الإلياذة، وتحمل معدات خاصة بالصيد، أشهرها القوس والسهام، أو الرماح. وفي بعض الأحيان تحمل أشياء مختلفة بحسب الأسطورة أو النمط المراد تقديمه في التمثال أو اللوحة. إلى جانب ذلك، تتواجد حولها حيواناتها المقدسة، كالظبي في أكثر الأحيان، أو حورياتها.
في الآداب
ذكرت آرتميس في النصوص والكتب القديمة، والتي تتحدث عن الأساطير وكيفية تكونها، وقصة الإغريق القدامى بشكل خاص، حيث لعبت أدواراً جسدت شخصيتها. كما مثلت ووصفت بشكل دقيق في الإلياذة، وذكرت في مواضع عدة في الأوديسة وكتاب التحول لأوفيد.
إلى جانب ذلك، فقد ألهمت قصصها العديد من المقولات والأشعار الحديثة، وبشكل أخص قصتها مع الصياد أكتيون، حيث تم تفسير المغزى منها واستخدامها لتوضيح المواقف المقاربة لها .
رموزها ومقدساتها وممتلكاتها
هناك العديد من الرموز التي يتم ربطها بالآلهة المختلفة بحسب وظائفهم، وكانت من أشهر الرموز التي ارتبطت بها تلك المتعلقة بالصيد وأدواته، القمر، الرقص والموسيقى، والطبيعة. كذلك، فقد اعتبرت الحيوانات وبعضاً من النباتات كرموز مقدسة لها. استخدمت هذه الرموز عادة من قبل النحاتين والرسامين والأدباء.
ادوات الصيد والأسلحة
من أشهر الرموز التي صاحبت آرتميس، حتى عند تمثيلها فنياً، هي كل ما له علاقة بالصيد، حيث يمثل وظيفتها بشكل مباشر. من أكثر أدوات الصيد التي قامت باستخدامها القوس والسهام، والتي كانت ذهبية في بعض الأساطير كأخيها أبولو، أو فضية. وقد كانت هذه الأدوات الأكثر مناسبة لها، حيث كانت تجيد الرماية. إلى جانب ذلك، فقد اعتبرت شباك الصيد والرماح، وإناث كلاب الصيد التي كانت ترافقها أثناء رحلاتها من أشهر رموزها
الموسيقى والرقص
وجدت آرتميس في بعض الأحيان ماسكة آلة موسيقية، وهي القيثارة. كذلك، عرفت بقدرتها وحبها للرقص، حيث كانت تبارك الحيوانات أثناء رقصها وتشترك عادة في الرقص مع حورياتها، كما إرتدت صنادل فضية أثناء ذلك.
الكائنات المقدسة
قدست آرتميس العديد من الحيوانات والأشجار، وصغارها بشكل خاص، حيث ذكر في العديد من الأساطير أنها تتمتع بمصاحبة الحيوانات والجلوس في أحضان الطبيعة. وهي تفضل بعضاً من الأنواع على غيرها، على غرار الظبي أو الغزال، والدب (حيث عرفت حورياتها باسم الدببة الإناث)، والخنزير البري، وبعض الطيور مثل الحجل الذي كان يعتبر حيواناً عزيزاً بالنسبة لها، والصقر، وحتى أسماك المياه العذبة، حيث وجدت بعض الينابيع في المعابد الخاصة بها، ويعتقد بأنها كانت تحوي أسماكاً من هذا النوع. كما اعتبرت آرتميس شجرة السرو (شجرة السرو الفضية) من أقدس الأشجار، إلى جانب بعض الأعشاب والشجيرات التي تم ربطها بها في بعض العقائد، أو بسبب ارتباطها بالإلهة هيكاتي.
بالإضافة إلى ما سبق، فقد تأثرت آرتميس أيضاً بالكائنات التي تفضلها ليتو، مثل طائر السمان وشجرة النخيل .
رموز أخرى
في بعض الأحيان، كانت آرتميس تعرف كإلهة للقمر، لذا فقد كان رمز الهلال أو القمر منسوباً إليها، حيث تشير الأساطير إلى وجود رمز هلالي على قوسها . إلا أن رمز الهلال لم يربط بها من الناحية الفنية إلا في العصور الأكثر حداثة.
كذلك، كانت آرتميس أحياناً تحمل مشاعل، مما جعلها تقورن مع هيكاتي من هذه الناحية، حيث وجدت بعض التماثيل لها وهي تحمل المشاعل وبعض الأشياء الأخرى كالحيوانات والأفاعي.
إلى جانب ذلك، فقد ذكر عن آرتميس بأنها تقود عربة ذهبية خاصة بها، ولذلك، فقد وجدت بهذه الصورة في العديد من الأساطير .
الألقاب
أطلقت عليها ألقاب عديدة لتمثيلها، وقد تكون هذه أيضاً أسماء آلهة أخرى تم تعريفها بآرتميس :
* بوتنيا ثيرون (صاحبة الحيوانات المتوحشة)، كما وصفها الشاعر هومر، وهي في الأصل اسم لآلهة أخرى من ثقافة مختلفة، ولكنها تنطبق أيضا على آرتميس.
* كوروتروفوس (التي تعتني بالشباب)
* لوكيا (المساعدة عند الإنجاب)
* أغروتيرا (الصيادة)
* سينثيا (هذا الاسم مأخوذ من المكان الذي ولدت فيه، في جبل سينثوس على جزيرة ديلوس)
* آرتميس ديلوس (إشارة إلى الجزيرة التي ولدت فيها)
إرتباطها بآلهة أخرى
لطالما تم ربطها بالخطأ وتعريفها بعدة إلاهة، وأشهر هذه الارتباطات هي تلك بإلاهة القمر سيليني ، بسبب استخدامها هذا الرمز، إلى جانب كونها تضيء السماء في الليل بواسطة سهامها. إلى جانب ذلك، فقد تم تعريفها أحيانا بهيكاتي، إلاهة الليل والشعوذة، بسبب تقديم كلتاهما المساعدة لديميتر أثناء بحثها عن بيرسيفوني، إلا أن هيكاتي تنتمي إلى عرق التايتن، بخلاف آرتميس. ونتيجة لهذا الارتباط، فقد عرفت ديسبواني، وهي إلاهة من آركاديا لها نفس وظيفة ومقام هيكاتي، بآرتميس أيضاً.
كذلك، ارتبطت بديكتاينا التي تعرف أيضاً ببريتومارتيس، وهي الآلهة التي إخترعت شباك الصيد، وكانت تعتبر آلهة الصيد في جزيرة كريت، ورفيقة لآرتميس في الصيد، إلى جانب النقاط المشتركة فيما بينهما من ناحية الشكل والرموز المصاحبة لهما، بما فيها الجمال، وحمل المشاعل .
هذا الارتباطات أدت إلى إرباك بعض الأساطير، بل وحتى المعتقدات والشعائر، حيث كانت توصف آرتميس أحياناً عن طريق الخطأ بهذه الآلهة وتنسب إليها بعضاً من أساطيرهن المتناغمة مع طباعها.
إرتباطها بآلهة غير إغريقية
تطابقت أوصاف آرتميس مع عدة آلهة في ثقافات وأساطير غير إغريقية، ولعل من أكثرها شهرة وجود إلاهة صيد رومانية تقابل آرتميس، حتى في الأساطير المتعلقة بها وطرق تمثيلها فنياً وأدبياً. ونتيجة لاستمداد الكثير من مواصفات آرتميس من العصور المختلفة التي شملت ثقافات متعددة ذات تجسيدات مميزة لهذه الآلهة، فقد أمكن ارتباطها وتعريفها بآلهة أخرى استمدت من الثقافة الإغريقية، ومن بينها بيندس في الثقافة الثراشية، والإلهة الفرعونية باستت، والتي كانت ابنة آيزيس (التي تقابل ديميتر في الثقافة الإغريقية عوضا عن ليتو)، إلا أن أوتو (ليتو بالإغريقية) كانت بمثابة حاضنتها وراعيتها.
يتبع
بوسايدن (باللغة الإغريقية:Ποσειδών) هو إله البحر في كلٍّ من الميثولوجيا الإغريقية والأمازيغية كذلك الرومانية التي يُعرف فيها باسم نبتون.
{{معلومات آلهة إغريقية | الاسم = بوسيدون | الصورة = Poseidon sculpture Copenhagen 2005.jpg | تعليق توضيحي = تمثال بوسيدون في كوبنهاجن, الدانمارك | اله = اله البحار والمحيطات والعواصف البحرية | القرين = امفتريت | الآباء = كرونوس - غايا | الأشقاء = زيوس - هيرا - ديميترا - هيستيا - هاديس | الأطفال = تريتون - ثيسيوس | الإله الروماني المقابل= الإله الروماني المقابل ))
أصله وأسرته
بوسيدون حسب الاسطورة السورية القديمة ابن الجبارين كرونوس وغايا، وشقيق كل من زيوس وهيرا وديميترا آلهة الأرض والخصب كذلك هاديس سيد العالم السفلي.وهو يعتبر من الآلهة الأولمبية العظيمة لأنه وزيوس وهيرا من أقدم الآلهة، وقد كانت امفتريت زوجته، غير أن له ارتباطات مع غيرها من الزيجات، سواء الإلهية الخالدة أو الإنسانية الفانية.
قوَّته وأعماله
هو إله الزلازل والعواصف البحرية والماء، وهو أيضا وباني طروادة برفقة ابن أخيه أبولو، ومُوجد الحصان السريع، والحصان المجنح بيغاسوس.
أسطورته
ميثولوجيا الأمازيغ والإغريق
وبحسب الميثولوجيا الأمازيغية فإن بوصيدون هو أب البطل الأسطوري الأمازيغي أنتايوس أو عنتي بالأمازيغية، وهو زوج غايا إلهة الطبيعة والأرض، كما أنه أب آثينا/تانيث وأطلس في الميثولولجيا الأمازيغية.
ويمكن القول اعتمادا على أسطورة أنتايوس بأن بوصيدون الليبي كان مرتبطا بطنجة المدينة المغربية، ذلك أن طنجة تجمع بين الأرض أي المكان المفضل لغايا، والبحر أي المكان المفضل له كونه البحر، حتى إن طنجة هو اسم لزوجة أنتايوس حسب الأسطورة، كما أن أنتايوس كان مرتبطا بخت، إذ يلجأ فيها إلى سلاحه السري وهو الأرض أي أمه غايا، وبها عمل على جمع جماجم الأعداء الذين حاولوا إيذاء الأمازيغ ليبني بهم معبدا لأبيه بوصيدون، كما تروي الأسطورة الأغريق.
ما أورده عنه هيرودوتس
أما اعتمادا على رواية هيرودوتس، فقد كان يكرم من قبل الأمازيغ الذين سكنوا حول بحيرة تريتونيس إلى جانب آلهة أخرى.
وبحسب المؤرخ الإغريقي فإن بوصيدون إله أمازيغي الأصل، إذ قال بأن ما من شعب عرف عبادة هذا الإله في القدم إلا الأمازيغ، كما أشار إلى أن كلمة بوصيدون كلمة أمازيغية، وأن الأغريق قد عرفوه عن الليبيين القدامى أي الأمازيغ، في عبارته التالية: "وتلك المعبودات التي يزعمون (يقصد المصريين) عدم معرفتهم لها، وعلمهم بها، يبدو لي، أنها كانت ذات أصول وخصائص بلسجية ما عدا بوسيدون، فإن معرفة الإغريق لهذا الإله، قد كانت عن طريق الليبيين، إذ ما من شعب انتشرت عبادة بوسيدون بين أفراده منذ عصور عريقة غير الشعب الليبي، الذي عبده أبدا، ومنذ القديم". {الكتاب الثاني: 50}.
وقد صوره هيرودوتس كرب يتنقل في أعماق البحار على عربة تجرها أحصنة ذهبية حاملا حربة، وعند غضبه يهيج بها أمواج البحر. ويرى "الأستاذ سيرجي" أن بوسيدون الذي لم تعرف عبادته في مصر القديمة انتقل إلى اليونان من ليبيا أي تامزغا وأنه من العبث البحث عن أصل عبادته خارج ليبيا حيث كان يكرم.
وفي مايتعلق بتكريمه في شمال إفريقيا (تامزغا)، فيذكر هيرودوتس في الفقرة الثامنة والثمانين بعد المائة في كتابه الرابع أن الرعاة الليبيين كانوا يقدمون الأضاحي لأربابهم منها الشمس والقمر، أما الأمازيغ (الليبيون) الذين يسكنون حول بحيرة تريتونيس فكانوا يقدمون قرابينهم أساسا للإله أثينا ثم لتريتون وبوسيدون.
خصائصه الجسدية
يتميز بوسيدون عن غيره من الآلهة اليونانيه بلحيته وشعره الطويلتين، وقد لاحظ البعض تلك السمات واعتقد أنهما سمات ترمز إلى الشخصية الملكية، غير أن هذا الإعتقاد ليس بالوضوح التام، فزيوس هو كبير آلهة الإغريق، لكنه لم يتميز بالمظهر الملكي المتميز بطول الشعر واللحية، بالإضافة إلى ذلك فقد تميز الإغريق بشعر ولحية قصيرتين منظمتين، في حين أن طول اللحية والشعر هما من مميزات المور الأمازيغ، فاللحية هي رمز الحكمة والسلطة عندهم، ومن خلال رسم إغريقي للبطلين عنتي وهرقل، يتبين مدى الإنطباع عن مظهر كل من الشعبين الأمازيغي والإغريقي، فقد تم إبراز البطل الأمازيغي وهو ابن بوصيدون بلحية وشعر طويل على نقيض هرقل ابن زيوس الذي تميز بلحية وشعر منظمين.
لم يمثل الإغريق بوصيدون بشكل واحد، فبالإضافة إلى تمثيله بمظهر أمازيغي، توجد تماثيل تبرزه على شكل إغريقي خاصة شعرة القصير.
دلالة اسم بوسيدون
ماذكر حول الأصل الأمازيغي للإله المسمى بوسيدون وماأثبت له من صفات، يؤكد ماذهب إليه "الدكتور أحمد الهاشمي" من أن هذا الاسم يجد شرحه اللغوي في معجم اللغة الأمازيغية، ويقترح تحليل الكلمة إلى ثلاثة مكونات: "بو" بمعنى ذو أي صاحب، و "سا" بمعنى سبعة، و"إطاون" جمع "إطّ" الذي بقي استعماله إلى اليوم في صورة المؤنث الدال على التصغير "تيطّ" بمعنى العين الباصرة وعين الماء، فيكون معنى الاسم كاملا: ذو البحار السبعة، لأن "تيط" حينما صغرت دلت على عين الماء، وإذا صيغت في صورة المذكر دلت على التكثير وانصرفت إلى الدلالة على البحر؛ مع العلم أن الطاء في الاسم "تيط" متولدة من المماثلة الصوتية بين الضاد وتاء التأنيث في آخر الكلمة، فأصلها قبل المماثلة والإدغام هو "تيضت"، فإذا أزيلت عنها زوائد التأنيث رجعت الضاد إلى أصلها، وهذا مايفسر ورود الضاد بدل الطاء في اسم إله البحار السبعة "بوسيضون".
بوسيدون في الأوديسة
في ملحمة الأوديسا، ذُكِرَ أن أوديسيوس، ملك أثيكا، أغضب بوسيدون بسبب إنكاره لفضل بوسيدون عليه في انتصاره في حرب طروادة، وقد حكم عليه بوسيدون بأن لايصل إلى أرضه أبدا، وأن يبقى تائها في البحر. وكانت هذه القصة تمثل تحدي الإنسان أوديسيوس للإله بوسيدون.
بوسيدون وست
يرى بعض المؤرخين ومن بينهم "الأستاذ محمد مصطفى بازامه" أن ست الذي ربط بالإله تيفون يتميز بخصائص ترجح ارتباطه بنفس الإله الليبي هيرودوت، فهو يتميز بالقوه نفسها وهو مايتجلى في كونه إله العواصف والزوابع والرعد والزلازل والسحب، ثم تساءل عما إذا كان كلاهما إله واحد عرف باسم بوسيدون .
ي
يتبع
Artemis
آرتميس (باليونانية القديمة: Άρτεμις)، بحسب الميثولوجيا الإغريقية القديمة، هي إلهة الصيد والبرية، حامية الأطفال، وإلهة الإنجاب وكل ما يتعلق بالمرأة. وتعتبر آرتميس إحدى أهم وأقوى الآلهة، حيث أنها تنتمي للأولمبيين، أو الآلهة الإثنا عشر. هي ابنة كلا من زيوس، ملك الآلهة، وليتو، وهي أيضاً الأخت التوأم لأبولو (أبولون). قورنت آرتميس بإلهة الصيد الرومانية ديانا
الولادة
اختلفت الأساطير حول وقائع الولادة، إلا أن أكثرها شهرة تنص على أن الأخوان التوأم نتيجة حمل ليتو من زيوس، بعد أن خان زوجته معها، فأصرت هيرا على معاقبتها بعدة طرق، بإرسال أفعى ضخمة تدعى بايثون على إثر ليتو، ومنعها من الولادة في مكان تشرق فيه الشمس . لذلك، نقلها زيوس إلى جزيرة ديلوس الموجودة تحت الماء حتى يحين موعد الولادة. وتنفي بعض الأساطير ولادة آرتميس في ديلوس ، وتذكر أنها قد ولدت في جزيرة أورتيغيا عوضاً عن ذلك، إلا أن تسميتها بآرتميس ديلوس في بعض الأساطير تعتبر دلالة على مكان ولادتها. كما تنص بعض الأساطير أن أورتيغيا اسم قديم لجزيرة ديلوس ، لكن هذا يعتبر الاختلاف الوحيد في الأسطورتين.
بحسب معظم الأساطير، ولدت آرتميس قبل أخيها بيوم، فقامت فوراً بعد الولادة بمساعدة أمها على ركوب السلم المؤدي إلى مكان ما في الجزيرة، أو المؤدي إلى جزيرة ديلوس بعد ولادتها في أورتيغيا، حيث ولد أخيها أبولو.
جوانب شخصيتها
طبعها
بحسب الأساطير كانت صديقة للبشر، وكجميع الأولمبيون كان لها مفضلين من البشر، لكنها لم تستطع حمايتهم جميعا من الأخطار. كانت إلاهة عذراء، شابة ومنطلقة، تؤمن بالحرية والاستقلال وتحب حياة الخلاء. تعارض الزواج كونه قيداً للمرأة في رأيها ولا تحب مصاحبة الرجال كثيراً ، إلا أنها كانت ترافق بعضاً منهم مثل أوريون أثناء الصيد . لكنها كانت في بعض الأحيان سريعة الغضب والإنتقام.
إلهة عذراء
هي إحدى ثلاثة إلهات ذات مناعة ضد سحر وقوة أفروديت، والإثتنان الأخريتان هما أثينا وهيستيا. من الجدير بالذكر أنها كانت مهتمة بعفتها وعذريتها منذ صغرها، في بعض الأساطير منذ أن كانت في الثالثة من عمرها، حيث جلست على حضن أبيها لتطلب منه تحقيق بعضاً من أمانيها، أولها العذرية الأبدية، ثم تمنت أن تكون جميع حورياتها صغاراً في السن (في التاسعة من العمر تقريباً)، حيث كان ذلك العمر هو نفسه فترة الدخول إلى سن المراهقة والنضوج في اليونان القديمة، وجميعهن عذراوات بالطبع. ثم تمنت الحصول على عربة فضية (أو ذهبية) تقودها. تحتم على جميع توابعها أن يلتزموا بالعفة في حياتهم وأن يحافظوا على عذريتهم، وكانت تلحق بمن حاول أن يسلب منها عذريتها العذاب القاسي والشديد. يذكر بأنها قد مرت بالعديد من المحاولات من قبل الرجال للاعتداء عليها، إلا أن محاولاتهم جميعا باءت بالفشل، وأهم مثال على ذلك قصة أكتيون، الذي خرج للصيد فوجد آرتميس صدفة وهي تستحم في بحيرة، لكن لجمالها استمر في اختلاس النظر حتى ضبطته، فحولته في خضم غضبها العارم إلى ظبي، مما أدى إلى هجوم كلابه عليه وتمزيقه إرباً. كذلك، عندما اكتشفت حمل كاليستو من زيوس، والتي كانت إحدى حورياتها، أردتها قتيلة بإحدى سهامها.
الوصف الشكلي
صورت آرتميس في مواقف وكتابات عدة كفتاة ذات مقداراً من الجمال واللطف، يعادل جمال حورياتها، إلا أنها كانت ذات صفات معينة تميزها عنهن. كذلك، فقد قورنت العديد من النساء في الأساطير الإغريقية بجمالها ، من أمثال بينيلوبي. كذلك، نسبت إليها بعض الصفات الأخرى مثل الطول وإمتلاكها لأجنحة، لكنها لم توصف قط بكونها ذات ملامح رجولية أو قاسية. ويقدم هذا تفسيراً لسبب استمرار آرتميس في الدفاع عن نفسها وعذريتها ضد الرجال.
وظيفتها
لطالما اعتبرت آرتميس إلاهة ذات تناقضات كثيرة، حتى في وظائفها، فوظيفتها الرئيسية هي الطواف في البراري والأدغال والأراضي الغير معمرة والصيد بواسطة قوسها الفضي الذي صنعها لها هفستوس والسيكلوب وسهامها، وحماية الصيادين أثناء رحلاتهم. إلا أنها أيضاً تعمل على حماية الحيوانات وتقديسها عندما تطوف هذه المناطق بواسطة عربتها الفضية برفقة حورياتها، أو عندما تطوفها رقصاً فتبارك وتحمي الحيوانات الصغيرة بواسطة صنادلها الفضية. وتصب غضبها على من يتعدى على مقدساتها، كما حدث مع أغممنون أثناء حرب طروادة، حيث أنها منعت الرياح من الهبوب فتوقف أسطوله البحري بأكمله، نتيجة قتله لظبي في المنطقة المقدسة أو المحمية (ملجأ آرتميس في براورن).
إلى جانب ذلك، فهي تهتم بأمور المرأة، حيث كانت تحفظ وتحمي الفتيات الصغيرات وتستمر في ذلك حتى مرحلة البلوغ والنضوج، لذلك كانت الفتيات المقبلات على الزواج يقمن بتقديم دمية صغيرة أو خصلة من شعورهن قرباناً لها، استعداداً للحياة الزوجية. لكنها تلام في العادة عند الموت المفاجيء للنساء ، حيث تطلق سهامها على المرأة فتقتلها على الفور، إلا أنها قد تستخدم هذه السهام لسلب حياة الموعودين بالذهاب لأراض خيالية تدعى سيريا بعد الموت. كذلك، وبالرغم من كونها إلاهة عذراء، فإنها تساعد النساء أثناء الإنجاب. وقد يرجع هذا الأمر إلى مساعدتها لوالدتها أثناء إنجابها لأبولو، وعدم تسببها لأي ألم أثناء إنجابها..
وأيضاً، من مهامها العديدة حماية الأطفال من الأخطار المختلفة، وبخاصة الحديثي الولادة، سواء أكانوا ذكوراً أم إناث.
قدراتها القتالية
تميزت بقوتها الجسدية وذكائها، إلا أنها لم تكن ضليعة بأمور الحرب كأخيها، لكنها كانت تستطيع معاقبة من تريد بأمر زيوس، كما حدث مع الملكة نيوبي، عندما تفاخرت بأبنائها الإثني عشر، وأهانت ليتو لإنجابها مجرد ابنين، ألا وهما آرتميس وأبولو. ولثأر أمهما، قاما بقتل جميع أبناء نيوبي بسهامهم، حيث تولى أبولو قتل الذكور الستة، بينما قتلت آرتميس الإناث الست.
العبادة
انتشرت عبادتها في معظم المدن الإغريقية كإلهة ثانوية، بالرغم من أهميتها الكبيرة، إلا أن عبادتها كإلهة رئيسية كانت منتشرة بشكل كبير في آسيا الصغرى (تركيا حاليا) ، ولكن كإلهة الخصوبة إلى جانب الصيد. بني معبد آرتميس في أفيسوس، عاصمة آسيا الصغرى في القدم، وتعتبر إحدى عجائب الدنيا السبع، مما يبين مدى التزام شعب أفيسوس بعبادتها . لكن التماثيل التي وجدت والشعائر الدينية كانت مختلفة تماما عن تلك الموجودة في الإغريق القديمة، حيث كانت تتم على الطريقة الشرقية، ولذلك تم الخلط أحياناً بين آرتميس وإلهة أخرى هي سيبيل، الآلهة الأم في تلك المنطقة، والتماثيل كانت تمثلها كامرأة منتصبة ذات عقد غريب الشكل، غير معروف إلام يرمز، إما لمجموعة من الفواكة، إكليل من الزهور ، أو خصية الثور التي كانت تقدم قرباناً لها، إلا أنه لم تتكون نظرية ثابتة حول ماهيتها. مما هو جدير بالذكر أن معظم الشعوب أو المناطق التي كانت عبادتها منتشرة فيها بشكل كبير لم تكن اهتماماً كبيراً بأخيها أبولو ، كما أن معظم هذه الإلاهة لا تمت بالآلهة الإغريقية بأية صلة إلا من ناحية الاسم .
كانت تقام العديد من المناسبات والحفلات إكراماً لآرتميس، أهمها براورونيا، التي كانت تقام في براورون، وحفلة آرتميس أورثيا، التي كانت تقام في أسبارطة، حيث يقوم الشبان بسرقة قطع الجبن من المذبح، ثم يجلدون بالسوط. إن تفسير هذا التقليد غير معروف، حيث أنه قد ضاع بمرور الزمن.
أما بالنسبة لتوابعها أو كهنة معبدها، فكن من الفتيات التي وصلن لمرحلة البلوغ، حيث يدخلن لهذه العبادة مباشرة، وفي حال قرار إحدى الفتيات بالزواج، عليها تقديم كل ما مثل عذريتها، من خصلات شعرها إلى الدمى على المذبح، ثم ترك الأراضي التي أقيم عليها المعبد نهائيا. أما الرجال، فقد عبدت من قبلهم كإلهة صيد في الغالب.
الأراضي والملاجيء المقدسة
وجدت في العصور القديمة والإغريقية الكلاسيكية بعض الأراضي التاريخية التي تنسب كأراضي وملاجيء مقدسة لآرتميس، أهمها ملجأ آرتميس أورثيا، التي تعتبر إحدى أكثر المناطق الدينية أهمية في ولاية سبارطة الإغريقية، وقد شكلت المقر الديني لأتباع ديانة أورثيا، وقد وجدت هذه المعتقدات قبل ظهور الأساطير الأولمبية. صورت آرتميس في العادة كآرتميس أورثيا على هيثة بوتنيا ثيرون.
كذلك، وجد ملجأ آخر منسوب إليها في براورن ، في الساحل الشرقي لآتيكا، حيث انتشرت ديانة آرتميس براورنيا، وقد وجدت فيها تماثيل لأطفال صغار، وبعض المجوهرات والأثريات المختلفة.
عبادتها في المجموعات الأسطورية
الأمازونيات
كانت آرتميس تعتبر الإلاهة الراعية لشعب الأمازونيات، وكن مجموعة أسطورية من النساء اللاتي يعشن في استقلالية نسبية من الرجال، وهن ضليعات بأمور الحرب والصيد. كذلك، اعتبرت أفضل أسلحتهن السهام والقوس. تتحدث بعض الأساطير عن مساهمة الأمازونيات في بناء معبد آرتميس في أفيسوس، وبنائهن للعديد من المعابد قرباناً لآرتميس.
هايبربوريوي
اعتبر كلاً من آرتميس وأخيها أبولو الإلهان الراعيان لهذا الشعب الأسطوري، الذي كان يعيش في منطقة بعيدة في الشمال يسود فيها فصل الربيع، حيث ذكر أنه قد تم بناء عدداً من المعابد الخاصة بهما.
تمثيلها في الفنون والآداب
في الفنون
اختلفت طرق تمثليها بحسب الوظائف أو الأساطير التي كانت تنسب إليها باختلاف الفترات الزمنية والثقافات ، فكانت الشعوب القديمة تصورها في العادة كملكة الوحوش المجنحة(بوتنيا ثيرون)، والتي تظهر حاملة بعض الحيوانات البرية في يديها، كالفهد والأسد.
أما في الفنون الإغريقية الكلاسيكية، وفي المنحوتات الأكثر حداثة، تصور آرتميس كإلهة شابة ويافعة، ترتدي تنورة (أو ملابس خاصة بالفتيات) وجزمة - حيث نفي هومر كونها "رجولية" في الإلياذة، وتحمل معدات خاصة بالصيد، أشهرها القوس والسهام، أو الرماح. وفي بعض الأحيان تحمل أشياء مختلفة بحسب الأسطورة أو النمط المراد تقديمه في التمثال أو اللوحة. إلى جانب ذلك، تتواجد حولها حيواناتها المقدسة، كالظبي في أكثر الأحيان، أو حورياتها.
في الآداب
ذكرت آرتميس في النصوص والكتب القديمة، والتي تتحدث عن الأساطير وكيفية تكونها، وقصة الإغريق القدامى بشكل خاص، حيث لعبت أدواراً جسدت شخصيتها. كما مثلت ووصفت بشكل دقيق في الإلياذة، وذكرت في مواضع عدة في الأوديسة وكتاب التحول لأوفيد.
إلى جانب ذلك، فقد ألهمت قصصها العديد من المقولات والأشعار الحديثة، وبشكل أخص قصتها مع الصياد أكتيون، حيث تم تفسير المغزى منها واستخدامها لتوضيح المواقف المقاربة لها .
رموزها ومقدساتها وممتلكاتها
هناك العديد من الرموز التي يتم ربطها بالآلهة المختلفة بحسب وظائفهم، وكانت من أشهر الرموز التي ارتبطت بها تلك المتعلقة بالصيد وأدواته، القمر، الرقص والموسيقى، والطبيعة. كذلك، فقد اعتبرت الحيوانات وبعضاً من النباتات كرموز مقدسة لها. استخدمت هذه الرموز عادة من قبل النحاتين والرسامين والأدباء.
ادوات الصيد والأسلحة
من أشهر الرموز التي صاحبت آرتميس، حتى عند تمثيلها فنياً، هي كل ما له علاقة بالصيد، حيث يمثل وظيفتها بشكل مباشر. من أكثر أدوات الصيد التي قامت باستخدامها القوس والسهام، والتي كانت ذهبية في بعض الأساطير كأخيها أبولو، أو فضية. وقد كانت هذه الأدوات الأكثر مناسبة لها، حيث كانت تجيد الرماية. إلى جانب ذلك، فقد اعتبرت شباك الصيد والرماح، وإناث كلاب الصيد التي كانت ترافقها أثناء رحلاتها من أشهر رموزها
الموسيقى والرقص
وجدت آرتميس في بعض الأحيان ماسكة آلة موسيقية، وهي القيثارة. كذلك، عرفت بقدرتها وحبها للرقص، حيث كانت تبارك الحيوانات أثناء رقصها وتشترك عادة في الرقص مع حورياتها، كما إرتدت صنادل فضية أثناء ذلك.
الكائنات المقدسة
قدست آرتميس العديد من الحيوانات والأشجار، وصغارها بشكل خاص، حيث ذكر في العديد من الأساطير أنها تتمتع بمصاحبة الحيوانات والجلوس في أحضان الطبيعة. وهي تفضل بعضاً من الأنواع على غيرها، على غرار الظبي أو الغزال، والدب (حيث عرفت حورياتها باسم الدببة الإناث)، والخنزير البري، وبعض الطيور مثل الحجل الذي كان يعتبر حيواناً عزيزاً بالنسبة لها، والصقر، وحتى أسماك المياه العذبة، حيث وجدت بعض الينابيع في المعابد الخاصة بها، ويعتقد بأنها كانت تحوي أسماكاً من هذا النوع. كما اعتبرت آرتميس شجرة السرو (شجرة السرو الفضية) من أقدس الأشجار، إلى جانب بعض الأعشاب والشجيرات التي تم ربطها بها في بعض العقائد، أو بسبب ارتباطها بالإلهة هيكاتي.
بالإضافة إلى ما سبق، فقد تأثرت آرتميس أيضاً بالكائنات التي تفضلها ليتو، مثل طائر السمان وشجرة النخيل .
رموز أخرى
في بعض الأحيان، كانت آرتميس تعرف كإلهة للقمر، لذا فقد كان رمز الهلال أو القمر منسوباً إليها، حيث تشير الأساطير إلى وجود رمز هلالي على قوسها . إلا أن رمز الهلال لم يربط بها من الناحية الفنية إلا في العصور الأكثر حداثة.
كذلك، كانت آرتميس أحياناً تحمل مشاعل، مما جعلها تقورن مع هيكاتي من هذه الناحية، حيث وجدت بعض التماثيل لها وهي تحمل المشاعل وبعض الأشياء الأخرى كالحيوانات والأفاعي.
إلى جانب ذلك، فقد ذكر عن آرتميس بأنها تقود عربة ذهبية خاصة بها، ولذلك، فقد وجدت بهذه الصورة في العديد من الأساطير .
الألقاب
أطلقت عليها ألقاب عديدة لتمثيلها، وقد تكون هذه أيضاً أسماء آلهة أخرى تم تعريفها بآرتميس :
* بوتنيا ثيرون (صاحبة الحيوانات المتوحشة)، كما وصفها الشاعر هومر، وهي في الأصل اسم لآلهة أخرى من ثقافة مختلفة، ولكنها تنطبق أيضا على آرتميس.
* كوروتروفوس (التي تعتني بالشباب)
* لوكيا (المساعدة عند الإنجاب)
* أغروتيرا (الصيادة)
* سينثيا (هذا الاسم مأخوذ من المكان الذي ولدت فيه، في جبل سينثوس على جزيرة ديلوس)
* آرتميس ديلوس (إشارة إلى الجزيرة التي ولدت فيها)
إرتباطها بآلهة أخرى
لطالما تم ربطها بالخطأ وتعريفها بعدة إلاهة، وأشهر هذه الارتباطات هي تلك بإلاهة القمر سيليني ، بسبب استخدامها هذا الرمز، إلى جانب كونها تضيء السماء في الليل بواسطة سهامها. إلى جانب ذلك، فقد تم تعريفها أحيانا بهيكاتي، إلاهة الليل والشعوذة، بسبب تقديم كلتاهما المساعدة لديميتر أثناء بحثها عن بيرسيفوني، إلا أن هيكاتي تنتمي إلى عرق التايتن، بخلاف آرتميس. ونتيجة لهذا الارتباط، فقد عرفت ديسبواني، وهي إلاهة من آركاديا لها نفس وظيفة ومقام هيكاتي، بآرتميس أيضاً.
كذلك، ارتبطت بديكتاينا التي تعرف أيضاً ببريتومارتيس، وهي الآلهة التي إخترعت شباك الصيد، وكانت تعتبر آلهة الصيد في جزيرة كريت، ورفيقة لآرتميس في الصيد، إلى جانب النقاط المشتركة فيما بينهما من ناحية الشكل والرموز المصاحبة لهما، بما فيها الجمال، وحمل المشاعل .
هذا الارتباطات أدت إلى إرباك بعض الأساطير، بل وحتى المعتقدات والشعائر، حيث كانت توصف آرتميس أحياناً عن طريق الخطأ بهذه الآلهة وتنسب إليها بعضاً من أساطيرهن المتناغمة مع طباعها.
إرتباطها بآلهة غير إغريقية
تطابقت أوصاف آرتميس مع عدة آلهة في ثقافات وأساطير غير إغريقية، ولعل من أكثرها شهرة وجود إلاهة صيد رومانية تقابل آرتميس، حتى في الأساطير المتعلقة بها وطرق تمثيلها فنياً وأدبياً. ونتيجة لاستمداد الكثير من مواصفات آرتميس من العصور المختلفة التي شملت ثقافات متعددة ذات تجسيدات مميزة لهذه الآلهة، فقد أمكن ارتباطها وتعريفها بآلهة أخرى استمدت من الثقافة الإغريقية، ومن بينها بيندس في الثقافة الثراشية، والإلهة الفرعونية باستت، والتي كانت ابنة آيزيس (التي تقابل ديميتر في الثقافة الإغريقية عوضا عن ليتو)، إلا أن أوتو (ليتو بالإغريقية) كانت بمثابة حاضنتها وراعيتها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق